Saturday, August 31, 2013

العدوان على سورية .. عش الدبابير /سامي كليب

العدوان على سورية .. عش الدبابير

سامي كليب

ما ان يغادر المفتشون الدوليون غدا السبت دمشق، حتى يبدأ العد العكسي للعدوان على سورية. حدد باراك اوباما بوضوح وقبله وزير خارجيته جون كيري حدود هذا العدوان ، فهو لن يكون بريا بل محدود بالوقت ولن يشبه ما حصل في العراق وافغانستان .

فماذا حصل في الساعات القليلة الماضية؟

كانت ساعة الصفر مقررة فجر الخميس. أراد اوباما ومعه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزراء بريطانيا دايفد كاميرون ان يفاجئوا الجميع بضربات سريعة تطال اسلحة سورية استراتيجية ومواقع للنظام ويتم ايضا قتل بعض الرموز العسكرية والحكومية وربما بعض المطارات وما سيقولون انها مختبرات كيمائية.

سعى اوباما في الايام الماضية الى اقناع الروس ببنك اهداف، وكان يأمل ان يوافق الرئيس الروسي بوتين على الضربات المحدودة مقابل صفقة متكاملة يتم بعدها عقد مؤتمر جنيف 2 والاتجاه نحو حل سياسي يقضي بابعاد الرئيس بشار الاسد عن السلطة وتوسيع قاعدة النظام الحالي وادخال الائتلاف الوطني السوري شريكا في الحكم بعدما نجحت السعودية في التخفيف من حضور الاخوان المسلمين وتعزيز تيارات اوسع من ميشال كيلو الى احمد الجربا.

كان الرفض الروسي قاطعا. لن يقبل بوتين باي بنك للاهداف لا ان كان مئة هدف ولا ان نزل الى 10 اهداف . اكثر من ذلك . قدمت موسكو تقريرا مفصلا يحتوي على معلومات دقيقة عن استخدام مسلحي المعارضة غازات كيمائية . دعمت ذلك بصور اقمار صناعية وتقارير طبية وشهادات .

تؤكد المصادر الروسية المطلعة ان " الاستخبارات الاميركية " سي آي اي هي التي " فبركت " قضية الاسلحة الكيمائية. قالت موسكو هذا الكلام علانية لممثلي الدول الكبرى في مجلس الامن . ذهبت موسكو الى حد القول اذا كان النظام السوري استخدم ايضا اسلحة كيمائية فلنقدم جميعا الدلائل الى المجلس ونكلف لجنة استشارية بدراسة ذلك وتحديد المسؤوليات ولتقل من استخدم الكيمائي وحينها نعاقبه جميعا بقرار جماعي في مجلس الامني .

ذهب رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان قبل ذلك الى موسكو . سمع من بوتين كلاما حرفيته التالي : " لا يفكرن احد بان موسكو ستقبل بتغيير المعادلة في سورية لصالح المعارضة المسلحة، وعليكم ان توقفوا دعم الجماعات الارهابية. وبدلا من ان تحولوا انتم كعرب والسعودية الصراع من عربي اسرائيلي الى عربي فارسي او شيعي سني عليكم ان تعودوا الى قضيتكم المركزية فلسطين ... "

فهم الامير بندر ان لا مجال للصفقات . فهم الامر نفسه المبعوث الدولي جيفري فيلتمان في ايران حيث سمع من كبار القادة الايرانيين كلاما مفاده " ان دمشق خط احمر ولا نقبل مطلقا باي صفقة تنهي النظام الحالي ولن نقبل باي تسوية سلمية مع اسرائيل " . فيلتمان خبير بالشرق الاوسط، فهو يتحدث العربية وعمل في العراق بعيد تدميره، وفي القدس خلال ضياع فلسطين وفي لبنان ابان خرابه . ايران تعرفه جيدا ، وتفهم انه لم يأت مبعوثا من الامم المتحدة وانما من ادارة اوباما . عاد خالي الوفاض . لا بل ان آخر الوساطات التي قام بها السلطان قابوس بين ايران وواشنطن لم تنفع .سارعت واشنطن للضغط على جامعة الدول العربية لاستصدار بيان يدين الاستخدام الكيمائي ويحمل السلطة المسؤولية . فعلت الجامعة حتى قبل ان يصلها اي تقرير تفصيلي عن ذلك .

التقارير التي وصلت الى الادارة الاميركية كانت تشير الى ان الجيش السوري بدأ يحقق تقدما كبيرا في الريف الدمشق وانه لم يبق سوى 20 بالمئة من المتحلق الجنوبي. وصلت تقارير اخرى تقول انه بعد الريف قد ينتقل الجيش وحلفاؤه الى مناطق اكثر تاثيرا ما يعني قلب المعادلة العسكرية والسياسية.لو ذهب الجيش الى حلب وسيطر عليها كان مصير اردوغان وربما بعض دول الخليج على المحك.

بعثت اسرائيل تقارير اخرى تؤكد ان حزب الله تلقى في الاونة الاخيرة اسلحة استراتيجية خطيرة عليها وان جزءا من هذه الاسلحة لا يزال مخزنا في سورية ولا بد من تدميره . لا يهم اسرائيل من يحكم سورية ، الاهم هو القضاء على اي قدرة للجيش السوري او لحليفه الاستراتيجي حزب الله من الحصول على اسلحة استراتيجية .

كان السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله قال بوضوح انه في حال حصلت حرب هذه المرة فان الدخول الى فلسطين بات قاب قوسين . ظهر السيد نصرالله علانية امام مؤيديه في خطابه ما قبل الاخير. اي انه خرق كل المراقبة الامنية الاسرائيلية والغربية . وبالتزامن مع ذلك ظهر الرئيس الاسد ايضا بين ناسه خارقا كل الاجراءات الامنية . شعر خصوم الطرفين ان الاسد ونصرالله يتصرفان كمنتصرين . بدأت المعارضة المسلحة ترفع الصوت ان المعادلة العسكرية تنقلب وان الغرب وقطر والسعودية ما عادوا يرسلون شيئا وان النظام يبيدهم .

ارتفع منسوب القلق الخليجي ولكن ايضا التركي والغربي بعد معركة القصير . تبين ان الجيش السوري وحليفه حزب الله وضعا استراتيجية عسكرية برعاية ايرانية روسية مرشحة لقلب المعادلة . فماذا لو ربحوا الحرب ؟ هذا يعني انهيار
]
Top of Form

Bottom of Form


No comments:

Post a Comment