Thursday, December 13, 2012


الخميس 13 كانون الأول 2012 الساعة 16:05
وطنية - عقدت اللجنة القانونية في اللقاء الأرثوذكسي مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مقر اللقاء في الأشرفية، تناولت فيه آخر التطورات ولا سيما إثر غياب بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، وعشية انتخاب البطريرك العتيد، وجهت في خلاله كتابا مفتوحا إلى البطريرك العتيد والمطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس.
حضر المؤتمر الأمين العام للقاء الأرثوذكسي المحافظ نقولا سابا، وأعضاء الهيئة الإدارية، ورئيس وأعضاء اللجنة القانونية.


اسهتل رئيس اللجنة القانونية المحامي ميشال تويني المؤتمر بالقول: "إننا نمر اليوم بظروف صعبة وعلينا أن نتكاتف أكثر فأكثر وعلينا السعي مع الجميع لاستنهاض الطائفة واسترجاع حقوقها".
وختم: "إنطلاقا من إحساسنا بهذه الظروف الصعبة أرادت اللجنة القانونية في اللقاء توجيه كتابا مفتوحا إلى البطريرك العتيد والسادة المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس".

نص الكتاب
ثم تلا عضو اللجنة القانونية رجا بدران الكتاب المفتوح وجاء في نصه:
"يعيش اللقاء الأرثوذكسي بغياب رئيس الكنيسة وحبرها العظيم المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، حزنا متوشحا بالرجاء الكبير. ويرجو من الله المبارك، أن يسكب التعزيات الكبرى على قلوبنا في هذا الظرف الدقيق الذي يعيشه المدى المشرقي ويتخبط بتداعياته الكبرى... كان راحلنا الكبير صوت العقل في لحظات الضياع، ومدى الحكمة في عالم الجنون ورجلا بناء خلاقا ونهضويا حيث زرع مع السادة المطارنة أعضاء المجمع الإنطاكي المقدس، الصروح المشعة، والمطلة على آفاق معرفية وتربوية، وتجليات خلقية وروحية معبرة عن تراثنا الأصيل، والتي أغنت كنيستنا والعالم العربي بالعلم والمعرفة والثقافة.

سيدي صاحب الغبطة المنتظر والسادة الاجلاء، يعيش الأرثوذكسيون في هذا الظرف العصيب، وفيما نحن نطل على انتخابكم، قلقا وجوديا وخطيرا للغاية، وقد بدأت خطوطه تتمادى في جوف الكنيسة، وداخلها في الشكل والمضمون، في غياب المشاركة الدقيقة والمطلوبة بين الإكليريكيين والعلمانيين، مما يدفعنا إلى طرح سؤال موجع وخطير، إلى أين نتجه ككنيسة وكحالة أرثوذكسية موجودة قائمة في لبنان والمشرق العربي، وهي من المكونات الأصيلة والتاريخية؟
نأتي كلقاء أرثوذكسي إلى غبطتكم وإلى أصحاب السيادة أحبار المجمع الإنطاكي المقدس، لنتشارك معكم في قرع ناقوس الخطر، عبر أسئلة كبرى تطرح عن واقع المسيحيين العرب في ظل الصراعات الممزقة لبنية المشرق العربي... ولا شك أنكم على يقين بأن ما تمر به منطقتنا، يستوجب منا إعادة تنظيم حضورنا، إن على المستوى البنيوي أو القانوني، وانطلاقا منهما السياسي، وقد بدأت المخاوف تشتد وتتراكم على الساحة الأرثوذكسية بصورة عامة، من أن يكون الأرثوذكس ككيان ووجود مؤسس، قد خرجوا من المعادلات الاستراتيجية المطروحة على مستوى لبنان وسوريا والمنطقة، في ظل استفحال هجرة أبناء الكنيسة إلى دنيا الاغتراب.

على هذا الأساس، نرى أن ثمة خللا واضحا في العلاقة بين الإكليريكيين والعلمانيين. وتصحيح الخلل يتم بأن نبيح المشاركة الفعالة والعميقة، التي تجعلنا جسدا واحدا لكنيسة واحدة لرب واحد. فقد تقهقرنا بما فيه الكفاية، ولا يمكن أن نعود القهقرى في ظل تراكم الأحداث وانفجارها.
لقد رمدتنا المعاناة الطويلة التي نعيشها كمسيحيين وأرثوذكسيين، ونتطلع معكم وفي رعايتكم الحكيمة والسديدة، لنخرج منها إلى الجدة الحقيقية بتأكيد عمق المشاركة وتفعيلها على كل الأصعدة المطلوبة والممكنة.
وإذا سمحتم لنا بالإيغال، فإننا نلفت نظركم الكريم، إلى أن الأرثوذكس قد أخرجوا في لبنان من الدولة ومؤسساتها، ولم نر حالة مستنهضة للدفاع عن هذا الكيان المترامي الأطراف، أقله بطرح سؤال أو طلب استيضاح عن أسباب خروجهم أو إخراجهم بعد إحراجهم، وانصبابه في العمق المسيحي، وفي المدى المسيحي-الإسلامي، حيث أذيبت المناصفة وأصيب الميثاق الوطني بعطب كبير. ورأينا المسيحيين بعامة والأرثوذكسيين بخاصة يبيعون عقاراتهم في مناطق عديدة من لبنان من الجبل إلى العاصمة، من البقاع إلى الشمال والجنوب... فهل يمكن أن نرى حالة مستنهضة ومبادرات خلاقة منبعثة في معالجة هذا الأمر الخطير والدقيق للغاية؟

لقد بتنا مستولدين في كنف مذاهب أخرى على المستويين السياسي والإداري، مما حدا باللقاء إلى إطلاق مشروعه الانتخابي، وهو مشروع استراتيجي متكامل كبير، لا تنحصر عنايته بالتمثيل المسيحي في لبنان، بل هو رافعة حقيقية داعمة لمسيحيي المشرق العربي، بحيث تساهم بتأصيلهم في أرضهم تبعا لتوجيهات صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، وكان قد أشار غير مرة إلى التعلق بالأرض والعيش فيها بأصالة.
والواقع يا سيدي أننا لا نستطيع تأكيد ذلك والبلوغ نحو الوثبات المضيئة، إن لم نعن معا بتصحيح الخلل على المستوى البنيوي والطائفي والكنسي... وذلك يتأكد من زاويتين:
الزاوية الأولى: التأكيد على تنظيم العلاقة الذي من شأنه أن يردم الهوة القائمة، وربما المصطنعة، بين الإكليروس والعلمانيين، ويقوي اللحمة الموضوعية ويبني الجسور في تبني القضايا الجوهرية والتي تجمعنا في تلك اللحظات المصيرية.
الزاوية الثانية: إيجاد صيغة قانونية رصينة بمعايير واضحة، تعزز قيمة المشاركة الفعالة، في إطار مؤسساتي ومقونن. وتعبر هذه الصيغة عن كلام قاله بولس الرسول، فلتكن أموركم بلياقة وترتيب، وهذا ما نرنو إليه في كل تطلعاتنا، وفي صلب علاقتنا مع السادة المطارنة أعضاء المجمع الإنطاكي المقدس.

وفي السياق عينه، إننا نلفت عناية غبطتكم، إلى ضرورة إشراك السادة المطارنة الإجلاء جميعهم، في القرار، في مسألة العلاقة بين الكنيسة الأرثوذكسية والدولة اللبنانية، على المستويات كافة في إطار من التعاون البناء والهادف. وينساب هذا الإشراك بصورة واضحة إلى كل الهيئات الأرثوذكسية، حتى لا يشعر الأرثوذكسيون بغربة كيانية ووجودية عن وطنهم، من جراء الغبن اللاحق بهم، بفعل إبعادهم عن الوظائف التي تعود لهم عرفا، وتختص وتليق بهم وبدورهم التاريخي في الدولة ومؤسساتها العامة.

وفي قراءة مبسطة، إن هذا يستدعي ابتكار صيغة واقعية معبرة عن أصالتنا في لبنان. ذلك أننا مكون تاريخي للوطن اللبناني، منذ تأسيس دولة لبنان الكبير مرورا بالاستقلال، وصولا إلى الآن. وهذه الصيغة من شأنها، أن تشعر الأرثوذكس بسيادتهم الحقيقية في رحاب الدولة والوطن، والتي تعيدهم إلى الأدوار الحقيقية، التي مثلوها في حقبات عديدة من التاريخ المعاصر والحديث، وتحررهم من ثقافة الاستيلاد في كنف المذاهب الأخرى بالمعاني السياسية والإدارية.
سيدي صاحب الغبطة المنتظر والسادة الأجلاء أحبار المجمع، نتمنى عليكم أن تجهدوا في تصحيح الخلل حتى تشرق شمس الأرثوذكسية في هذا المشرق العربي، إنطلاقا من لبنان الوطن الفريد في المشرق العربي كما كان صاحب الغبطة المثلث الرحمات يؤكد، وتبني ما يمكن تبنيه لخير شعبنا ورجائه".

No comments:

Post a Comment