Friday, June 21, 2013

وسطيةّ" بدعة--أم فلسفة--أم سفسطة جدلية؟

وسطيّة» بدعة.. أم فلسفة... أم سفسطة جدليّة؟

21/06/2013  |  (0)
أضف تعليقاً
تكبير الخطتصغير الخطإطبع



مفيد سرحال
لم يستقر الرأي بعد لا سيما عند اهل الحصافة والعقول الراجحة!!، حول ما اذا كانت الوسطية في لبنان سفسطة جدلية ام فلسفة سياسية اجترحها العقل اللبناني لتشكل نقطة تموضع وخط استواء بين شطري الكرة الآذارية الممتلئة بقليل من الاعتدال وكثير من الاعتلال وثان اوكسيد التمذهب وشتى صنوف غازات التعصب السامة والقاتلة. فالمعاني كثيرة والمرامي تستبطن التأويل فالبعض يرى في الوسطية أذناً وسطى تمتص الهمس والوشوشة من الابعدين والاقربين والبعض الاخر يخف الى بيت الوسط ليمارس وسطيته من موقع سياسي واضح على قاعدة «كل ظاهر فهو نور» وآخرون يرون الوسطية الجناح المقنَّع لبيت الوسط، وقلة قليلة تقفل على ذاتها بالوسطية بين حلقتين مقفلتين لا تشبههما ولا تنجذب اليهما تحت عنوان الاستقلال والنأي بالذات من معسكري النزاع المحلي...في حين ان بعض اصحاب النيات غير البريئة يذهبون مذهب وسم الوسطة بالحركية المفتعلة من خا رج وادراجها في خانة الصناعة غير المحلية لتشكل قوة اسناد سياسي لفريق ضد آخر وتظهير قوى في ساحات محددة لتعطيل اندفاعته قرب اخرى مستهدفة بخياراتها وتحالفاتها ورؤيتها السياسية العديد من القضايا المحلية والاقليمية...
من جهته مرجع سياسي رأى ان فكرة الوسطية ابتكرها وبشر بها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكمة منها صناعة كتلة مسيحية تمتص المتسربين من القوات وتقف حائلا دون التحاقهم بالتيار الوطني الحر وهؤلاء بطبيعة الحال لا يستمرئون اللون البرتقالي، وفي المقابل تمتص المتسربين الى التيار العوني وهؤلاء بطبيعة الحال من الصعب اندماجهم بالماكنة السياسية القواتية. وبالتالي يتم تشكيل حزبية سياسية مسيحية تتغذى من المعجن القواتي والمعجن البرتقالي...
ويتابع المرجع: هذا في التكتيك الظاهري المعلن اما حقيقة الامر والغرض الاستراتيجي البعيد المدى فهو الانقضاض على الجنرال ميشال عون وتعطيل حركته واعاقة دوره المسيحي خاصة انه بعد تبنيه المشروع الارثوذكسي بات يعتبر الممثل الاعلى للمصالح المسيحية والحضور المسيحي وباب الشريك الحقيقي والفكرة السياسية الحقيقية والعملية التي تترجم ذاتها في النظام اللبناني، اما سمير جعجع فقد اثبت بالملموس انه وظيفة سياسية افلست وسقطت استراتيجيا من الوجدان المسيحي بعدما غردت خارج الاجماع حول المشروع الارثوذكسي الذي شكل الترياق للمسيحيين بعدما شربوا السم الزعاف في اتفاق الطائف الذي انتزع من المسيحيين دورهم في النظام السياسي وبالتالي بدد وجودهم وقلص حضورهم البشري لان العلاقة الجدلية بين الدور والحضور لا تنفصم عراها والواحدة علة الاخرى، من هنا فان عودة الحماوة للوسطية واحياءها كخيار سياسي راهنا لمنع السيل العوني من جرف الجمهور المسيحي الى مساره بعدما شكل السرية القتالية المتقدمة دفاعا عن مصالح المسيحيين..
ويتابع المرجع: لقد تلاقت مصلحة وليد بك جنبلاط مع وسطية رئيس الجمهورية فوجدها قاذفة مسامير امام عربة عون المتدحرجة بسرعة في الشارع المسيحي حيثما وجد وخاصة في الجبل سيما انه لا يستسيغ عون على المستويين الشخصي والسياسي، كما تلاقت مصلحة وليد بك مع وسطية الرئيس ميقاتي الطبقة المنقحة للحريرية السياسية والتي جاءت لتؤدي دور المطمئن لحزب الله عبر اغرائه بدخول السلطة واغراق الساحة اللبنانية في الامان ريثما تتدحرج كرة النار في الشام وتأكل معها النظام وبالمحصلة تلاقت «وسطية» وليد بك مع الرئيس سليمان لتحجيم عون وتقاطعت مع ميقاتي الذي تتواءم نظرته مع نظرة الرئيس سليمان في الشأن العوني وتتماهى مع سياسة ميقاتي بالنأي عن سوريا اي انتظار الجثث على الضفة الثانية من النهر وتنظيم الخلاف مع حزب الله اتقاء «لقبضته العسكرية الصادمة القاصمة على قاعدة نحن اعدقاء محليا واعداء اقليميا من دون الحاجة لاشعال الحريق واضرام النزاع وتوتير البلد..
ويختم المرجع: تصطنع الوسـطية اليوم معركة اسمها عزل رئيـس الجمهورية وان هجمة سياسية تستهدفه موقعا ودورا مع العلم ان الدكتور جعجع اول من سعى لعزله عندما طرح فكرة عدم حضور الرئيس في لقاءات بعبدا ايضا بدأت تحضر الوسطية لمعركة وهمية مع سوريا يندرج فيها فخامة الرئيس والحلقات الوسطية الاخرى وذلك في خضم الصراع السياسي الدائر في البلد والاصطفافات القائمة في شأن مجريات الاحداث في سوريا وملف التمديد الذي طال المجلس النيابي ويبدو انه سيشهد كباشا بين «الوسطيين» والقوى الحليفة لسوريا حول ملف رئاسة الجمهورية وقد بلغ الرسالة الواضحة في هذا الشأن النائب سليمان فرنجية على انه وفق المصدر لن يكون للوسطية كيان معنوي سياسي في المرحلة المقبلة على وقـع المشهد السوري وتطورات ميدانه لمصــلحة النظام في وقت تتطابق وجهتا نظر 14 و8 آذار حول اسقاط الوسطية الضاغطة الثقيلة والمستبدة والتي حوّل وليد بك قطبيها الى ريشتين تحت جناحيه!!!!!

No comments:

Post a Comment