Sunday, April 28, 2013

مسيحيو سوريا يخشون سقوط الدولة ، لا النظام

مسيحيو سوريا يخشون سقوط الدولة.. لا النظام

سليمان يوسف
المسيحيون السوريون جزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني التاريخي لسوريا. شاركوا الى جانب بقية مكوّنات المجتمع السوري في الثورات والانتفاضات الوطنية ضد الغزاة المستعمرين. كانوا السباقين إلى المطالبة بالحرية ونشر الأفكار الديموقراطية. ما زال لهم دور أساسي فاعل في تأسيس الكثير من الأحزاب والمنظمات واللجان الحقوقية والمجتمعية الوطنية. لهذا، لا يمكن للمسيحيين أن يكونوا اليوم إلا مع التغيير ومع الحراك الشعبي المدني الساعي لإنهاء الاستبداد والانتقال بسوريا الى دولة مدنية ديموقراطية. لكن يؤخذ اليوم عليهم، بأنهم لم يشاركوا بفاعلية، وكما كان منتظراً منهم في حركة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الاستبدادي، التي انطلقت في آذار 2011، ولم يحملوا السلاح لمقاتلة النظام الى جانب المعارضة المسلحة. "الانكماش الثوري" للمسيحيين السوريين، دفع ببعض النخب المسيحية المعارضة لتشكيل منظمات سياسية مسيحية، لإحداث اختراق ما في المجتمع المسيحي لمصلحة قوى الحراك والتغيير، ولملء (الفراغ السياسي)، الذي قد يجد المسيحيون أنفسهم فيه في ظل الاصطفافات الطائفية والمذهبية والعرقية التي يشهدها المجتمع السوري على خلفية الأزمة الراهنة. أبرز هذه المنظمات "سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية"، التي أعلن عنها من مدينة (انطاكيا) التركية في شباط الماضي المعارض السوري ميشيل كيلو، قائلاً: "انه سيعمل من خلال هذه الهيئة، التي انضم اليها، على هدم الهوّة بين المسيحيين الذين لا يزالون يؤيدون النظام السوري وبين الثورة السورية، لتحقيق موقف مشترك بين أغلبية المسيحيين وأغلبية السوريين".
بحكم معايشتي للمجتمع المسيحي في الداخل السوري وكأحد المنتمين الى هذا المجتمع، لا اعتقد أن منظمة "سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية" أو غيرها من الأحزاب والهيئات والمنظمات المسيحية المعارضة التي أفرزتها وستفرزها الأزمة السورية لاحقاً، قادرة على إحداث تغيير مهم في المزاج السياسي للمجتمع المسيحي ودفعه باتجاه الانخراط الفعال والميداني في الحراك الثوري، خاصة بعد "عسكرة الحراك"، ناهيك عن أن نتائج ما سمي بـ"الربيع العربي" في الدول التي نجحت شعوبها في إسقاط الديكتاتوريات (مصر وتونس وليبيا) لم تكن مشجعة للمسيحيين السوريين. إذا كانت القضية الأساسية والمركزية بالنسبة لقوى الحراك والتغيير هي إسقاط النظام وتنحي بشار، فإنها لا تبدو كذلك بالنسبة للشارع المسيحي. فما يهم المسيحيين بالدرجة الأولى هو هوية الدولة السورية وشكل هذه الدولة وطبيعة نظامها الاجتماعي والقضائي والسياسي والاقتصادي. تحييد النظام عن كل ما هو ديني ومقدس.
إن مشروع المسيحيين السوريين ليس مشروع سلطة بقدر ما هو مشروع بناء وطن سوري حقيقي، ودولة مدنية ديموقراطية تعددية تحقق الأمن والعدل والمساواة لجميع أبنائها وتكفل لهم المواطنة الكاملة والشراكة الحقيقية في الحكم.
للأسف ما زال موقف المعارضات السورية، بمختلف انتماءاتها الفكرية واتجاهاتها السياسية، يتسم بكثير من الضبابية والغموض من هذه المسائل والقضايا الأساسية الهامة، الأمر الذي أضعف من ثقة المسيحيين بمصداقية هذه المعارضات، لجهة مشروع "الدولة المدنية ودولة المواطنة الكاملة" التي يتطلعون اليها. قطعاً، سياسة "النأي بالنفس" التي آثرها غالبية المسيحيين السوريين عما جرى ويجري في بلادهم، لا تعني أن هذه الغالبية المسيحية متمسكة بحكم الأسد وبنظامه الديكتاتوري، كما ذهب بعض من تناول في الكتابة والتحليل الحالة المسيحية في سوريا في ضوء الأزمة الراهنة.
في السياق ذاته، لا أتفق مع ما ذهب اليه المعارض ميشيل كيلو من "أن المسيحيين الذين ما زالوا يؤيدون النظام السوري، أنهم إما "شبيحة" أو "مضللون من قبل الكنيسة". فمثل هذه القراءات المؤدلجة والمجتزأة للحالة المسيحية تبدو غير موضوعية. لا ننفي وجود قلة من المسيحيين المنتفعين، متمسكين بالنظام القائم، لكن مثل هذه القلة موجودة وبنسب أعلى لدى مختلف طوائف ومكونات المجتمع السوري.
صحيح أن النظام منذ اليوم الأول لانطلاق حركة الاحتجاجات، عزف على "الوتر الطائفي" وعمل على تضخيم مخاوف الأقليات من البديل ومن الفتنة الطائفية، في سعي منه لاستمالتهم الى جانبه، أو على الأقل لتحييدهم عن معركته ضد مناوئيه من الشعب السوري. لكن الصحيح ايضاً، ثمة أسباب موضوعية لمخاوف الأقليات من مفاعيل هذه الأزمة الخطيرة، التي أدخلت البلاد في حرب أهلية كارثية. وقد تعاظمت مخاوف المسيحيين مع تنامي دور وثقل المجموعات الإسلامية المتشددة في هذه الحرب العبثية، مثل "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم «القاعدة» وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تسعى لإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" في سوريا.
حقيقة، ما يخشاه المسيحيون السوريون، ليس سقوط النظام ورحيل بشار، كما يظن ويعتقد البعض، وإنما سقوط "الدولة السورية" التي شكلت عبر تاريخها الطويل ملاذاً آمناً لهم. فرغم تعدادهم الجيد نسبياً (10 في المئة من نسبة السكان)، ثمة شعور مسيحي عام بأنهم "الحلقة الأضعف" في المجتمع السوري. فخلافاً لمعظم الأقليات السورية الأخرى، المسيحيون أقلية غير مسلحة، أي لا "ميليشيات مسلحة" لهم لتقوم بدور الحماية الذاتية، إذا انفلت الوضع الأمني في البلاد، كذلك ليس للمسيحيين السوريين حليف إقليمي أو دولي يؤمن لهم الحماية إذا تركوا من غير حماية وطنية. كما أنهم يخشون من أن يقعوا ضحية أجندات سياسية وطائفية ليس للقوى المتصارعة على السلطة في سوريا وحسب، وإنما وقعهم ضحية أجندات ومصالح قوى اقليمية ودولية نافذة في الأزمة السورية، وأن يكون مصيرهم كمصير مسيحيي العراق، الخطف والقتل والتهجير. وثمة مؤشرات ومعطيات على إمكانية حصول ما يخشاه المسيحيون. ففي الأشهر الأخيرة حصلت اعتداءات على مسيحيين آمنين في أكثر من منطقة سورية. كما تم خطف واغتيال العديد من الكهنة، منهم كاهن بلدة قطنا بريف دمشق الأب (فادي حداد). وأكدت منظمات وأحزاب مسيحية (آشورية سريانية) في بيانات لها قيام مجموعات إسلامية متشددة بالاعتداء على الكنائس والأديرة المسيحية في بلدة (راس العين) في محافظة الحسكة بعد سيطرة هذه المجموعات على البلدة. (ومؤخراً، حصل اختطاف مطرانين قرب حلب).
للأسف، بدلاً من أن تتفهم النخب السورية المعارضة ظروف المسيحيين والعمل على تبديد مخاوفهم وطمأنتهم لمستقبلهم، من خلال تقديم خطاب وطني، مقرون بممارسات وخطوات عملية جدية، تحول دون تكرار المشهد العراقي الأليم في سوريا، أخذت بعض هذه النخب من تصريحات بعض رجال الدين المسيحي المنحازة للنظام، ذريعة لاتهام المسيحيين بالوقوف في وجه "الثورة" وتحذيرهم من عواقب وقوف كنائسهم الى جانب النظام وارتكاب أخطاء مسيحيي العراق. فيما الحقيقة أن الاعتداءات المنظمة على مسيحيي العراق إبان الاحتلال الأميركي لهذا البلد لم تكن لأسباب سياسية أو بسبب انحياز المسيحيين الى جانب الطاغية صدام حسين، كما يزعم اليوم بعض الكتاب والسياسيين السوريين وغير السوريين، وإنما لأسباب تتعلق بعقيدتهم الدينية. فالمجموعات الاسلامية المتشددة، التي اعتدت على المسيحيين، هي تعادي الغرب لأسباب دينية وعقادية. هذه المجموعات الاسلامية، مثل «القاعدة» وأخواتها، أدرجت الغزو الأميركي للعراق في إطار ما سمته بـ"حرب صليبية" جديدة على المسلمين. وهي تنظر لمسيحيي العراق والمشرق عموماً على أنهم أذناب لأميركا والغرب الصليبي يجب التخلص منهم. لا أدري، هل قدر من يتهم مسيحيي سوريا بالانحياز الى جانب النظام والوقوف في وجه "الثورة"، مخاطر اتهاماتهم المحرضة على المسيحيين، وتقديمهم تبريراً مسبقاً لما قد يتعرضون له لاحقاً من عمليات قتل واستهداف ممنهج؟

Insert
تعاظمت مخاوف المسيحيين في سوريا، مع تنامي
دور المجموعات الإسلامية المتشددة، كـ«جبهة النصرة»
وغيرها من التنظيمات المتطرفة الساعية لإقامة
«دولة الخلافة الإسلامية». والمسيحيون ليسوا مع النظام
وليس لديهم مشروع سلطة بل مشروع بناء وطن
لكل المواطنين

Saturday, April 27, 2013

يسوع الى اورشليم بقلم المطران جورج خضر


يسوع إلى أورشليم
  • المطران جورج خضر
  • 2013-04-27
دخول يسوع إلى أورشليم في ذكرى الغد عند المسيحيين المشارقة يدل على ارتضائه الموت، هذا الذي جاء يحققه حباً بنا. هو كان موته من أجل احياء البشر فيه بعد ان صلّى ليكونوا بذلك واحداً به كما هو واحد مع الآب.
ما من شك ان وجهاً من وجوه الفصح ان نكون واحداً مع الآب الذي هو المبتدأ والمنتهى. الآب كثيراً ما كان منسياً عند عامة المسيحيين وهو الأول والآخر. المسيح من حيث هو بشر متألم ليس نهاية كل شيء. ان أنت نسيت انه الطريق إلى أبيه تخطئ فهم خلاصه. كان له ان يدلك أيضاً على انه آخر الطريق بالموت الذي ارتضاه لتكون أنت معه وترث الحياة التي فجرها بالقيامة.
وكان بدء الطريق بالشعانين أي بدخوله أورشليم لتقتله البشرية فيها. كل البشرية ممثلة باليهود قتلته. مصير ابن البشر كما رسمه الآب ان يقتله الناس اذ كان قبوله هذا القتل علامة حبه والمنفذ إلى قيامته.
ولا تقتله إلا أورشليم ذابحة الأنبياء والمرسلين اليها. في مقاصد الآب ان يموت ابنه قتلاً من قبل الناس وحباً من قِبله. هذا هو سلوك الناس من جهة وسلوك الله من جهة. كان التصميم الإلهي ان يلتقي البشر ومخلصهم بالدم وبالتحرر من الدم إلى الأبد.دخل ابن الانسان مدينة الله في أحد الشعانين في كامل تواضعه ملكاً على البشرية لتقتله هذه بتفويضها قتله إلى اليهود. وكان هذا في القصد الإلهي اذ كان المسيح هو الذبيح قبل انشاء العالم.
هذا هو السر المكتوم منذ الدهور ان البشرية قتلت مسيح الله مجرمة ثم مغفوراً لها من بعد لأن رد الله على الجريمة الحب.
يدخل يسوع الناصري مدينته المذنبة لأن أباه كتب عليه موتاً كان للبشر جميعاً خلاصاً وقيامة. ما قاله يسوع وكان جديداً، ما قاله لمرتا أخت إليعازار: "أنا هو القيامة والحياة". كل ما قبل هذا الكلام وعود من الله انه هو يحيي الناس. يسوع الناصري قال عن شخصه انه هو الحياة. وأتى بهذه المفارقة انه ينبغي ان يموت ثم أتبع هذا الكلام بأنه سيقوم.
غير انه لم ينعت قيامته بأنها حادث فقط ولكنه قال أيضا: "أنا القيامة والحياة". هذا ليس له معنى باللغة. هو لم يقل فقط انه يعطي القيامة. قال عن نفسه انه هو القيامة أي لم يقل فقط: أنا المقيم وكأنه قال: ان أنت كنت فيّ سأدخلك ذات القيامة. هذا ليس له معنى بلغة الواقع لكن يسوع الناصري يحيرك بأنه ينقلك عن واقعك المألوف ليشركك في واقعه.
# #
#

ما كان السيد المبارك جزءاً من الحياة. كان كل الحياة ولا تستطيع ان تفهم ذلك بالتفصيل العقلي. ينبغي ان يدخلك هو سره لتفهم. وبدء الفهم انه دخل أورشليم لتقتله لمعرفته انه في مكوثه فيها ستذبحه كما ذبحت الأنبياء قبله وانه بهذا يتمجد وتتمجد أورشليم ان تابت. وتنتهي بموته كل إقامة هنا في الأرض اذ بهذا الموت ورثنا الحياة الأبدية الحاضرة بروحه فينا منذ الآن حتى تكتمل الرؤية بالإيمان واقتبال روحه القدوس.
كانت قبل يسوع الناصري شهادات بطولة وكانت بحجمها صورة عن مجد المسيح، هذا الذي بدا عليه لما كان معلقاً على الخشبة. في صلبه وقيامته صار لنا كل المجد.
مجده سطع في تواضعه لما دخل أورشليم. هي ما صارت مدينة الله الا عند قيامته من بين الاموات اذ سطع مجده آنذاك بصورة بليغة. سمو المسيح بدا أولاً لما كان معلقاً على الصليب. والعجائب كانت إفصاحاً عن هذا المجد. لكن غلبته على الخطيئة والموت ظهرت جلياً عند موته. قيامته تعبير آخر عن المجد الذي كان عليه كاملاً لما كان مرفوعاً على خشبة العار. هو الذي حول عار الموت إلى النصر. من هنا انه ليس من فارق في الفاعلية بين موته وقيامته. انه لم يغلبه الموت لحظة. انبعاثه صدر عن الميتة التي رغب في ان يموتها. قيامته من بين الأموات كانت جلاء لنصر حققه على الصليب وبالصليب أتى الفرح لكل العالم. الفصح إفصاح عن ظفر كمل فيه وانتشر على العالمين. عند موته تم النصر كاملاً وأُعلن عنه إعلاناً بقيامته لأن الخلاص لم يأت فقط من موت. الخلاص كان في شخصه.
في دخوله أورشليم قاتلة الأنبياء أبان مسيرته إلى الموت. وفهمنا بعد هذا ان الشعانين كانت تمهيداً للفصح. حوادث مختلفة أبانت بسبب من محبته انها موصولة، انها مراحل حب واحد وأنت لا تستطيع ان تهمل أية حادثة بين أحد الشعانين وفجر الفصح. كلها فصح واحد لأنه بها كشف تعابير مختلفة لاحتضانه ايانا في حركة حب واحد. ولكن ارتضى هو مشيئة الآب ليعبر خط خلاص واحد في مظاهر له مختلفة بين العشاء السري ونهوضه فجر الاحد العظيم. ولكن بسبب من حبك له لا تقدر الا تجمع في ذاكرتك كل الأحداث التي ذكرها الكتاب العزيز لأنها منذ ليلة التسليم حتى ظفره صباح القيامة تؤلف مطلات واحدة له.
# #
#

أنت لا يحق لك ان تسمر ألحاظك على حادثة من حوادث الخلاص اذ يجب ان ترافق المعلم الى كل المحطات التي ذكرها الكتاب وبعد كل حادثة له من حوادث فدائه نقول في الصلاة انه أتمها لأجل خلاصنا كأن الخلاص مسيرة تنتهي بالقيامة وعندنا تصير القيامة وعدا بالروح القدس. ولذلك اذا ذكرنا في خدمة الآلام حادثة معينة نقول انه أتمها لأجل خلاصنا.
فكان عليك اذاً أن تستلذ روحياً كل مراحل خلاصه ولا تهمل عملا قام به اذ التأمل بكل أعمال السيد تناول منك لقدسية كل عمل وفرادته. طوبى للذي يعرف ان ينتقل من مرحلة إلى مرحلة في مسيرة الرب بفرح واحد وان يقف عند كل محطة لأن كل ما كتب كتب لأجل خلاصنا. فرحنا الكامل ينبع اذًا من كل حدث جرى للسيد ومن مرافقتنا لكل ما قام به المعلم وتركيزا وليس حصرا من العشاء السري إلى لحظة القيامة في انتظار نزول الروح القدس على التلاميذ يوم العنصرة وعلينا في كل قداس إلهي.

بورك السيد في كل أعمال خلاصه وقدر الله لنا ان نذوق كل أعماله واحدا واحدا حتى فجر القيامة التي هي فرح كل العالم.
·          

Thursday, April 25, 2013

«نمشي بلا هدف في موكب الصدف. فعمرنا أسى وعيشنا قرف».




اصلحنا الكهرباء واقمنا السدود وبدأ اكتشاف النفط فصاروا يريدون الوزارة (أرشيف)
يختصر رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون توصيفه للوضع الراهن باستشهاده ببيت شعر لأحد أصدقائه: «نمشي بلا هدف في موكب الصدف. فعمرنا أسى وعيشنا قرف».
لكن عون يستطرد بأنّ «لديّ هدفاً وأعرف ماذا أريد وعندي مناعة ضد القرف».
أهداف عون كثيرة، ولكننا نبدأ الحوار معه حول قانون الانتخاب، ومصير الانتخابات بعد تعليق أعمال لجنة التواصل. ويقول: «عملياً لدينا قانون يعطي الحقوق لكل الطوائف وللأقليات فيها والأكثرية وهو ميثاقي ويحترم الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، خلافاً لكل ما قالوه عنه. فهذا المشروع الوحيد الذي نال الأكثرية، وليس الإجماع، (بل الإجماع المسيحي) فيما انقسمت الآراء في شكل حاد حول بقية المشاريع. وبعد إقراره في اللجان النيابية المشتركة، بدأنا نسمع أن الدروز والسنّة سيغيبون، وأنه يخالف الميثاقية. الميثاقية يحددها كل شيء متفق عليه ودخل في صلب التشريع والدستور، أي إعطاء 64 نائباً للمسيحيين و64 نائباً للمسلمين، وحتى تظل الميثاقية قائمة يجب أن يتمكن المسيحيون من انتخاب نوابهم وكذلك المسلمون.
ومن ثم قالوا إنه يمس بالعيش المشترك. واريد ان اوضح هنا للجميع، ان كل القتل والذبح والتشريد الذي حصل في الجبل لم يتمكن من افساد العيش المشترك، بل عدم العدالة بين اللبنانيين هو الذي يُفسد العيش المشترك. لذلك لم يعد سكان الشوف ومناطق التهجير اليها سكانها بسبب اللاعدالة. فالدوائر المحتجزة، الرسمية خالية من المسيحيين، بما فيها قوى الامن وشركات المياه. اذاً ليس المشروع الأرثوذكسي هو ما يمسّ العيش المشترك، بل الشعور بأن الذين يمثلوننا لا يمثلوننا فعلياً، لذلك تأتي الاكثريات المسيحية في المناطق السنية والدرزية بأقلية مسيحية.
عملياً هناك مهلة 15 أيار، فهل سيدعو الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة عامة لطرح الأرثوذكسي وغيره على التصويت؟
ـــ نحن نتمنى على الرئيس نبيه بري ان يدعو الهيئة العامة في اول فرصة تسمح له او اي تاريخ يريده. ونحن نريد التصويت على الأرثوذكسي، فهو مشروعنا وبالأقدمية يستحق ان يطرح أولاً، ولأنه نال الاكثرية ومرّ في اللجان المشتركة. وليقدم الآخرون الرافضون مشاريع اخرى للتصويت، واذا سقط مشروعنا، وليربح المشروع الذي ينال الأكثرية في مجلس النواب، ونحن سنرضخ للأكثرية في المجلس النيابي.
يعني اذا سقط الارثوذكسي في التصويت فهل ستشاركون في الانتخابات، ولو على اساس قانون الستين؟
ـــ نعم، سنشارك حتى لو كان قانون الستين. ليمشي القانون وفق ارادة مجلس النواب، واذا رضيت به الاكثرية فأنا أقبل به. ولكن انا لن اصوت الا على الأرثوذكسي، وليتوقف المدعون عن القول انه غير دستوري. اذا اقر مشروعنا يرسل الى رئيس الجمهورية، واذا رده يصوت عليه بالنصف زائداً واحداً فيه، ومن ثم إذا أراد فيقدر على الطعن به، ولكن ان يُطعن به قبل اقراره والضغط على الاحزاب فهذا غير شرعي.
إذا افترضنا أن الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط والمستقبل يريدون قانون الستين، والرئيس نبيه بري لا يبدو منزعجاً منه، يعني أنه سيقرّ خلافاً لرأي الموارنة الذين دفنوه في بكركي؟
ــ من يرد ان يلحس امضاءه فليفعل ذلك. اما انا فلن اصوت الا على الأرثوذكسي، مهما كانت القوانين الاخرى. فهو مشروعي، والجميع رفض قانون الستين، وهم يحتالون لأنهم يريدون حصة من النواب المسيحيين كي يعملوا اكثرية لهم. لماذا أُطيل الخطاب حول حيلة كي يأخذوا مقاعدنا وتحقيق مكاسب على حساب حقوق المسيحيين. ومن ثم يحملونني مسؤولية لأني اريد حقي. انا لا افاوض لان عندي الاكثرية، وحين تتركني الأكثرية اترك. انا ديموقراطي، واذا طرحوا الستين وصوتوا عليه.
من سيصوت معك على الأرثوذكسي من المسيحيين؟
ـ لا احد يحجز حرية احد. وكل واحد يتخذ موقفه وفقاً لضميره، وانسجامه مع ارادة الناخبين، ومن يخرج عن الصفة التمثيلية ويعارضها يتحمل مسؤولية الخروج من الصف.
هل بحثتم مشاريع انتخابية أخرى؟
ـ كل المشاريع درسناها، وكلها مموهة للعودة الى المشاريع الاكثرية وهي مرفوضة كلها.
هل قدمت لك صيغة مختلط واحدة للنقاش حولها؟
ـ ليسوا متفقين مع بعضهم، كل واحد يريد ان يناقشني بمشاريع سبق ان درسناها، وهم يضعون النسبة التي تناسبهم ليحتفظوا بالمقاعد لأنفسهم. مسيحياً رفضنا كلنا قانون الستين، ورفضه ايضا المسلمون، فهل نعود الى الستين مموهاً، هذا ضحك على الذقون.
هل سيدعو بري الى الهيئة العامة؟
ـ لا مهرب منها؛ اذ لا يمكن تعطيل مجلس النواب.
ولكن بري كان قد وعد بالجلسة قبل استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟
ـ انا لا اعطي مواقف مسبقة، وله الحق بالمناورة قدر ما يريد. كل الوعود لا قيمة لها الا بالتصويت.
هل ستوافق على تمديد ولاية المجلس اذا تعذر حالياً إجراء الانتخابات؟
ـ كلا. لا اوافق الا اذا كان ذلك ضرورياً لمدة قصيرة لإجراء الانتخابات، اي ان نحدد موعدها ومن ثم نمدد ولكن بعد اقرار قانون الانتخاب.
هل بات اجراء الانتخابات متعذراً في موعده؟
ـ أعتقد ذلك. ووزير الداخلية يقول انه لا يمكن في الوقت الباقي إجراؤها.
واذا لم تجرِ أيضاً بعد ارجائها، فهل تقبل التمديد؟
ـ لا تمديد ولا تجديد، بل نريد انتخابات للمجلس والرئاسة. يجب ان تجرى الانتخابات. فهل هذا المجلس هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية؟ لماذا وعلى اي اساس؟
ستة وزراء للتكتل
بالانتقال الى الحكومة، اراد الرئيس المكلف حكومة تكنوقراط، وانتم اصررتم على حكومة سياسية، اليوم ما هي شروط العماد عون للحكومة؟
ـ لا يمكن الرئيس المكلف ان يأتي بأفكار مسبقة، ويقول إنه يريد هذا الأمر او ذاك. اقول بصراحة إن هذا مخالف للدستور ولكل التقاليد البرلمانية. الحكومة لا تأتي الا نتيجة مشاورات مع وجود اغلبيات وكتل نيابية، وحينها يتقرر شكل الحكومة. فهل يمكن ان يُفرض علينا اشخاص لا نعرفهم لنعطيهم الثقة؟ اضافة الى ان هناك قرارات مهمة يجب اتخاذها في هذه المرحلة، ونحن نشاهد ما يجري على الحدود ولا نعرف الى أين تصل الأوضاع. إذاً يجب ان تكون الحكومة سياسية مئة في المئة، وحينها لا يعود مهماً من يمثلها. نحن الذين طرحنا مشروعاً لفصل النيابة عن الوزارة، لكنهم انتقدونا ووضعوا القانون في الأدراج. والآن «طلع على بالهم» أن ينفذوه، من دون تشريع. نحن رب التشريع، ولكن لا احد يستطيع ان يتخذ قراراً فردياً أو جماعياً بالنيابة عنا ضد الدستور. انا لا اجمع بين النيابة والوزارة، ولكن هذه مسؤوليتي. ولا احد يحق له ان يفرض عليّ، ومن يقبل فليعيّن وزراءه. لا احد يمثلني في الحكومة إن لم اكن اريده ان يمثلني. يريدون تكرار تجربة عام 2005، لكنهم لن يستطيعوا.
من يريد ان يكررها؟ الرئيس المكلف أم رئيس الجمهورية؟
ـ لا اعرف. ليخلعوا أقنعتهم ويتكلموا. ولا احد يعتقد انه اذا تكلم اولا، فنحن مجبرون على اللحاق به.
هل ستقبلون المداورة في الحقائب؟
ـ لم يقبلوا بالمداورة حين كان ثمة مجال لها، اي مع انتخاب المجلس النيابي، ما سيعطي اي وزير مجالاً طويلاً للممارسة عمله. اما اليوم فهل نقبل بها، وعمر الحكومة ثلاثة اشهر؟ وكيف يمكن الوزير في هذه المهلة القصيرة متابعة كل المشاريع في هذا الوقت القصير؟ اعتقد انه حتى بداية العهد الرئاسي الجديد يجب ألا تحدث تغييرات في المداورة. قد نترك وزارة واحدة ولكن ليس كل الوزارات التي فيها مشاريع. الجميع يتحدث عن الاتصالات والطاقة. هذا الكلام هو فتح الباب امام الصراعات والنار علينا. سابقاً، فتحوا النار على جبران باسيل كي لا يتسلم الاتصالات، وكانوا في المرة الاولى يسترضوننا لنأخذها، وحين اصبحت وزارة حقيقية رفضوا اعطاءها لنا مرة ثانية. ومع وزارة الطاقة حصل الأمر نفسه، الكل حذرونا منها وأن النار فيها ستحرقنا، لكننا اصلحنا الكهرباء واقمنا السدود وبدأ اكتشاف النفط، اهم ثروة وطنية، فصاروا يريدون الوزارة. هم اورثونا 7 مليارات دولار دين ونحن قدمنا برنامجاً متكاملاً للكهرباء والمياه والنفط، واصبحوا يريدون الوزارة.
اليوم شرطك للحكومة، وزارتا الطاقة والاتصالات والوزير جبران باسيل؟
_ لن نتحدث عن الاسماء. اريد الوزارات أولاً حتى اعرف من نعيّن فيها.
اي وزارات؟
ـ سأتحدث مع الرئيس المكلف عنها، وليس عبر الصحف. انا اليوم اتحدث فقط عن رفض المداورة لفترات قصيرة لأنها تعطل سير العمل.
انتم كفريق وحلفاء هل تريدون الثلث المعطل؟
ـ لم نتكلم فيه بعد.
اذا اي حصة تريدون؟
ـ كتتل، اريد توزيع المقاعد على حجم الكتل النيابية. وأنا تبت عن اعطاء مقاعد لاحد. البعض انتقل من ضفة الى اخرى وحاول اسقاط مشاريعي. اليس هذا تخلفاً سياسياً. ألم يحاول رئيس الجمهورية انشاء كتلة سياسية وسطية وسقطت في الانتخابات واراد منا دفع الثمن.
كم وزيراً تريدون في حكومة ثلاثينية؟
للتكتل ستة وزراء، اما لحلفائنا فستة وزراء ايضاً، هذه الحصة للتكتلين الشيعي والمسيحي، ولكن هناك أيضاً الحزب القومي.
لماذا لم يعطِ رئيس الجمهورية موعداً لقوى 8 آذار؟
ـ تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله وامل، راجعوا الرئيس المكلف، وطلبوا موعداً للقائه لإطلاعه على مشاوراتهم، لكنه لم يحب الاطلاع، وقد يكون يطلع بالواسطة. وله حق التقدير ان يستقبلهم أو لا. نحن نقوم بواجبنا وهو يقرر.
كيف ترى إمكان تشكيل حكومة واجراء انتخابات ربطاً بالتطورات السورية؟
_ ذهنياً ربطوا الوضع اللبناني بسوريا منذ عامين. فلماذا اوقفنا إنماء تشريعنا وعملنا في انتظار أحداث سوريا إلا اذا كان احد يعتقد ان نظام لبنان سيتغير معها، وهذا ليس وارداً في ذهننا. هل كان يمكن ان ننتظر مثلاً احداث سوريا لننقب عن النفط؟
هناك شعور بالانتصار لدى قوى 8 آذار في سوريا بعد معركة القصير. هل تتصرفون بالسياسة على هذا الاساس؟
_ لم الاحظ ذلك، سابقاً دفشوا حزب الله على سبعة أيار ثم اتهموهم بها ولم نر نتائج 7 ايار في السياسة.
رأيناها في الدوحة.
ـ انا تنازلت عن رئاسة الجمهورية وعملت تنازلات كثيرة عن قانون النسبية وقالوا انني قبلت الستين.
قد تكون انت دفعت الثمن ولكن ليس حزب الله. واليوم يقال أيضاً ان الحزب اراد منك تسمية سلام رئيساً مكلفاً.
_ انا لدي تعهدات لا اقولها واشياء مفروض نحترمها جميعاً. طبعاً عدم احترامها يعني اشياء اخرى، وهي ليست للتداول في الشارع

رسول «الأمير فلاديمير» يشكّل «الحــزب الروسي»


رسول «الأمير فلاديمير» يشكّل «الحــزب الروسي»


بوغدانوف في لقاء الجمعيات الأرثوذكسية أمس (هيثم الموسوي)
في فندق الفينيسيا، يرتل الحاضرون: «سنسعى لوصل ما انقطع. حلّق يا نسرنا المسكوني برأسيك. وقلبك يهتف أنا موسكو». يقود الكورال، صامتاً، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، ويضم نقولا سابا ونقولا وميشال تويني ورودريغ خوري وجرجي بركات ونقولا غلام والياس حاصباني
غسان سعود

من يحب روسيا أكثر من عضو اللقاء الأرثوذكسي سمير نعيمة؟ نقل الأخير همسه من أذن قايين إلى أذن هابيل (أو العكس)، بانتقاله من ماكينة المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في الأشرفية ميشال تويني الانتخابية إلى ماكينة شقيقه المرشح عن المقعد نفسه نقولا تويني. «نقولا أكرم»، يقولون في الأشرفية.
يرتّل نعيمة: «روسيا أنت دولتنا المقدسة (...) روسيا أنت بلدنا الحبيب (...) أنت للشعوب الشقيقة اتحاد عريق». وفور انتهاء النشيد الوطنيّ الروسيّ، ينطلق السباق: رئيس جمعية الكشاف الوطني الأرثوذكسي الياس حاصباني يحب روسيا، وطبعاً رئيس الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس نقولا غلام. كل من يستصعبون التحرك فوق كراسيهم بسبب تقدمهم في السن هم «جماعة الرابطة». أن ينسى نقولا تويني، الذي عرّف أمس عنه بوصفه ممثل عائلات بيروت الأرثوذكسية، لا ينسى وقوف القيصر الروسي مع أجداده ضد العثمانيين عام 1904 وضد مختلف المذابح التركية في المنطقة. أما رئيس بلدية أميون، جرجي بركات، فلا يذكر روسيا إلا ويتبعها بصفة عظيمة: «روسيا العظيمة ما تخلّت يوماً عن حبها لشعب لبنان». إلى جانب مجلس بلدية أميون، يرأس بركات «الجمعية الإمبراطورية الثقافية اللبنانية الأرثوذكسية»، ويتصبّب عرقاً أكثر من غيره لمجرد التفكير بالعائدات المادية للنوايا الروحية الروسية باستنهاض «الجمعية الإمبراطورية الروسية» التي كانت تعنى بمواجهة النفوذ العثماني سياسياً وتربوياً في المنطقة.
فعلت السفارة الروسية في بيروت، بدعوتها «الجمعيات الأرثوذكسية» إلى لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ما لم تسبقها إلى فعله بهذا الوضوح المذهبيّ أية سفارة أخرى. ودل موعد اللقاء، في مطلع زيارة بوغدانوف التي تستمر حتى صباح الأحد المقبل، على أهميته بالنسبة الى السفارة، علماً أن حركة الشبيبة الأرثوذكسية كانت الفريق المدعو الوحيد الذي تغيّب بذريعة عدم مشاركتها في لقاءات سياسية.
في كلمته، كشف بوغدانوف عن جوانب لا تزال مخفية عن كثيرين في السياسة الروسية ودبلوماسيتها: «أنا نائب وزير الخارجية الروسية، وفي الوقت نفسه نائب رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية». الأمر الذي يبين حجم الترابط بين الموقف السياسي الروسي وشعور هذه الحلقة من الدبلوماسيين الروس بواجب ديني يحتم عليهم الالتفات إلى الشرق. فالجمعية التي تأسست عام 1882 كانت تعنى بمواجهة النفوذ العثماني في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن جراء تيقّظ الإمبراطورية الروسية لخطر النفوذ العثماني في هذه المنطقة عليها، لكنها انسحبت مع حلول الانتدابين الفرنسي والبريطاني محل السلطنة في هذه الدول، وبلغ تراجعها حد التلاشي أيام الاتحاد السوفياتي . أما اليوم فعهد برئاستها إلى رئيس الوزراء الروسي السابق سيرجي ستيباشين الذي يرأس أيضاً ديوان المحاسبة الروسي، وتوحي تصاريحه بأن «استعادة ما خسرته روسيا» في المنطقة واجب وطني.
بصراحة توجه بوغدانوف إلى الحاضرين: «يجمعنا معكم إيمان موحد وغاية واحدة ورؤيا». لا يفهم غالبية الحاضرين اللغة الروسية التي يتحدث بها المسؤول الروسي. لكن بعضهم، مثل نقولا غلام وصلاح رستم وغبريال هرموش، يهزون رؤوسهم موافقين على ما يقوله قبل أن يترجم لهم المترجم. وحين يخطئ المترجم يصحّح بوغدانوف له وسط ضحك الحاضرين. في كلمته، لفت السفير الروسي السابق في اليمن الجنوبي ولبنان وسوريا وفلسطين المحتلة إلى قلق المجتمع الروسي (أولاً) والكنيسة (ثانياً) والقيادة (ثالثاً، بحسب تعداده) من خطف المطرانين في سوريا. وتعهّد إيصال ما سمعه إلى قيادته لإقناعها بتعزيز العلاقات، ليس فقط بين الجمعيات اللبنانية ومثيلاتها الروسية أو بين الجمعيات والكنيسة، إنما بين الجمعيات والسلك الدبلوماسي أيضاً.
في الفندق المطل على خليج سان جورج أو جاورجيوس، وهو قائد جند رومانيّ تعتبره الكنيسة الأرثوذكسية أحد قديسيها الرئيسيين، كان واضحاً في لقاء أمس مضي الدبلوماسية الروسية في إعداد أسس توطيد نفوذها في المنطقة بمعزل عن الآلة العسكرية في سوريا. وفي اعتقاد أحد المطلعين على تحركها أن الصداقات الروسية ــ اللبنانية كثيرة، لكن ما عاد يكفي الدولة الروسية توطيد علاقتها بحزب يدين بولائه النهائي إلى دولة إقليمية أو دولية أخرى. ولا بدّ من مجموعة خاصة تفهم الهواجس الروسية جيداً، وتعمل لمعالجتها بموجب الخطة الروسية أولاً وأخيراً. وهي هواجس أرثوذكسية قبل أي شيء آخر، أساسها الخشية من الحصار الإسلامي لموسكو.
في قاعة فينيسيا، توضحت ملامح «الحزب الروسي» في لبنان، بعدما باتت معروفة ملامح الأحزاب: السعودي والإيراني والسوري والأميركي. بدا واضحاً أن ثمة قوتين رئيسيتين يمكن النفوذ الروسي التعويل عليهما، هما «حزب المشرق» الذي يضم مجموعة شباب متحمسين يذكرون نسبياً بحركة الشبيبة الأرثوذكسية قبل نصف قرن ويرأسه رودريغ خوري، و«اللقاء الأرثوذكسي» الذي يضم غالبية المستوزرين والمستنوبين الأرثوذكس ويلعب المحافظ السابق نقولا سابا دور أمينه العام. قطف خوري لقطة اللقاء الأولى بدخوله القاعة برفقة بوغدانوف من دون أن يعرف ما إذا كانت تلك مصادفة أم أنه أتى برفقته فعلاً، فيما خطف سابا لقطة اللقاء الأخيرة بمنحه، معانقاً، الضيف الروسي أيقونة شفيعه رئيس الملائكة ميخائيل وهو يحمل بيمينه سيف العدل والإنصاف وفي اليسرى المسكونة. في كلمته، ذكّر سابا بالتاريخ الطويل من العيش المسيحي ــ الإسلامي في هذه المنطقة، مستذكراً «إسلام التسامح والرحمة والمحبة». وخلافاً لغيره ممن اكتفوا بالعموميات وإغداق الثناء، حدّد سابا مطالب اللقاء بتوفير منح جامعية للطلاب اللبنانيين في روسيا، وتوطيد العلاقات بين الكنيستين الروسية والأنطاكية، وتشجيع الدولة الروسية على شراء أرض كبيرة في بيروت لإنشاء مجمع كنسي تربوي روسي كبير. أما خوري فتميز عن سائر الخطباء بصوته الهادئ ولفظه الصحيح ورفعه عينيه عن ورقته باتجاه بوغدانوف بين نفس وآخر . ذكّر خوري بانتشار الأرثوذكسية في روسيا بعد إقناع «ميخائيل السوري» عام 988 «الأمير فلاديمير» بها، وشكر «فلاديمير الروسي» على إرساله عام 2013 «ميخائيل الروسي» إلى المشرق. وتفوّق خوري على نفسه وكل الآخرين في التودد إلى السفارة الروسية عبر الاستشهاد بزائر روسي للبنان كتب عام 1896: «إن حب السكان وأولادهم للروس يصل حد الجنون، وهناك صبيان يبدأون بالبكاء إذا شتم أحدهم الروس أمامهم»، من دون أن يوضح ما إذا كان هذا الروسي يوزع المال أو يجلس خلف مدفع حتى يحبه «السكان والصبيان» كل هذا الحب. بعد ذلك، تراجع خوري نصف خطوة إلى الوراء، معانقاً بعينيه عيني بوغدانوف قائلاً: «نحن هنا أيها الأحباء، أبناء أولئك الصبية وأحفادهم، ولكم أن تقدروا كيف تربينا وأية ذاكرة جماعية حملنا». يكاد السفير الروسي ونائب وزير الخارجية أن يبكيا لشدة تأثرهما. أما دموع الفرزلي فجاهزة لإثبات كلام خوري وتأكيده؛ اشتموا الروس وسيبكي دولة الرئيس.

A New Regional Initiative on Women’s Rights in the Mediterranean Launches, Calls for Support

A New Regional Initiative on Women’s Rights in the Mediterranean Launches, Calls for Support
The Foundation for the Future is proud to lend its support to an important new regional initiative, the Foundation of Mediterranean Women, first launched in 2011 by the Forum of Mediterranean Women of Marseilles and the 43 states of the Mediterranean Union (UpM).
The Foundation was envisioned as a means to promote the emancipation, autonomy and strengthening the role of women in the Euro-Mediterranean and answer the failings that the Arab Spring has shown towards women. First, the Foundation will fund local projects intended to increase women’s participation in economic, political, social and cultural life. Next, the Foundation’s website will be a trilingual social networking platform bringing together the knowledge, skills, research, news, and projects of Ministries and Departments of women’s rights, local authorities, researchers, universities, associations, and companies from 43 countries. Thirdly, the Foundation will seek to bring together an Academic and Scientific network for researchers and educators working towards women’s equality in the Mediterranean. Finally, the Foundation will host an observatory that will conduct research, analyze, and disseminate documents related to equality and women’s role in society. While the Forum is headquartered in Paris, there will also be field offices in Marrakesh, Biblos, Ramallah, and Amman to best build links between the different activities and actors working towards women’s rights in the Euro-Mediterranean region.
In spite of these many goals, the Foundation is still only partially operational and calls upon the support of corporate donors, states, local authorities, institutions, research laboratories, women’s associations, and partners with a shared interest in its cause to re-launch these ambitious initiatives. This is in response to an increased interest in the project’s goals seen at the 2013 Anna Lindh Foundation’s meeting in Marseille, where a number of workshops and events focused on women’s rights in the region.
To learn more, visit the Forum of Mediterranean Women of Marseilles’ website. Read the press release in English, French, and Arabic.

Follow updated information on
Facebook and Twitter


Monday, April 22, 2013

جورج عبيد يكتب في السفير استثمار الفرصة


استثمار الفرصة

جورج عبيد

يحفظ لتمام سلام أنّه حافظ على عراقة البيت السلامي العريق، على الرغم من محاولات إغلاقه سياسيًّا. والبيت هذا مهجوس باللبنانيّة الصافية والأصيلة ذات البعد العربيّ الخلاّق، دفع المغفور له الرئيس صائب سلام ثمنها غاليًا لما ذهب إلى منفاه القسريّ في جنيف، شأنه شأن المغفور له العميد ريمون إدّه في منفاه الباريسيّ. وقد ذاق اللبنانيون أنّ الأصالة هي التي تحفظ الكيان، وإلا خرجنا إلى مفهوم الغالب والمغلوب، وليس إلى ما كان يشتهيه صائب سلام رحمه الله.
إنّ ثقافة تمام سلام، المنتمية إلى وحدانيّة لبنان، تجعله مدركًا أنّ مبدأ الوحدانيّة يتطلّب انتظام الحياة السياسيّة بمبدأ المناصفة في التأليف، ومن ثمّ عبر مشروع قانونيّ يولّف بين الحقوق الدستوريّة العائدة للطوائف المكوّنة للبنان. هذا يحتم على الرئيس المكلّف أن يقرأ نداء المطارنة الموارنة المجتمعين في بكركي قراءة عموديّة راسخة، لكون هذا النداء يرسّخ ثقافة الوحدة بين اللبنانيين استنادًا إلى الدمج بين قانون يؤمّن تلك الحقوق وسيادة الدولة. فكأن السادة المطارنة يستعيدون المبدأ الذي رسّخه رياض الصلح: لبنان ليس مقرًّا ولا مستقرًّا، «بل هو أرض تلاق وعيش مشترك، ودولة ديموقراطية على المتوسط، وإلاّ فلا قيمة خاصّة لوجوده».
وبتصوّر بسيط، لقد أثبتت التجارب أن لبنان لا يحكم بحكومة حياد أو تكنوقراط أو أحاديّة. ولا يمكن أن يستعيد وهجه ووجهه بالشخصانيّة التي مورست في التسعينيات وصولاً إلى بداية هذا القرن، وهي التي أفرزت أنماطًا متوحّشة في السياسة والاقتصاد، وأغلقت بيوتًا سياسيّة عريقة بالمفاتيح الإقليميّة والعربيّة، ومنها بيت سلام العريق في التاريخ السياسيّ اللبنانيّ والعربيّ.
لبنان يحكم بحكومة وحدة وطنيّة مرسّخة على مبدأ المناصفة الفعليّة، تلك يجب أن تكون في الحقيقة جوهر النظام السياسيّ اللبنانيّ، وعليها يبنى منطق «لبنان واحد لا لبنان»، معلّلا بثقافة التفهّم والتفاهم.
تمام سلام رئيس حكومة بالتكليف فهل سينجح بالتأليف؟ ما هي المعايير التي ستجعل الحكومة متجانسة ومتوازنة؟ المعايير لا تقوم على إعلان بعبدا بعد أن صار مجوّفًا. بل ثمّة معايير أخرى يجب أن تتعامل مع المسألة السوريّة على أنّها تخصّ لبنان مثلما تخصّ سوريا. هذا لا يعني أننا تائقون لاستجرار الصراع السوريّ إلى الداخل اللبنانيّ. بل تائقون لتحصين لبنان الدولة المطلّة على أوروبا من باب المتوسّط من القوى التكفيريّة والظلاميّة.
ان السعوديّة التي في الأصل لم تخرج سياسيًّا من لبنان مدعوة لتغيير قراءتها الاستراتيجيّة في لبنان بالتماهي مع الواقع السوريّ. ويعرف الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن وقوع سوريا في يد المتطرفّين يسهّل عمليّة وقوع المملكة بدورها في تلك القبضة، ويضرم النار بالمنطقة كلّها على نطاق واسع. من هنا إن تسهيل المهمة على الرئيس المكلّف تمام سلام، هو سعوديّ بالدرجة الأولى، وسعوديّ ـ إيرانيّ بالدرجة الثانية، لتعبر الحكومة عن شراكة وطنيّة حقيقيّة ومتحرّكة في كلّ الفضاءات ومفتوحة على تجليات وآفاق عدة.
هذا وحده كاف لتأمين الاستقرار في الداخل اللبنانيّ، ويكون تاليًا استشرافًا لما ستؤول إليه القمة المرتقبة ما بين الأميركيين والروس، وفيها ستولد الخطوط الجديدة في المنطقة المحتدمة، بعد ان أبطلت مفاعيل سايكس - بيكو.
تمام سلام العقلانيّ والأخلاقي الرفيع المستوى، سيُعطى الفرصة الذهبيّة لنحت بنية وطنيّة تقوم على التوازن في الشراكة بعيدًا عن العدد.. هذه مرحلة جديدة فلنقدم على استثمارها بهدوء لكي يسلم لبنان ويدرك نوره في أودية الظلمات وبواديها.


([)
ناشط في «اللقاء الأرثوذكسي»

Friday, April 19, 2013

حديث سياسي على اذاعة النور مع ايلي فرزلي


http://topnews-nasserkandil.com/topnews/logotop1.jpg

حوارات سياسية/ نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي/ اذاعة النور
راى نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الى ان "النائب تمام سلام من بيت معتدل كما انه شخصية تمثل الفكرة اللبنانية وباستطاعته لعب دور في الحياة ويجب ان يتعاطى بواقعية وان يحافظ على نفسه ويلعب دور صانع القرار والا سيذهب كما ذهب غيره"
وإعتبر الفرزلي، أن "كل الذي يحاك على الساحة اللبنانية، وكل ما يطرح من اتصالات له هدف واحد، هو كيفية الحؤول دون تمكين عودة الدور المسيحي لاعادة انتاج دولة على مبدأ الشراكة والمناصفة، لاننا ندرك تماما كل الخلفيات والابعاد والمرامي من وراء كل هذا الحراك على الساحة / وكل هذا له هدف واحد هو ضرب اعادة انتاج شراكة جديدة وهذا غير قابل للمساومة".
واشار الفرزلي الى ان "شعار "
elections now" سقط، وما نريده هو " Electoral law now" اي لا نتمسك بموعد الانتخاب بقدر ما يهمنا القانون الذي ستجرى على اساسه الانتخابات". ورأى ان " قانون الستين سقط ، وتابع ان مسيحية لبنان ليسوا سلع لاحد ومنذ 25 سنة يعتدا على حق المسيحيين ونحن لا نريد ان نذوب في مساحات كبرى .
وردا عن سؤال عن مصير مشروع القانون الارثوذكسي، خصوصا بعد اقراره في اللجان النيابية المشتركة، أجاب الفرزلي: "نؤكد على الحقيقة التالية ان المسلك التشريعي يجب ان يبلغ نهايته بصرف النظر عن النتائج. نحن نؤمن أن هذا المسلك دستوري وشرعي والتشكيك بدستوريته له مرجع واحد وهو المؤسسات القضائية والتي انشئت كنتيجة لدستور الطائف، فليعرف كل من يرفض هذا الاقتراح في المجلس النيابي للبت في هذا الموضوع" وان الارثوذكسي هو انجاز استراتيجي وكل من يعاديه هو ضال و متاّمر .
وحول رفض رئيس الجمهورية للاقتراح الارثوذكسي، أجاب: "ان رئيس الجمهورية لديه وجهة نظر ، مأخذنا ليس ان الامر ملتبس على الرئيس، بل لانه نقل هذا الالتباس لكي يصبح مادة ومتراسا لشريحة من دون اخرى من اللبنانيين. اذا كان الرئيس سليمان يريد مراجعة هذا القانون، فليلجأ الى الدستور والمجلس الدستوري بعد تصديقه في المجلس النيابي او ان يرد القانون الى المجلس".
وراى ان هناك من يريد الحفاظ على المكاسب والمصالح من خلال ابقاء كل شيء على حاله". واكد ان "لا انتخابات قبل انتاج قانون انتخاب، من خلال التصويت عليه، ولا مشكلة بالتصويت في المجلس النيابي على قانون انتخاب جديد".
واشار الفرزلي انه "سيأتي وقت سيطالب فيه النائب وليد جنبلاط شخصيا بالقانون الارثوذكسي لانه سيكون الافضل له من بقية القوانين"، واعتبر ان "الارثوذكسي يخلّص المسيحيين من الاستتباع واستيلاد النواب المسيحيين من كنف القيادات الكبرى
وعن الملف السوري قال الفرزلي " ان روسيا و اميركا وضعا الخطوط العريضة للحل وهناك قوس للازمات بحاجة للحلول وبالتالي لا يوجد حل قبل اتفاك روسي اميركي على انقاض سايس بيكو.
وختم قائلا:الى أن "صرخة فرنسا صعدت من هذا السياق حيث لم يعد هناك دورا أوروبيا في المنطقة مع تقسيم النفوذ بين أميركا وروسيا". وأن "المنطقة قادمة على تغييرات إستراتيجية مهمة لا يمكن لأي بلد أن يخرج من تداعياتها". م-