Tuesday, March 31, 2015

كلمة السيدة ليلى الصلح حمادة في الجامعة اليسوعية بمناسبة منح والدها المرحوم رياض بيك الصلح كرسي في الجامعة

اصحاب المعالي والسعادة
رئيس جامعة القديس يوسف الاب سليم دكاش
اسرة الجامعة عمداء.. اساتذة وطلاب
ايها الحضور الكريم
اشعر الان بالارباك الشديد على غير عادتي، فالموضوع عندي عاطفي المناسبة والحضور حقوقي يحاسب على الشهادة، ساحتكم اذن اليوم الى القلوب وليس الى العقول.

قيل لي صفه قلت تعيا القوافي،
قيل لي عدده قلت يعيا الحساب،
هكذا رثاك صديقك الشاعر الكبير امين نخلة يوم تأبينك فبأي كلام اتوجه اليك اليوم وانا ابنتك الصغرى، لم اعرفك، لا اذكرك، علمتني حبك اقرب الناس اليك، واكبت جهادك حضرت ولادة ميثاقك، شهدت على وجهك العربي، عاشت معك لبنان القمة من الاستقلال الى الاغتيال، انها كبيرتنا علياء، كم تمنيت وجودها لترى ما حققه لها ابن شقيقتها الوليد اليوم.
في هذا الصرح العريق فهنا يكمن الماضي المجيد لتاريخ لبنان الحديث 140 سنة من العطاء، 140 سنة من الجهاد الوطني.
ويشير المؤرخ يوسف يزبك الى ان ميل رياض الصلح الى تفهم الفكرة اللبنانية وتبني مطاليبها الاستقلالية وتفاهمه مع أحرارها يرجع الى اسباب كثيرة تفاعلت في تفكيره فاثرت في نهجه السوي ولعل خميرة تلك العوامل كلها تربيته العائلية ودراسته في مدرسة الاباء اليسوعيين في بيروت حيث خالط اللبنانيين واختلط بعقليتهم فأتيح له ان يتفهم لبنان على حقيقته.

ايها الحضور الكريم
ماذا بقي من هذا الصفاء الوطني؟
ماذا حلّ بهذه الوجدانية السياسية؟
ماذا بقي من هذه المدرسة التي ابتدعها رياض الصلح ليحكُم؟
بعد نكبة 1948 أعطينا اللاجئون بالترغيب
واليوم التوطين آت بالترهيب
بعد احداث 1958، بات للبنان شريك ملازم، وصي على سيادته.
بعد حرب 1975، اعطونا الطائف واخذوا منا الميثاق.
وهل يُحكم الوطن بثلاثة رؤوس، حتى تفرّقنا طوائف وتشتتنا مذاهب؟
العروبة ألغيت شيعيا ولا عجب فصبغتها الدينية الاحادية وعدم مبالاتها بمحنة الجنوب حتم استحضار هوية شيعية.

والعروبة رٌفضت ايامها سنيا ولا عجب ففشلها امام اسرائيل وعجزها عن حماية السنة حتم رفع شعار الطائفة المظلومة وبالتالي تم استحضار الهوية الاصولية الاسلامية.
والمسيحية فقدت هويتها واصبحت اقلية لانها فضلت الالتحاق بغيرها بدلا من الاستقواء بشراكتها وتحسن دورها التحكيمي.
انا اسأل اليوم اين السيادة يا ابي؟ ضاعت في احضان العمالة،
اين الحرية يا ابي؟ سيقت الى سجن المساومة،
اين العزة يا ابي؟ بيعت في اسواق الازدهار الفاسد.
ايها الطالب
اليوم الزمن يلعب ضد وحدة لبنان، هناك جيل لا يعرف ما هو التعايش بين المسلم والمسيحي بين السني والشيعي، لا بل ان هذا الجيل بعد سنوات سيسقط امكانات المراهنة على لبنان الواحد الحر الذي ننادي به.
حاكمك اورثك وطنا
ممرا للتكفيري
ومقرا للنازح السوري
ومستقرا لولده من بعده.
اليوم لا وقت للمحاسبة الوقت للانقاذ، حانت الساعة لتستريح الرقاب من الانحناء، ودور رياض الصلح ينتظر من يأخذه.
ختاما، وجودنا هنا اليوم هو لنعيد للتاريخ ما سلبه الحاضر وما شوهه الماضي القريب...
كرسي رياض الصلح في جامعة القديس يوسف وفي كلية الحقوق رسالة نوجهها الى كل من حاول العبث ببنية الوطن الميثاقية وكل من حاول تخريب الصيغة والمس بجوهرها...
نحن على يقين ان كرسي رياض الصلح في ايد امينة... من هنا مر التاريخ كما قال الاب دكاش منذ ايام ومن هنا نطل على المستقبل... اعز الله لبنان... شكرا لكل الذين شاركونا هذا اللقاء...


No comments:

Post a Comment