Wednesday, September 18, 2013

A great poem بإذن الله محمية


A great poem
 
بإذن الله محمية
Have a great day
في ظلمة المكان , رآها فجأة أمامه ,
متعبة , مستلقية على فراش من نور .
حاول التعرف عليها , اقترب منها ,
سألها : ما اسمك سيدتي ؟
فأجابت :
أسماني الغزاة عبر العصور "العصيّة" ...
أجدادي أطلقوا عليّ اسم "الفيحاء" ...
أما أبنائي فينادونني"الأبية" ...
وما أروع عشاقي عندما يصفوني "بالبهية" ...

سألها ليتعرف عليها أكثر : كم عمرك سيدتي ??
قالت :
- ولدت قبل تدوين التاريخ بتاريخ
- ونطقت أحرفي الأولى قبل أن تنطق الأبجدية
- غسلت وجهي بماء الحضارة
- لملمت شعري , كحلت عيوني ...
- فكنت على الأرض أول صبية ...
قال لها بخجل : ولمن تنتسبين سيدتي ??
قالت :
- نسبي يعود إلى الذي ترك ضناه على كتفي مقتولاً
- نسبي يعود إلى "آدم" أبي البشرية
- ذكرني الله في "قرآنه" مرات ومرات
- وسار "بولس الرسول" على أرضي حاملا المسيحية
- محمد قال إني "كنانته"
- وأنار وجهي "عيسى بن المجدلية"
- جامعي "أموي"
- وكنيستي "مريمية"
- أبي "قاسيون" رافع الرأس
- أمي "الغوظة"
- وبردى يسير من "وريدي إلى وريدي"
- أبوابي" "للعز والتاريخ حكاية"
- وأزقتي "للحضارة مدرسة"
- والياسمين لكل عاشق مني "هدية"
- في كتب المجد منذ الأزل لم "أغب"
- وفي قصص البطولة "سيفي على مدى الدهر لم يتعب"
- فارسي مغوار تارة اسمه "ابن الوليد"
وطوراً يأتي برفقة "عقبة أو بلال ابن الحبشية"
- وصلاح الدين في حضني "نام نومته الأبدية"
أبنائي كثر مباركون
- منهم من يقيم في الشاغور
- ومنهم من يقيم في القنوات أو الصالحية
- منهم من ولد في الميدان
- ومنهم من شاب في مآذنة الشحم
- ومنهم من مات في القيمرية
حاول أن يسألها أكثر .....
لكنه لاحظ أن بعض جراحها تنزف .
ركع أمام حضرتها وبكى وجعها .
ربّتت على كتفه بحنان كعادتها وقالت :
لا تبك يا ولدي , لا تبك
قم وأمسك بيدي لننهض معاً من كبوتنا
فأنا دمشق , بإذن الله محمية

No comments:

Post a Comment