Friday, July 4, 2014

"اللقاء المسيحي – بيت عنيا" يدعو إلى التمسك بالميثاق الوطني والمناصفة: مواجهة الإرهاب بالوحدة وبروح المسؤولية الوطنية

"اللقاء المسيحي – بيت عنيا" يدعو إلى التمسك بالميثاق الوطني والمناصفة:
مواجهة الإرهاب بالوحدة وبروح المسؤولية الوطنية

4 تموز 2014

عقد اللقاء المسيحيّ – بيت عنيا – اجتماعه الدوريّ الشهري يوم الجمعة 4 تموز 2014 في مقرّ "اللقاء الأرثوذكسيّ" في الأشرفيّة بمشاركة السادة الأساقفة الأجلّاء وأعضاء اللقاء، وأصدر البيان التالي:


أولاً: يشدِّد اللقاء على التمسك بالميثاقِ الوطنيِّ كإرادةَ حياةٍ واحدَةٍ وعيشٍ كريمٍ متساوٍ بين اللبنانيين. ويؤكد أنَّ روحيَّةَ الميثاقِ منبثِقةٌ من مبدأِ التَّمثيلِ الفعليِّ المتساوي بين المسيحيين والمسلمين والمناصفة الفعلية المكرَّسين في الدستور، لذلك فإنَّ كلَ انتقاصٍ لهذا المبدأِ الكبيرِ إطاحةٌ بالوَحدةِ الوطنيّة وطعَن بالميثاقِ والدُّستور. ويجدد اللقاء التمسك بأن مَدخلَ التَّصحيحِ يتِمُّ بالإتفاق على قانونٍ انتخابيٍّ يُراعي صِحَّةَ التَّمثيلِ المتوازِنِ. كما يشدد على أن استحقاق انتخابَ رئيسٍ للجمهوريَّةِ يشكل فُرصَة ليُثبِت أنَّ زمنَ إلغاءِ التَّمثيلِ الشَّعبيِّ للمسيحيين ولّى إلى غيرِ رجعةٍ، وأن رئيس الجمهورية يجب أن يتمتع بتمثيل وازن في مكونه المسيحي وبالقدرة على الجمع بين كل فئات الوطن، ليستقيم الميثاق وتستقر الوحدة الوطنية على أسس ثابتة.

ثانياً: ينظرُ اللِّقاءُ بقلقٍ شديدٍ إلى الأحداثِ الدَّمويَّةِ في العراق وسوريا النَّاتجةِ من تصاعدِ الفكرِ التكفيري الإلغائيِّ، وإعلان دولةِ خلافَةٍ إسلاميَّةٍ تطيحُ بالتَّنوعِ والتَّعدُّدِ، مستهدفةً الوجودَ المسيحيَّ والآخر المختلف في شكل عام. في هذا الإطار يستغرب اللقاءَ الصَّمتَ المُريبَ للقياداتِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ وتخلّي العالم المدّعي حريةَ الإنسانِ وحقوقَه عن عدمِ التصدّي الفعلي لهذهِ الظَّاهرةِ وللممارسات الإلغائية. وقد تلقى اللقاء باهتمام الأصوات الشجاعة للبطاركة المشرقيين، التي حثت على الصمود وطالبت بعودة الشباب للتشبث بأرضهم والدفاع عنها مع التمسك بالمساواة في المواطنة.

ثالثاً: ثمَّن اللقاء عمل الأجهزةَ الأمنيَّةَ وتضحياتها في مواجهة الإرهاب ومستوى التنسيق فيما بينها وطالبها بخططٍ صارمَةٍ في لبنان في ظل عودة عمليات التفجير، ويؤكِّدُ أنَّ للقضاءِ دورًا حاسماً في التصدّي لكلِّ الأصواتِ التي تنشرُ أجواءَ البغضِ والكراهيَّةِ والتفرقة. ويرى اللقاء أن المطلوب من المسيحيين واللبنانيين عامة مواجهة هذا الخطر التكفيري بعيداً من التجاهل أو التبرير وبروح المسؤولية عن الوجود والمصير، انطلاقاً من أن اللبنانيين جميعاً مسؤولون عن نبذ الحالة التكفيرية وعدم تبريرها بأي ذريعة. فلا دينَ للإرهابِ ولا طائفةً له، ولا مواجهة له إلا بالوحدة الوطنية والإتحاد بين الجميع وبالتمسك بتاريخنا في العيش الواحد والقيم المؤسسة للبنان وفي طليعتها الإعتراف بالآخر المختلف والمساواة في المواطنة والحرية.  

رابعاً: تابعَ اللقاءُ باهتمامٍ كبيرٍ مؤتمر الوَحدةِ الأنطاكيّةِ وأعمالَ المجمَعِ الأنطاكِيِّ المقدّس في البلمند، بحضورِ بطاركَةِ أنطاكيةَ وسائرِ المشرق. ويتبنّى اللقاءُ قولَ غبطة البطريركِ يوحنّا العاشر، بأنّ ما يجمعُ المسيحيين في المشرقِ هو وَحدةُ الدّم، متلاقياً مع كلامُ قداسةُ البابا فرنسيس الأوّل في الأراضي المقدَّسةِ، بضرورةِ الوَحدةِ الوجوديّةِ في مواجهةِ المصير.

خامساً: يتقدّمُ "اللقاءُ المسيحيُّ" من إخوتِنا المسلمين في لبنانَ والعالمِ العربيِّ والإسلامي بكلِّ مذاهبِهم، وفي مناسبةِ بدءِ شهرِ رمضان المبارك، بأطيبِ التمنياتِ راجيًا أن يحملَ هذا الشهرُ الكريمُ معهُ كلَّ الخيرِ والأمنِ والسَّلامِ للبنانَ والمنطقةِ العربيّةِ والعالمِ بأسرِه. إنَّ مظاهرَ الصومِ والإفطارِ والزكاةِ في هذا الشهرِ الفضيلِ، تبقى جزءًا طيّبًا ولونًا محبّبًا من حياتِنا اللبنانيَّةِ ولوحتِنا الوطنيَّةِ، والتي يفرحُ اللقاءُ بها. لكنّه يرفضُ محاولةَ البعض قمعِ التنوّعِ وفرضِ قوانينِهم الخاصَّةِ عنوةً. كما يشجُبُ تلك التَّعاميمَ والبياناتِ الصَّادرةَ عن بلديتَيِّ عبرا وطرابلس، التي تمسُّ بالتَّنوعِ الدِّينيِّ، وتُنافي مبدأَ الحريَّةِ الشَّخصيَّةِ للفردِ، وهي قيمةٌ جوهريَّةٌ مكرَّسَةٌ في الدُّستورِ اللُّبنانيِّ، والإعلانِ العالميِّ لحقوقِ الإنسان. ويطلبُ من الدَّولةِ معالجةَ هذا الأمرِ.




No comments:

Post a Comment