Saturday, April 13, 2013

نيسان بدون مسلمين بقلم جهاد الزين


نيسان بدون مسلمين
  •  جهاد الزين
  • 2013-04-13
تَلبننَ العراقُ وتأفغنتْ سوريا وتَفتْنَمَتْ قطر، بصفة الدوحة "هانوي" الثورة العربية، وتبكسْتَنَتْ تركيا وتقبرَصَ السودانُ… و.... و...
إِلْعبْ ما شئت بالمصطلحات... فاللغة سهلة (وأحيانا خفيفة جداً). لكن تبقى حقيقة أن دولَ المنطقة تهتزّ... فيأتينا 13 نيسان اللبناني هذا العام والذي سبقهُ وقد اختلطت بشكلٍ محيّرٍ وخطير فعلاً ظاهرتان تدوّخان أيّ مراقب بل أيّ منخرِط غير مرتبط بخط مالي (من مال) في الصراع: ظاهرة تغييرٍ ثوري في إسقاط أنظمة استبداد عاتية وظاهرة تفّكك دول ومجتمعات التغيير في الوقت نفسه.
لستُ معنيّاً بتبسيطيّات مُغرضةٍ وفي بعض حالاتها ساذجةٌ وفي بعضها الآخر عمياء. فأخطر ما يحدث هو ظهور مجتمعاتِنا نفسِها - وهذا ما يتجاوز بنية دُوَلِنا - مرتبكةً بل غيرَ قادرةٍ على تحمّل وزن التغيير الثوري الحاصل الذي أشعلتهُ من داخلها قوى اجتماعية متقدمة (ونخبوية) ولاقته من الخارج عاصفة من المصالح الدولية التي تضم بين أبرز عناصرها دولٌ سبق أن "أسّستْ" الكيانات - الدول موضوع الاهتزاز.
كل يوم في المنطقة بات 13 نيسان من حيث هو دولةٌ ومجتمعٌ مهتزّان.
أما في لبنان فهناك "13 نيسانان" لا واحد. 13 نيسان المسيحي المسلم. ذاكرة الثنائية التي أسّست - داخليا - الصيغة عام 1943 و13 نيسان "الجديد" وهو السني الشيعي. كلاهما دولي وإقليمي. لكن القديم أكثر لبننة بسبب مسيحيّته، الجديد أقل بسبب سنيّته وشيعيته.
لم يُصبح 13 نيسان القديم من الذاكرة لأن المسيحيين لم ينسحبوا من آتون البحث عن صيغة سياسية جديدة وإن كانوا على الأرجح انسحبوا من الصيغة القتالية في طرح "وجهة نظرهم". ها هم أحفاد "المسيحية المقاتلة" لـ13 نيسان الأول يطرحون في عام 13 نيسان الجديد "المشروع الأرثوذكسي" لإحداث الصدمة التي تشير إلى الطائفيّات السنية الشيعية الدرزية بأنهم يريدون تغيير الصيغة. لذلك "المشروع الأرثوذكسي" هو مشروع نظام سياسي جديد لا أقل. و لذلك أيضا وحتماً هو من البداية ليس مشروعا للتطبيق وإنما إعلانٌ مسيحيٌّ عن الحاجة للتغيير ستتحقّق جزئيا في النظام المختلط الأكثري - النسبي فيما سيكون المشروع الأرثوذكسي ذات يوم صيغةً لمجلس الشيوخ.
أحد تحوّلاتِ المرحلة هو الوعي المأسوي الوجودي للمسيحيين بصفتهم "كتلة متناقصة" بل متلاشية في المحيط. في اللغة السابقة "المسيحية المقاتلة" كانت صورة المنطقة مشهد "مسيحية ذمّية" يرفضها مسيحيو لبنان. اليوم الصورة في المنطقة هي مشهد "انقراض" المسيحيين لا ذميّتهم.
13 نيسان القديم كان فيه مسلمون.
لا مسلمين اليوم بل سُنّة وشيعة!

No comments:

Post a Comment