Wednesday, September 26, 2012


الفرزلي في حديث لبرنامج بيروت اليوم على شاشة MTV  اللبنانية :

قانون الانتخابات في لبنان هو سرّ وجود المسيحيين فيه، ولا يحق لأي زعيم ماروني مهما كبر أو صغر ، أن يتنازل عن موقع مسيحي واحد في الدولة اللبنانية.

اعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي في بداية الحديث أن طرح "اللقاء الأرثوذوكسي" يحرر الطوائف اللبنانية من داخلها لتتخلص من التقوقع على نفسها من خلال اختيار الأفضل بينها لتمثيلها في البرلمان واعتبر بأن كلام النائب وليد جنبلاط عن "الخصوصية" محق ومطلب دستوري ، وأنه بالمنطق عينه يجب على المسيحيين أن يطالبوا بالأمر عينه.

الفرزلي تابع قائلاً: "إن لبنان يتألف من كيانات مذهبية بامتياز ونحن نقوم بتفكيكها من خلال اقتراحنا هذا وبالتالي نحاول نقل الصراع إلى داخل هذه الطوائف ونرفض تسميم المشروع المقترح. إن طرح اللقاء الأرثوذوكسي يلغي فكرة "استيلاد" النواب من قبل الحليفين السني والشيعي في البلاد وهو يخفف ويلغي هذا الصراع القائم في المنطقة بأسرها ومنعه من الولوج إلى لبنان".
الفرزلي قال : "أفهم القول "لا نريد انتخابات بظل السلاح" ولكن لا أفهم مقولة: لا نقبل النسبية بظل السلاح " . فالنظام الأكثري يثبّت الكيانين السني والشيعي وينقل الصراع إلى الساحة المسيحية".

... وتابع قائلاً: "القادة الموارنة مسؤولون أمام الله والتاريخ في تفادي التهميش والصراع الداخلي واختيار نوابهم بفرصة تاريخية لن تتكرر". أما حول الدوائر الصغرى في لبنان فقال: "هذا الموضوع كان يصحّ قبل 1975 عندما كان انتشار المسيحيين في لبنان على مساحة لبنان باسره لانهم الطائفة الوحيدة على توافق مع سائر الطوائف في لبنان، غير أنه نتيجة الحروب تراجع المسيحيون بالأرقام وصاروا أكثر على الورق منهم على الأرض.
وأعطى مثالاً راشيا ومرجعيون وصعوبة وصول نواب مسيحيين بأصوات المسيحيين . وقال في سياق التعليق على اقتراح القوات اللبنانية بتقسيم لبنان 61 دائرة بأنه في ما لو ثبت أن هذا المشروع هو ما نشرته صحيفة "الأخبار" فسيكون بمثابة الكارثة لأن هناك تحجيم مخيف لقرار بعض المناطق الأساسية في لبنان من بينها زحلة واختزال تمثيلها بنائب كاثوليكي واحد.  

الفرزلي انتقد الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ سنة 1992 و1996 و2000 واعتبر بأن القيادات السياسية نفسها أنتجت قوانين غايتها تهميش المسيحيين وإبعادهم عن السلطة ونحن اليوم أمام حدّ فاصل بين ماضِ مضى وآتِ سياتي... واعتبر أن الرعاية السورية انتهت في 2005 وجسّدها التحالف الرباعي . "المسيحيون بحاجة لحقوقهم في النظام السياسي، وهذا أمر واقع لا مفر منه".

واعتبر حول اقتراح القانون المقدم من قبل مجلس الوزراء أنه يمكن للقوى السياسية التي أنتجته أن ترجع وتغيّر رأيها وهذا من حقها الدستوري ، ولا ندري لماذا تراجع جعجع عن تأييده طرح اللقاء الأرثوذكسي علماً أنه قال في السابق : ليقنع عون شركائه الشيعة ونحن نؤيده ... فنتمنى ان يتحقق هذا الكلام.

الفرزلي أضاف : "إذا توحد المسيحيون اليوم سيتمكنون من تحقيق فرصة تاريخية في حياتهم في لبنان، ونتائج تفويت هذه الفرصة ستكون قاتلة وذابحة لهم لأنها لن تتوفر أبداً. كلامي موجهاً للموارنة لأنهم العامود الفقري للوجود المسيحي في لبنان وهم سيتحملون المسؤولية عن التقصير الاستراتيجي في ما لو حصل ، وهذه الانتخابات ستظهر كل من يتواطأ وسيتواطأ على لبنان وطائفته وكل ذلك سيظهر في القرارات التي تتخذ في شكل قانون الانتخابات." لأنه "يعنيني أكثر من أي شيء آخر سر وجود المسيحيين في لبنان لأن وجودهم يكمن بدورهم التاريخي في لبنان. سأسمي بالاسم من كان حصان طروادة في البيئة المسيحية وتآمر عليها" .

وفي الشأن الأرثوذكسي قال الفرزلي بأنهم الأوسع انتشاراً في المنطقة واعتبر أن طرح اللقاء الأرثوذكسي يسري أيضاً على دول المنطقة سائلاً: "ما هو الحل الذي سنقدمه للمسيحيين الأقباط الذين يشكلون أكثر من 12 مليون وليس لديهم نائباً واحداً في مجلس الشعب المصري" ؟!
الناس تريد حقوقها ولا تريد أن تأخذ من حق أحد ، أعطوهم حقوقهم من خلال قانون يمثلهم خير تمثيل.
حول الحوار اعتبر بأن أي إطار يخرج عن المؤسسات الدستورية الحقيقية مخالف للمعايير السياسية والدستورية ولكن الحوار أساسي والحوار هو قدر لبنان وأساسه.

الفرزلي اعتبر بأننا لم نصل إلى مرحلة الوفاق الوطني في لبنان وما زلنا مشرذمين حول هذا الموضوع وهو بحاجة للحوار ، وعن ورقة رئيس الجمهورية اعتبر أن أي ورقة تقدم في هذا الموضوع صالحة للنقاش ولتعتبر قاعدة للحوار ودعا إلى ضرورة إزالة الأمور السلبية وسحبها من النقاش السياسي في الساحة الوطنية.
في الختام ، وفي سياق التعليق على الأحداث السورية قال : "لا حل في سوريا إلا بوضع حدّ للتدخل الخارجي ووقف السلاح وتدفقه إلى الداخل السوري لتأجيج الصراع الدموي وإن الحوار والمصالحة هما العنصرين الأساسين لأي حلّ في الأفق السوري."

1 comment:

  1. يقف دولة الرئيس إيلي الفرزلي موقفاً تاريخياً عظيماً، حبذا لو يقف مثله قادة الطائفة المارونية في لبنان. هو يضحي بكل شيء ليقول الحقيقة دون أن يكون مضطراً لذلك.هو يحمّل الجميع هذه المسؤؤلية التارخية، التي يجب إقتناصها قبل فوات الأوان. أتمنى أن تقف الطائفة الرومية الأرثوذكسية برمتها وراءه لتظهر للجميع بأنها دوماً الرائدة في المشاريع والأفكار الخلاقة لمصلحة لبنان وشعبه
    د نجيب جهشان.

    ReplyDelete