Monday, July 15, 2013

اردوغان خائف من السيسي (روزانا رمّال)

        اردوغان خائف من السيسي - روزانا رمّال

اردوغان خائف من  السيسي
هجوم معاكس ..احتجاجات معاكسة او ما شابه ...
تشهد المنطقة  التي عرفت بمنطقة الربيع العريي عام 2011  حاليا حراكا شعبيا متجددا لفت  بشكل رئيسي في بلدان شهدت تغييرا كاملا في السلطة  كمصر  و تحضيرات شعبية مماثلة  في " تونس" بالاضافة الى تصعيدا امنيا لافتا في ليبيا بين فرقاء البلد الواحد و الجماعات المسلحة بين ليبي و اجنبي  . هذه البلدان  هي  نفسها  التي شهدت انهيارات دراماتيكية لرؤسائها بين حسني مبارك و زين العابدين بن علي و معمر القذافي توزعت بين نهايات درامية و ماساوية لهم .
بالطبع سوريا غير معنية بهذا الحراك المتجدد لان ازمتها ما زالت قائمة اولا و لان الذين اطلقوا على ما يجري فيها اسم " ثورة" عجزوا عن اثبات ذلك و اصطفوا في خانة التسليح و القتال ضمن اهل البلد الواحد حتى خرجت الامور عن كون الازمة السورية هيي نتاج ثورة شعب لتتعداها الى مشروع اكبر تشارك في القتال  فيه اكثر من 35 جنسية عربية و اجنبية ليتعدى الامر ما قيل انه اسقاط " رئيس او حاكم " و لتطول الازمة الى ما يقارب الثلاث سنوات .
بين كل ذلك يبقى المشهد المصري الاكثر تاثيرا و هو المشهد الذي لطالما حمل دلالات و اشارات في كل مرحلة مصر بعد مبارك شهدت حكم الاخوان المسلمين حتى اندلعت ثورة معاكسة في 30 حزيران عرفت بتمرد المعارضة على حكم مرسي و بالتالي رفضها لحكم الاخوان فكانت اكبر تظاهرة تاريخية شهدتها مصر منذ جنازة  الرئيس السابق الراحل جمال عبد الناصر الى ان استلم الجيش المصري زمام الامور و عزل الرئيس مرسي نظرا لاحداث البلاد و حقنا للدماء ليكون الكلمة الفصل بين الطرفين و خرج بذلك الاخوان من سدة رئاسة مصر ..
الاساس في كل ما جرى و سيجري في مصر  هو ان جماعة الاخوان  المسلمين و هي الجماعة المنظمة منذ اكثر من مئة عام ليست موجودة فقط في مصر انما هي جماعة ممتدة و منظمة بين اعضاء و قيادات و مراكز و مؤسسات و تجار و صناعيين و راسماليين موزعين بين البلدان التالية بين امتداد مباشر و غير مباشر تتزعم التنظيم شعبيا مصر و تركيا  و هي في هذه البلدان تحمل الاسماء التالية :
حزب التنمية و العدالة – تركيا
حزب الحرية و العدالة - مصر
حزب النهضة – تونس
حزب العدالة و البناء – ليبيا
حزب البناء و التنمية -  المغرب
حركة حماس – فلسطين
كون هذه الجماعة "منظمة " و غير عبثية او فوضوية فهي لا شك ترتبط ارتباطا وثيقا  و تتلاقى بين بعضها البعض على صلب الاهداف و الرؤى و الاستراتيجيات و الاهداف العامة الرئيسية  و  تلتقي بطريقة معالجة الامور و التعامل مع الشارع و في سلوكها و اسلوبها  كذلك .
  لذا يفرض هذا الارتباط حتما ان ينعكس  بالتأثر  بمجريات الامور  في مصر تماما كما تاثرت هذه الجماعة ببعضها البعض لدى اندلاع الثورات  في تونس و مصر  و ليبيا ..  حيث استلمت حينها السلطات في تلك البلاد ... هذه الجماعة تتقدم و تكبر ككرة ثلج و  كذلك تتدحرج  و تتراجع .
اكثر من سيتأثر بهذا التغيير العاصف بالمشهد  المصري  بعد عزل جماعة الاخوان المسلمين عن سدة الرئاسة هو الشارع التركي الذي بدأ بتحرك للمعارضة فيه  و ذلك قبل نجاح المصريين بازاحة مرسي اي قبل ثورة تمرد او ما اسماها المصريين " ثورة 30 يونيو " .
الحراك التركي شهد اشتباكات عنيفة حصدت قتلى و عدد كبير من الجرحى و ما زال المتظاهرون يتوافدون الى ساحات الاعتصام ابرزها ساحة تقسيم في اسطنبول تارة بالاحتجاج و خيم الاعتصام و تارة بالصمت انما الهدف الرئيس اسقاط جكومة اردوغان .
حكومة اردوغان هي حكومة حزب العدالة و التنمية التابعة للاخوان المسلمين و ربما الفرعين او القسمين الاكثر قوة و نفوذا في بالمنطقة من الناحية الجماهيرية او التنظيمية و السياسية هي كلتا مصر و تركيا و بهذه الحالة و بعد عزل الجماعة في مصر فان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في موقف لا يحسد عليه اليوم لانه مهدد بمواجهة نفس المصير
سلوك اردوغان اللافت يقطع الشك باليقين على قوة الازمة و خطورتها بالنسبة اليه و الى حزبه ليس بالسلبية الذي قابل فيها مطالب المحتجين انما بالاجراءات التي اتخذها للحد من امتداد الازمة و ابرزها امرين :
اولا : تشهد تركيا تعتيما اعلاميا غير مسبوق و الاحداث التركية بالتحديد شهدت صعوبة لدى الصحافيين بالتواجد في الساحات ما خلا بعض الاعلام الذي سرعان و ابعد عن المشهد من بينها وسائل اعلام غربية و اجنبية
على صعيد الاعلام المحلي التركي" الرسمي" اصدرت وزارة الاعلام اوامر صارمة بعدم نقل الاحداث  الجارية في ساحات الاعتصام في المدن التركية فبات التلفزيون التركي بقنواته جميعا تغرد في غير سرب الواقع و اللافت اكثر هو اقصاء الاعلام العربي و الاجنبي ايضا حيث اشارت مصادر الى ان تواصل تركي جرى مع بعض ادارات وسائل اعلامية عربية و خليجية بارزة لعدم تسليط الضوء عما يجري و في هذا دلالات عديدة لا تتعدى ان الحدث تركيا بامتياز بل يشير الى ان العالم العربي سيتاثر بهذا الاهتزاز نظرا ان باقي امتداد جماعة الاخوان المسلمين فيه اي ان مناطق نفوذها تغدو بخطر .
ثانيا : ان اكثر ما يقلق اردوغان اليوم و الاكثر لفتا للنظر هوي خطوة اقدم عليها بسرعة كبيرة و هي التغيير في المادة 35 من قانون الخدمة الداخلية للقوات العسكرية المسلحة التركية اي " الجيش" حيث ظهر قلق اردوغان بتصريحات له شددت على وجول ان لا يدخل البرلمان في عطلته حتى يتم التعديل في المادة 35 و كان ان وافق البرلمان التركي على هذا التعديل , فما هي هذه المادة ؟ و ماذا يعني تعديلها ؟
المادة 35 من قانون الخدمة الداخلية للقوات المسلحة كانت تستخدم كاساس للانقلابات العسكرية على الحكومات التركية المنتخبة سابقا  اي ان هذه المادة كانت تعطي للجيش صلاحيات التدخل الداخلي في البلاد بحالات محددة فبقيت موضع جدال  و اصر اردوغان على تعديلها  بحيث يمنع اي وجه لسوء الفهم او الاستغلال بشكل خاطئ في المستقبل ,  و المادة كانت على الشكل التالي :
"القوات المسلحة التركية مسئولة عن حماية الاراضي التركية والجمهورية التركية كما هو موضح بالدستور"
امّا بعد التعديل اصبحت " القوات المسلحة مسئولة عن حماية الاراضي التركية ضد الاخطار والتهديدات الخارجية وعن تأمين حماية وتقوية قوات الجيش بشكل رادع واداء الواجبات المنوط بها خارج البلاد كما يحدد البرلمان التركي ، والمساعدة على الاسهام في السلام العالمي". الاكثر بروزا هنا دخول كلمة " اخطار خارجية" و في ذلك اشارة الى امر لا شك فيه و هو  ان اخشى ما يخشاه رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان اليوم هو تدخل للجيش التركي في احداث البلاد فيما قد يشكل ارضية لانقلاب عسكري غير بعيد عن تركيا و قد عزز هذه المخاوف ما اقدم عليه الفريق السيسي في مصر فقلب الجيش المصري الحكم في البلاد .
يبدو ان الفريق السيسي كان ملهم اردوغان حيث التفت اردوغان سريعا الى وجوب اتخاذ الاجراءات اللازمة ديمقراطيا و عبر مجلس النواب الذي يسيطر عليه حزبه للتصويت على تعديل هذه المادة المقلقة للحزب ..
قد لا يلام اردوغان على سعيه لحفظ و حماية موقعه و موقع حزبه لكن هذه الاجراءات و الاحترزات قد لا تجدي نفعا عندما تتعاظم الاحتجاجات ضده ..الشارع التركي لم يهدأ و لا يبدو ان المتظاهرين سيرجعون  عن المطالبة بما اسموه حقوقا ..
هل يخشى اردوغان السيسي , او السعودية ؟ او سوريا ؟

الايام القادمة تتكلم

No comments:

Post a Comment