Sunday, September 16, 2012

ليت المسلمين توحدوا ضد عدوهم فليس هكذا يتم الدفاع عن الاسلام
السبت 15 أيلول 2012، آخر تحديث 09:08 محمد علوش - خاص النشرة
الاسلام دين المحبة والتسامح والعدالة والاخوة والتقوى، هكذا تربينا وكبرنا، وهذه هي تعاليم دين الاسلام والنبي محمد، وكل ما يخرج عن هذه المبادئ لا يمت الى الاسلام بصلة ويكون هدفه تشويه الصورة الناصعة لاخر الانبياء.
دين الاسلام يفرض على المسلمين الدفاع عن النبي محمد بالحق والعدالة ولكن ما حصل باليومين الماضيين في الدول العربية، وما حصل تحديدا في شمال لبنان، ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالحق والعدالة وبالتالي بالاسلام كله، وهو مرفوض تماما لان فئة قليلة من الغوغائيين شوهت معنى الاسلام الحقيقي وأساءت إليه أكثر مما أساء إليه الفيلم القذر لان الاساءة هذه المرة أتت من أبناء الاسلام أنفسهم.فيلم مسيء للنبي محمد أخرجه رجل أميركي يهودي أساء به بالدرجة الاولى إلى نفسه الفاسدة هو أمر مستنكر ومرفوض ولا يجب السكوت عنه بطبيعة الحال وتم استنكاره من جميع الدول وجميع الأديان السماوية، ولكن الاستنكار والدفاع عن رسول الله لا يكون بأعمال تخريبية لمحلات عامة وخاصة أعادتنا بالذاكرة الى عام 2005 في أحداث الاشرفية والهجوم على السفارة الدانماركية، ولا يكون بالاعتداء على مركز للدولة اللبنانية ولا يكون برشق قوى الأمن بالحجارة، فمخرج الفيلم البشع لا يملك محلا في طرابلس لندمره ولا ينتمي الى قوى الامن الداخلي لنضربه ولا يأكل من مطعم "الهارديز" لنحرقه، والدفاع عن النبي لا يكون بخوض معركة خاطئة تماما من ناحية الخصوم والمكان، فما ذنب الـ 17 جريحا من القوى الامنية اللبنانية؟ هل هم ممثلو الفيلم أم أنّهم مجرد "فشة خلق"؟.
انتفض المسلمون في مختلف البلاد العربية دفاعا عن رسولهم، هذا الرسول الذي كان يدعو للتسامح والمحبة والالفة بين البشر على مختلف انتماءاتهم، هاجموا السفارات الاميركية وغيرها في الدول الاوروبية في مصر والسودان وتونس واليمن، وسقط ضحايا وجرحى كثر من جراء المواجهات المؤسفة مع السلطات الأمنية المحلية لكل دولة، ولكن هنا نطرح أسئلة بسيطة، لماذا لا يتحرك المسلمون دفاعا عن مقدساتهم التي تنتهك كل يوم في فلسطين المحتلة؟ لماذا لم يتحرك المسلمون عندما اغتصبت مدينة غزة ودمرت بالحقد الاسرائيلي؟ لماذا لم يتحرك المسلمون عندما قصفت قانا وكل قرى الجنوب وارتكبت المجازر بحق النساء والأطفال؟ ألم يكن أجدى للمسلمين أن يظهروا هذه الحميّة بمواجهة عدو الاسلام إسرائيل؟ أليس من الأفضل لو سقط هؤلاء الضحايا في معركة مع العدو الاسرائيلي؟.أسئلة بسيطة ولكن جوابها بالتاكيد لن يقنع أحدا لأنّ رسول الله لن يكون راضيا على كل تلك الاعمال المشينة بحق الاسلام وأهله ومقدساته دون أن يتحرك أحد للدفاع سوى قلة قليلة عملت بتعاليمه، وبالمقابل فإنه يرفض بالتأكيد أن يهاجم أشخاص لا علاقة لهم بالاساءة اليه لأنّ تعاليمه وأخلاقه ترفض الاساءة حتى لمن يسيء إليه والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة جدا.
حب الاسلام لا يتجلى بإحراق سفارات دول وتكسيرها، وحب النبي محمد لا يكون برفع علم تنظيم "القاعدة" على سطح السفارات الاجنبية، فالاسلام دين للوحدة والمحبة بين البشر، دافعوا عن الاسلام في المكان الصحيح ووجهوا سلاحكم الى العدو الحقيقي، فحتى ولو كانت هذه التجربة ناقصة وخاطئة إلا أنها أظهرت القدرة الكبيرة التي نملكها في حال تم التوحد على القضية الأم أي تحرير فلسطين والمسجد الأقصى.



No comments:

Post a Comment