Monday, May 19, 2014

كلمة الملفونو حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية في الحفل التأبيني للبطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص في دمشق الاثنين 5 أيار 2014

مار زكّا شاهدٌ على عصر

 تعود الى دمشق وعبق ياسمينها لم يغادر حناياك
 تعود وفي قلبك غصتان على وطن سوّره الغرباء بالحقد والدم
 وعلى رأس الكنيسة  السريانية الانطاكية المرتفع الى سماء القديسين
 انه زمن الاحزان.
  ان ما بيننا نحن السريان وبين الشام علاقة العين وبؤبؤ العين، الوردة وعطرها
نحبها سوريا بكل أهلها غير منتقص منهم ولا انسان
وبكل أرضها غير منتقص منها ولا حبة تراب.
إنه زمن الرجاء.
 كما نؤمن ان سيّدنا دحرج الحجر وقهر الموت
 هكذا الكنيسة لن تقوى عليها أبواب الجحيم وهكذا سوريا ستقوم الى مجدها ودورها.

مار زكا الأول عيواص
لا تختصره كلمات.
راعٍ وبانٍ وكاتب ومفكر ولاهوتي وعمراني وتربوي وباعث نهضة روحية وقبل كل هذا عصارة انسان طيب
على أني أحببته أكثر من كل هذا
بأنه "المشرقي بامتياز"
هو جسَّد بمسيرته هذا العشق لأرضنا لبيئتنا لأوطاننا، هو ابن الرافدين بالولادة من الموصل الوادعة وهو ابن صيدنايا وباب توما ودروبها القديمة بالكرسي المعمّد منذ الرسل.
وهو ابن العطشانة وديرها في المتن بالحب الذي غمر به لبنان رسالة الحياة الواحدة.
مار زكّا. شاهدٌ أيضاً على العصر.
هو مثل الشرق لم يهدأ.
كان يحس ان لعنة أصابتنا.
ها هو شعبنا يفتش عن وهم غربة
يفقد ايمانه بعظام الأجداد
تقتلعه اصوليات تكفِّره تفجر كنائسه وتغتال رجال دينه وتخطف مطارنته
- أليس من سخريات القدر أن يختفي على أرض سوريا مطرانان جليلان يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي منذ عام ولا خبر ولا اشارة-
مار زكّا رفض حصار العراق واحتلاله
مار زكّا رفض حروب لبنان وضياعه
مار زكّا رفض ان تكون سوريا ساحة حروب الآخرين
مار زكّا رفض هجرة السريان وحثّ على الصمود والبقاء والمواطنة.
لأن الوطن ليس فندقاً نتركه اذا ساءت الخدمة – الوطن هويتنا-
هو رسول سلام وعشق للأرض

تحامل على مرضه وهمّ الشرق.
وكان سؤال يحتله
كيف نبقى نشهد هنا؟
كيف نعمّق حياتنا مع كل ابناء الشرق من كل دين ومذهب واثنية وقومية؟
كيف يمكن للعروبة الحضارية – ودمشق عرينها-  ان تكون وعاء مساواة؟
وكيف نستعيد وجه الاسلام الحنيف
ممّن يشوهون صورته بفتاوى الحقد والجهل وبالذبح وأكل الأكباد.
ممّن دخلوا معلولا يريدون أسلمتنا ونحن هنا من 1400 سنة مع الاسلام ويسموننا "صليبيين" ونحن مسيحيون مشرقيون ألف عام قبل الصليبية ويعبثون "بكسب" تذكيراً بمجازر العثمنة

انه زمن التحدي الدائم.
من صدف الأقدار ايضاً أن يرحل مار زكا في المانيا وأن يحاول بعض ابنائنا أن يُدفن هناك
وأن يُنقل المقر البطريركي الى اوروبا.
اننا نحن السريان من جذور الشرق. هنا نبعنا وتاريخنا ومقرنا وغدنا ورهاننا.
لا مجد للسريان مهما انتشروا ومهما حققوا في الغربة إلا هنا.
عزتنا في القامشلي وحمص وصدد ومعلولا وفي زحلة وبيروت وجبل لبنان ونينوى وليس في ستوكهولم ولا في غيرها من عواصم الدنيا.
انه زمن الوعد أيضاً
ان مار زكّا أغمض عينيه يرتّل هانئاً.
قد تمّ. كل شيء كان حسناً.
وها ان الكنيسة تجدد عهدها الى نهاية الزمان
وتنتخب بوحي الروح مار افرام الثاني راعياً- وهو مَنْ مجد انطاكية أُعطيَ له-
على صدره صليب الشرق
وعلى كتفيه مصير شعب.
وكلنا معه حتى لا تغيب الشمس عن السريان
وحتى سوريا مكللة بالنصر
وحتى شرقٌ جديد علمه حرية وكرامة الانسان واحترام التنوع والتعدد
وما يعزينا ويفرحنا
أن لدينا في السماء مَنْ يشفع لنا لسوريا وللشرق
وآخر عنقودهم مار زكّا عيواص.
__________________________________________________________________________

كلمة الملفونو حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية في الحفل التأبيني للبطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص في دمشق الاثنين 5 أيار 2014

No comments:

Post a Comment