Sunday, August 11, 2013

تعريفات اعلامية محاضرة جامعة اللويزة

معالم إعلامية
الإعلام والتضليل الإعلامي
1  الدعاية
الإعلام هو أقدم وسيلة واسعة النطاق للدعاية أو الترويج. وقد بدأ الإعلام الحديث في الثلث الثاني من القرن العشرين
بتعيين الزعيم الألماني أدولف هتلر لداعيته جوزف غوبلز وزيراً للدعاية. وكان إعلام الأنظمة الشمولية كالنظام الستاليني
في روسيا حتى ذلك الوقت يقوم على ما يمكن أن نسميه «إخفاء القبيح وإظهار الحسن »، وهو في بداياته كان نوعاً بريئاً
من الإعلام وإن كان فيه كثير من المبالغة في «إظهار الحسن ». لكنه مع غوبلز تحوَّل الى أداة للسيطرة الثقافية التامة
على المجتمع، لأنه خرج من إطار الرقابة على وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة ليشمل جميع أنواع المطبوعات والفنون
والموسيقى والرقص والرسم وأنواع الترفيه من أصغر قرية الى أكبر مدينة في البلاد.
2  الحرب النفسية
مع احتدام الحرب العالمية تم إدخال عنصر إضافي الى الدعاية المنفوخة بالمبالغة، هو الإعلام كسلاح في الحرب لا تقل
مفاعيله عن المدافع والطائرات وبقية الأسلحة. وهذا السلاح تم تطويره كثيراً في مراحل لاحقة من الحرب الباردة وحروب
التنافس السلمي. وقوام الإعلام في الحرب النفسية هو التخويف والإيهام بأشياء موجودة يجري تضخيمها، أو بأشياء
غير موجودة تُستخدم للمناورة وكأنها موجودة في الواقع.
3  الحريات الإعلامية
لم يكن في العالم وليس فيه الآن ما نسميه الحريات الإعلامية التامة حتى في البلدان التي تسمي نفسها حرة
وديموقراطية، لأن وسائل الإعلام المعاصرة كصناعة تقنية متقدمة بحاجة الى موارد ضخمة لبقائها في السوق وسط
منافسات حامية غايتها الحصول على أكبر قدر من الموارد، وبالتالي فهي محكومة بسقف مصادر مواردها، وبالتزامها
بمراعاة تلك السقوف. ولذلك فإن الحريات الإعلامية تتفاوت بين وسيلة وأخرى، وبين مستويات القائمين على تلك
الوسائل من نواحي الكفاءة المهنية والتقنية والفكرية.
4  تعريف الإعلام
هناك تعريفات كثيرة لما نسميه الإعلام معظمها تعريفات عمومية، مثل الإعلام الحر، أو الإعلام الموجَّه، أو الإعلام
الدعائي ، أو الإعلام التضليلي، أو الإعلام الاستخباراتي وما الى ذلك. لكن هذه التعريفات واسعة وعمومية الى درجة
تحتمل معها أي تأويل متاح في قاموس التأويلات.
5  الإعلام والتضليل الإعلامي
هذا ما يطلقون عليه بالإنكليزية عبارتي Information and Disinformation
وهاتان العبارتان قد تكونان مستقلتين الواحدة عن الأخرى، بمعنى أن يكون الإعلام مجرداً أو التضليل الإعلامي مفتعلاً
في سياق خاص، وقد تكونان متلازمتين، وهو الأغلب، لتمرير التضليل على ظهر المعلومة الإعلامية البريئة. وهناك معيار
لفصل الحب عن الزؤان هو التعريف العالمي المتعارف عليه للإعلام بأنه وسيلة لتخفيف الغموض بإلقاء الضوء على ما
هو غامض، لأن من طبيعة الإعلام التضليلي زيادة الغموض وزرع الشك حيث يكون اليقين مطلوباً.
6  الحاجة الإعلامية
كانت الدعاية عن طريق الإعلام حاجة إنسانية ملحَّة في حالات الحرب والسلم، لكنها منذ الثورة الصناعية، بل من أقدم
الأزمنة أصبحت حاجة اقتصادية وترويجية للسلع والخدمات والتعريف بها، مما حمل القائمين على الإعلام فتح فرع
إعلامي مستقل أطلقوا عليه اسم «الإعلان » لأنه وسيلة إعلامية عن شيء محدد كالسلع والخدمات والمعروضات.
أما الحاجة الإعلامية، بالمعنى الصحافي الدارج من حيث البحث عن الأخبار أو القيام بتحقيقات مكتوبة أو سمعية بصرية،
فهي اعتراف بأن معرفة الإعلامي ناقصة أو غير وافية فيسعى لاستكمالها بالتقصي أو السؤال والجواب، أو
الملاحظة، أو بتوسيعها وتقليصها حسب الإطار الذي يعمل فيه من مسموح وممنوع.
7  السعي الإعلامي
هو الجهد الواعي والمتعمد للحصول على المعلومات لسد ثغرة من الجهل بموضوع ما، أو استجابة لحاجة أو لغاية. وهذا
عادة شغل الإعلاميين السعاة، تفريقاً لهم عن كتَّاب المقالات أو مديري السجالات والمناقشات، على طريقة عمل خلية
النحل.
8  السلوك الإعلامي
ليس المقصود بعبارة «السلوك الإعلامي » السلوك الشخصي للإعلاميين، أو توجهاتهم الفكرية أو العقائدية أو
السياسية، لكن المقصود هو السلوك المهني من حيث طريقة البحث عن الأخبار أو الخلفيات أو الظروف المتعلقة بأي
موضوع أو حدث. وهذا عادة يكون أمراً مقصوداً أو مرسوماً وبالتالي فإن طريقة الحصول على ما هو مقصود هي التي
تحدد السلوك الإعلامي. وينطبق هذا أيضاً على الحالات غير المقصودة بمعنى الحصول على شيء غير مقصود بطريق
المصادفة خلال البحث عن شيء مقصود.
الإعلام النقدي
هذا النمط الإعلامي ليس جديداً بالمعنى الزمني، لكنه جديد في إطاره الفكري. وعندما كان الشعراء العرب قبل الإسلام
وبعده، وخصوصاً في سوق عكاظ، هم الوسائل الإعلامية الشائعة والذائعة الصيت في زمانها، كان الهجاء في الشعر هو
الإعلام النقدي في ذلك الزمان. أما في العصور الحديثة منذ الثورة الصناعية في الغرب الى اليوم، فإن الإعلام النقدي
اتخذ منحيين:
المنحى الأول، هو منحى نقد الرأسمالية والهيمنة الدولية
والمنحى الثاني هو المنحى الفلسفي الذي يمكن القول بأن المفكر الشيوعي كارل ماركس هو الذي أشاعه عندما وضع
كتابه: «مقدمة لنقد الاقتصاد السياسي )Preface to the Critique of Political Economy( »
وقيل يومها، ويقال اليوم، بأن كارل ماركس فعل ذلك كتمويه، أو كاموفلاج، للنظرية الماركسية.
على أن الإعلام النقدي بات اليوم ينطبق على المستويات العمومية للإعلام، وأبرزها ثلاثة مستويات:
> مستوى المعلومات بمعناها الواسع حيث لا قيود على «نظام المنطق المعلوماتي )Infological System( »
> مستوى المعلومات بالمعنى الضيِّق، أي عندما يكون نظام المنطق المعلوماتي مؤلفاً من عناصر مركَّبة كالهدف،
والإطار، والوسيلة.
> مستوى الإعلام المعرفي، أي عندما يكون النظام مؤلفاً من هياكل أو تركيبات معرفية، كالثقافة، والمعارف،
والمعتقدات، والأفكار، والصور وما الى ذلك.
تبعاً لذلك، فإن هذا التعقيد في مفهوم الإعلام الحديث يمكن فهمه من تطور المهنة الإعلامية ومرورها بأربعة تحولات
ملحوظة في الصحافة اللبنانية بشكل واضح:
بدأت كهواية لدى بعض المستنيرين حيث كان في كل بلدة لبنانية تقريباً جريدة أو مطبوعة أو أكثر، ثم أصبحت حرفة
فضمرت في الأرياف وانتقلت لتتجمع في المدن الأساسية، ثم أصبحت مهنة لها شروطها وقواعد لمزاولتها، فانتقلت
الى العاصمة حيث أصبحت صناعة مكتملة المواصفات الصناعية، من المعدات الحديثة الى الأسواق التي تحكمها قواعد
العرض والطلب، الى الكليات الإعلامية لتخريج دفعات جديدة من الإعلاميين المحترفين.

No comments:

Post a Comment