Wednesday, October 24, 2012


هل اغتيال الحسن هو بداية تصفية الرؤوس الحامية لتبريد الأزمة السورية؟ محمد حمية
في حدث هو الأول من نوعه بعد اغتيال النائب انطوان غانم وسلسلة الإغتيالات التي سبقتها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري هز بيروت انفجار كبير ذهب ضحيته رئيس جهاز فرع المعلومات العميد وسام الحسن ومرافقه وعدد من المدنيين في منطقة الاشرفية، وما هي الا بضع ساعات حتى بدأ اطلاق الإتهامات يمنة ويسرى بحق النظام السوري وحزب الله، فمن قتل وسام الحسن ومن له مصلحة؟ وهل لهذا الإغتيال علاقة بما يجري من احداث في سوريا؟
سبق عملية الإغتيال حملة إعلامية وسياسية شنها النائب سعد الحريري وقوى 14 اذار على حزب الله والمقاومة، فهل يعتبر ذلك بمثابة تغطية لعمل امني ما عبر اثارة النعرات المذهبية وتوتير الأجواء الداخلية واطلاق جملة من الاتهامات لخلق بيئة مناسبة لإستثمارها بعد عملية الإغتيال! كما سبق الإغتيال تحذيرات غربية من مسؤولين غربيين ومن المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي من انتقال الأزمة السورية الى لبنان! ومن المعروف ان العميد وسام الحسن له صلة وعلاقة مع العديد من اجهزة استخبارات غربية وعربية ويقوم بالتنسيق معها منها المخابرات السعودية ورئيس الاستخبارات بندر بن سلطان والمخابرات الاميركية والفرنسية والمصرية والاردنية كما ارتبط اسمه بالعديد من الملفات الحساسة والساخنة كملف المحكمة الدولية وخاصة الدور الامني الذي لعبه لإسقاط النظام السوري وهذا ما كشفت عنه صحيفة الديار مؤخرا كما له الدور الرئيسي في ملف الوزير السابق ميشال سماحة مما يعني ان هناك العديد من هذه الأجهزة لها مصلحة في اغتيال الحسن ومن غير المستبعد ان يكون احد هذه الاجهزة اخترق امن الحسن ونفذ عملية الإغتيال.
وتسأل اوساط مراقبة للمشهد الإقليمي هل تحاول بعض الأطراف الإقليمية المتضررة من اي تسوية قريبة في الملف السوري والداعمة لفريق 14 اذار واهمها قطر والمملكة العربية السعودية لتغيير موازين القوى الداخلية في لبنان لتحقيق بعض المكاسب السياسية قبل ان تنضج اي تسوية في سوريا ومدخل ذلك هو الضغط لإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية يكون فريق 14 اذار شريكا فيها لأن هذا هذا الفريق يعتبر انه اذا تمت التسوية في الملف السوري فسيبقى خارج السلطة واذا طالت الأزمة السورية ايضا سيبقى خارج السلطة طويلا وخاصة اذا تم تأجيل او الغاء الإنتخابات النيابية فحينها سيمدد للمجلس النيابي وتبقى الحكومة لتصريف الاعمال.
وما يعزز ذلك ما كشفته مواقع غربية عن لقاء وزير الخارجية التركي داوود اوغلو ورئيس مجلس الامن القومي سعيد جليلي من ان اتفاقا تم بين الجانبين على حل الأزمة السورية بالطرق السلمية والدبلوماسية مما يشير الى وقف الدعم التركي للمجموعات المسلحة وتحول واضح في الموقف التركي ظهر بكلام رئيس الحكومة التركية اردوغان بعد ان هاجم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لعجزهما عن التدخل في سوريا كما ان هناك تغيير في الموقف الأميركي والأوروبي لإعتبارات عديدة ويكفي الإشارة الى غياب واضح في تصريحات المسؤولين الغربيين لدعوة الرئيس الأسد الى التنحي بل شهدنا في الآونة الأخيرة كثافة في تصريحات ومعلومات كشفتها صحف اجنبية عن التشكيك بوحدة المعارضة وبسلميتها وبقدرتها على حكم سوريا في حال تنحي الأسد كما يمكن ملاحظة بوادرتنصل الولايات المتحدة الاميركية من المعارضة السورية وهذا ما دفع الى تظاهرات للمعارضة السورية تهاجم الولايات المتحدة الاميركية .فهل اغتيال العميد وسام الحسن هو التمهيد لتسوية ما عبر تصفية بعض الرؤوس الحامية الضالعة في اسقاط الرئيس الاسد ؟
يبدو ان هناك قناعة من الحلف الغربي العربي المعادي لسوريا باستحالة اسقاط النظام السوري والتسليم بهزيمته في سوريا فبدأ باعداد خطة للإنسحاب عبر افتعال الحرائق في عدد من الدول المجاورة لسوريا كغطاء للإنسحاب الهادئ باقل الخسائر الممكنة ولإشغال النظام السوري وحلفاؤه ومنعهم من تثمير هذا الإنتصار وهذا ما قامت به الادارة الاميركية عند انسحابها من العراق عبر نقل المعركة الى سوريا ويعزز هذا الاحتمال ما سرب من معلومات حول اشعال الساحة الاردنية واسقاط نظام الملك عبدالله الثاني والتفجيرات التي تحصل في العراق ليست بعيدة عن هذا المخطط وهنا يمكن وضع اغتيال العميد وسام الحسن لإشعال الساحة اللبنانية ايضا.
ويبقى السؤال هل سيتكرر سيناريو ال2004 عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من احداث امنية وانقسام حاد بين اللبنانيين وخلق بيئة طائفية ومذهبية واستثمار الدماء للسيطرة على مقاليد السلطة وحصار المقاومة؟ وهل سيستمرون في تحركاتهم حتى تحقيق هدف اسقاط الحكومة؟ وهل سينجحون في قلب المعادلة الداخلية في ظل الموقف الاميركي الاوروبي المتمسك باستمرار حكومة الرئيس ميقاتي وفي ظل انقسام الموقف في الطائفة السنية من استقالة الحكومة؟

No comments:

Post a Comment