Thursday, July 17, 2014

تحيَّة إلى الكبير سعيد عقل في ذكرى ميلاده للشاعر جورج جبّور


جورج شكُّور 
تحيَّة إلى الكبير سعيد عقل في ذكرى ميلاده 
لِمَجْدِك قُرْبَ النَّهْرِ شِيدَ لَكَ القَصْرُ
وأَنْتَ مَلِيكُ الشِّعْرِ، تَوَّجَك العَصْرُ
هُنا زَحْلَةُ الأَبْطالِ تَزْهُو بِمَنْ بَنَى
لَها مِنْ قُصُورِ الفِكْرِ ما ابْتَكَرَ الفِكْرُ
نَبَتَّ بِها نَبْتًا كما الأَرْزُ في الذُّرى
وَزَهْرًا فَرِيدَ اللَّوْنِ، طَيَّبَهُ العِطْرُ
بِشَطْرَة شِعْرٍ تَحْبِسُ العُمْرَ، حالِيًا
وَيُغْرِي كَلامُ السِّحْرِ، إنْ صَدَقَ السِّحْرُ

حياتُكَ أَبْهَى ما تُصاغُ قَصِيدةٌ
صَفائِحَ مِنْ تِبْرٍ يُرَصِّعُها الكِبْرُ!
مُهَنْدِسُ نَفْسٍ أَنْتَ في الأُمَّةِ الَّتي
تَماهَى بِها ما أَنْتَ تُبْدِعُ والدَّهْرُ
تَصَبَّاكَ لُبْنانُ العَظيمُ حَضارَةً
تُراثًا على صَدْرِ الزَّمانِ لَهُ حَفْرُ!
فَغَنَّيْتَهُ أَمْسًا بَهِيًّا، وحاضِرًا
رِسالةَ حُبٍّ يُسْتطابُ بِها الحِبْرُ
وَشِئتَ لَهُ ما شاءَ رَبُّكَ في غَدٍ
تَبادُعَ أَبناءٍ، بَدائعُهُمْ كُثْرُ
وَقُلْتَ لهُ: شَأ تَبْنِ دُنْيا، وإنْ تَشأْ
تُزَلْزِل بناها. كَمْ يَلِيقُ بكَ الأَمْرُ!

يُها الواسِعُ البَحْرُ الَّذي لا تَحُدُّهُ
حُدُودُ مَكانٍ أو يماثِلُهُ بَحْرُ!
يُخَيَّلُ أَنَّ اللّهَ يَسْكُنُ في فَمٍ
أَواناتِ، يَعْلَولي قَصِيدُكَ والنَّثْرُ
وما هَمَّ أَنْ مُتْنا تَقُولُ ولم نَنَلْ
مُنانا، كَفانا أَنْ مَسِيرَتُنا جِسْرُ
بَلَغْنا عُلانا لا الْتِواءَ، وَلا وَنًى
وَلا هَدْنَ أَغْرانا يَغُرُّ، وَلا غَدْرُ
غَدًا، في خُطانا يُكْمِلُ الخَطَّ نُخْبَةٌ
بَنُونَ، وشَطْرُ الشِّعْرِ يُكْمِلُهُ شَطْرُ
سَعِيدُ، غَدَتْ للشِّعْرِ، بَعْدَك حُرْمةٌ
وهَلْ حُرْمة إلاَّ وَبارَكَها حُرُّ؟
سَمَوْتَ بِشِعْرِ الحُبِّ عَذْبًا زَهَتْ بِهِ
العَذارَى، أَمِيراتٍ، يُتَوِّجُها الطُّهْرُ
وَفي المَسْرَحِ العالي تَمَثَّلْتَ مَغْرِبًا
تُشادُ بهِ مُدْنٌ، وقَبْلاً، هو القَفْرُ
تَبارَكَ قَدْموسٌ على اسْم أروَّةٍ
يُسَمِّي بِلادًا حينَ حالَفَهُ النَّصْرُ
ويَنْشِرُ فِكْرًا، يَوْمَ يَبْذُرُ أَحْرُفًا
هِيَ الغَيْثُ في قُطْرٍ يَعِزُّ بِهِ القَطْرُ!

وَما بَعْلَبَكُّ الشِّعْرِ إلاَّ قصائدٌ
طَلَعْتَ بِها، فَجْرًا، كما طَلَعَ الفَجْرُ
ولُبنانُ إذْ يَحْكِي، فأَنْتَ الَّذي حَكَى
وَلُبْنانُ قَلْبُ اللّهِ ذاكَ هُوَ السِّرُّ
تُنافِسُ فِيكَ النَّفْسُ ذاتًا عَلِيَّةً
فتَعْلُو على ذاتٍ، ويَسْمُو بِك العُمْرُ
وتَكْتُبُ شِعْرًا عَنْ سِواكَ مُكَوْكِبًا
أَمامَكَ مِرآةٌ، وثَغْرُكَ يَفْتَرُّ ...
فيا زَحْلَ، يا حُلْمَ الزَّمانِ، تَحيَّةً
تَسامَى لدَيْكِ العَرْشُ، وانْتَسَبَ الشِّعْرُ
هُنا الهادِرُ البِرْدَونُ يَدْفُقُ، عارِمًا
هُنا نَهْرُ أَشْعارٍ يُحاوِرُهُ نَهْرُ!....

No comments:

Post a Comment