Sunday, January 27, 2013


مرجع روحي مسيحي: كلام تاريخي للسيّد نصرالله
Sunday, January 27, 2013 - 09:58 PM
مفيد سرحال

عن هواجس المسيحيين.. وننتظر موقفاً مُماثلاً للشيخ سعد

مفيد سرحال
سواء دفن القانون الارثوذكسي، قانون الستين على حد تعبير الرئيس نبيه بري، ام ابقاه في حالة موت سريري ريثما تتم مراسم الصلاة والتشييع او بالحد الادنى بعث الحياة فيه منقحاً، فان القانون الارثوذكسي سواء غُيب في غياهب الرفض في وطن «الجنة العلمانية»!! او اقر ايضا معدلاً فان جوهر هذا القانون اي المناصفة الحقيقية بعيداً عن «تفقيس النواب» تحت اجنحة ديوك الطوائف الاخرى سيطغى على ما عداه. بمعنى ان ملائكة الارثوذكسي ستبقى جاهزة تفرض نفسها مهما كان شكل القانون وتفصيلاته المناطقية وذلك بقوة الالتفاف المسيحي حول الفكرة القائلة بالمناصفة وباصوات المسيحيين وبالتالي فان المسمى الفعلي لاي قانون سيبقى الارثوذكسي اللهم اذا كان اشتغاله يؤمن التوازنات المطلوبة للمسيحيين.
في هذا المجال، علّق مرجع ديني مسيحي كبير للديار على النشاط المحموم للقوى السياسية لاجتراح قانون انتخابي عبر اللجنة النيابية الفرعية الباحثة عن وطن في كومة قش طائفية سريعة الاشتعال، او عبر لقاءات الكواليس ومما قاله المرجع المسيحي الروحي: ان يجتمع القادة المسيحيون ومعهم بكركي على رأي واحد حول قانون الانتخاب المشتهى وتحديداً الارثوذكسي بالرغم من التباينات التاريخية المثقلة بالدم والاحتراب والاحقاد والفرز الشارعي العميق!! لهو امر يستدعي التوقف عنده ملياً لاهميته في لحظة تاريخية يكتب فيهامستقبل المنطقة برمتها لا سيما وان الربيع العربي قابله خريف مسيحي وجودي مشحون بعواصف ورياح التهجير وسط مناخات التغيير!؟
يتابع المرجع: نعم انها لحظة تاريخية مفصلية لا حل وسط فيها: اما البقاء واما الخروج من هذا الشرق تحت وطأة مصالح وتقاطعات اقليمية ودولية لاتقيم وزنا لتاريخ وتراث المسيحيين وحضارة انسانية روحية وسمت المنطقة باسرها بقيم الحق والخير والسلام والتواصل الانساني والتلاقي والتلاقح الحضاري...
ويتابع المرجع: في لبنان يخوض المسيحيون اخر معاركهم الوجودية من خلال التفاعل مع الآخر وحفظ الانا من استباحة الآخر للحقوق والمواقع والدور بعد سلسلة تراجعات ذاتية وموضوعية...
في فلسطين اليهود يسعون لاقتلاع بيت لحم وابتلاع الاديرة والكنائس بالترهيب والترغيب ولم يبق سوى 1% من مسيحيي فلسطين المحتلة يستحثون الخطى للالتحاق بمن سبقهم وفي العالم العربي من مصر الى العراق وسوريا يرتسم درب الجلجلة لجماعة المؤمنين آلاماً وتهجيراً وهجرة.
ويتساءل البعض امام كل هذا المشهد الكارثي كيف لقانون انتخاب ان يحفظ الوجود المسيحي أليس من السذاجة مجرد التفكير بان آلية انتخابية ستكشح عن المسيحيين غمامة اليأس والاحباط والشعور بالدونية والهامشية ويحميهم من عواصف التهجير والطلاق الرضائي مع وطن الارز..
يتابع المرجع: ردا على هذا التساؤل اقول نعم وبكل رضى وقناعة وفهم عقلاني لانه بالرغم من حرصنا على الشراكة الوطنية وميثاقية العيش الواحد بين مختلف العائلات اللبنانية الروحية الا ان حالة الاستتباع الفظ تارة خوفا وتملقا وطورا لمصالح مادية ومعنوية على حساب الكرامة والوجود الحر امور اشعرت المسيحيين انهم دون مستوى الندية اللائقة ودون مستوى الشراكة الفعلية في القرار الوطني ولعل التطبيق العبثي والاستنسابي والمزاجي لاتفاق الطائف زاد الطين بلة بالرغم من تلبية المسيحيين لشروط هذا الاتفاق الذي جاء وبعد حرب طاحنة بين فرقاء مسيحيين افضت الى واقع حرمهم من تلك الحالة المتميزة في النظام.
ويتابع المرجع الروحي المسيحي: نعم ان قانون الانتخاب يعيد للمسيحيين ثقتهم بالنظام والدولة التي ينتمون اليها بالرغم من فقدانهم لمواقع سلطوية اساسية على مستوى اخذ القرار تحت تأثير عوامل سياسية ومجتمعية وديمغرافية وهم اقروا بذلك عندما قبلوا بالطائف شريطة ان يطبق بكليته لا على اساس ربع طائف ونصف طائف..
ويقول المرجع: وحده القانون الارثوذكسي ولنقل صراحة قانون دولة الرئيس ايلي الفرزلي، مع احترامنا وتقديرنا لاعضاء اللقاء وفيه شخصيات مسيحية ارثوذكسية محترمة ومرموقة كآل التويني وحبيب وفرح وفريجة ونعيمة وبدر وشاهين وبدران والخوري وغيرهم..
وحده هذا القانون يستطيع نقل المسيحيين الى الموقع الذي يحفظ الكرامة والهيبة ووقار النيابة، وهذا القانون ليس قانون الارثوذكس بالرغم من ان جميع المؤشرات تدل على ان 80% من الارثوذكس يؤيديونه ولكنه قانون ارثوذكسي بامتياز ووحده ايلي الفرزلي براءة ذمة ارثوذكسية للناس ومن عائلته خرج مفكرون وقادة رأي ومطارنة ونواب ورموز تيارات قومية على مستوى الوطن العربي...
ويتابع المرجع في هذا المجال: ان كلام سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه في ذكرى المولد النبوي الشريف ينبغي ان يسجل باحرف من نور في السجل المسيحي في هذا البلد عندما دعا صراحة الى السير باي قانون انتخابي يجمع عليه المسيحيون ويزيل هواجسهم ويبدد مخاوفهم وهذا الكلام برأينا كمرجعيات دينية كلام تاريخي ويؤسس لشراكة وطنية حقيقية ويرسخ العيش المشترك ويعطي الصورة الحقيقية عن رسالية لبنان ودوره التأسيسي في طور الحضارات والديانات.
ويتابع المرجع: بناء على هذا الموقف الجلي والواضح للسيد نصرالله بالتوازي مع موقف دولة الرئيس بري الصريح والمتفهم لهواجس المسيحية نطلقها دعوة الى رموز وقادة الطائفة السنية الكريمة وعلى رأسهم دولة الرئيس سعد الحريري للسير كما اجمع اخواننا الشيعة بالمشروع الارثوذكسي وتأييده ولنا ملء الثقة بدور آل الحريري في تكريس الاعتدال وتلبية حاجة المسيحيين للاطمئنان بدلا من الانكفاء والقبول بما يرتضونه حرصا على خصوصيتهم ووجودهم ومكانتهم في النسيج اللبناني بعد شعورهم المتراكم بانهم هامشيو الدور ومجرد ديكور في كتل طائفية ومذهبية تطعم بهم اللوائح ليقال ان هناك شراكة وعمليا هناك الحاق لا تمثيل حقيقي... فكما ادرك اخواننا الشيعة اهمية الحضور المسيحي ربطا مع مجريات الاحداث المقلقة وجوديا للمسيحيين في المنطقة فان قاعدة التفهم والتفاهم التي ارساها المغفور له دولة الرئيس صائب سلام صالحة في هذا الظرف لنبني وطن التفهم المتبادل ونصوغ تفاهمات ندية لا فوقية واضحة لا زغل فيها ولا تشاطر او باطنية فنؤسس لمستقبلنا معاً في وطن نهائي لكل بنيه

No comments:

Post a Comment