Monday, December 11, 2017

ثمانون سليمان الفرزلي ( 'اطال الله بعمرك) اديبا و مؤرخا و صحفيا و مثقفا و شاعرا و قريبا و صديقا و رفيقا

ثمانون
سليمان الفرزلي ( 'اطال الله بعمرك) اديبا و مؤرخا و صحفيا و مثقفا و شاعرا و قريبا و صديقا و رفيقا

١١ كانون الأول ٢٠١٧

ثمانون عاماً أصبُّ الحبرَ في الورقِ
وأُعمِلُ الفكرَ في نومي وفي أرقي

وما جنيتُ كثيراً من منافعها سوى
ما حلَّلَ الله، بالجهدِ والعَرَقِ

فكم سهرتُ ليالٍ لا أبارحها
أضمِّخُ الحرفَ مسكاً، فاحَ بالعبقِ

كثُرَ القليلُ لمن بالعقل منفتحٌ
كما قلَّ الكثيرُ لكلِّ منغلقِ

كثُر القليلُ لأن الحبَّ باركه
كنفحةِ العطرِ تمتدُّ في الأفقِ

يا أسرعَ الحاسبين، صرتُ اليوم
محتسباً، اليه، فلا خوفي ولا قلقي

للاَّدغين لا أرجو لهم لَدَغاً
فما طُرُقُ الأشرارِ من طرُقِي

عتقُ الرقاب للمسترحمين منى
فليس همِّي مع الأيام في عَتَقِي

عتقتُ نفسي بنفسي من بدايتها،
بعيداً عن زحام الناس في النفقِ
With

Friday, December 8, 2017

رسالة رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري إلى أسرة الجامعة في ما يتعلق بقضية القدس

رسالة رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري
إلى أسرة الجامعة في ما يتعلق بقضية القدس


أعزائي أفراد أسرة الجامعة الأميركية في بيروت،
في 26 تموز، أشاد الرئيس دونالد ترامب بالعلاقات الأميركية اللبنانية. وكان يقف إلى جانبه عضو مجلس أمنائنا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وقد أثنى الرئيس ترامب على لبنان "المناصر للاستقرار" في منطقة مضطربة. وفي التفاتة تُذكر، أشار إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لمهمتنا المستمرة منذ مئة وخمسين عاماً "لتثقيف أجيال من القادة" بالدعم الأميركي.
هذا الأسبوع، جعل الرئيس ترامب مهمتنا بإنشاء قادة مفكّرين ومعتدلين ومتقبّلين أكثر صعوبة عندما اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، مقوّضاً الجهود الأميركية لقيادة السلام في الشرق الأوسط بشكل فعّال.
منذ إنشائها في العام 1866 لتمكين الشعوب العربية بالتعليم وحرية الفكر والتعبير، دأبت الجامعة الأمريكية في بيروت على تأييد حق تقرير المصير لسكان هذه المنطقة. وفي 6 شباط 1919، ألقى رئيسنا الثاني هوارد بلس خطبة تاريخية في "مؤتمر باريس للسلام" مطالباً بإنشاء ما دُعي لجنة كينغ-كراين لتحقيق "رغبات وتطلعات" شعوب سوريا العثمانية السابقة. "الحكومات الوطنية التي ستستمد سلطتها من مبادرة الشعوب وإرادتها الحرة" والتي تطلّع إليها الرئيس بلس، تأخّرت كثيراً. وهي لم تتحقق بعد للشعب الفلسطيني.
الالتزام بفلسطين هو واحدة من السمات المميزة للجامعة الأمريكية في بيروت. ففيها صاغ المؤرخ الدكتور قسطنطين زريق مصطلح نكبة (كارثة) العام 1948. وفي الجامعة تشكّل الفكر السياسي والأدبي الفلسطيني بدرجة كبيرة.
هنا علّمنا العديد من الشخصيات الفلسطينية الأكثر تأثيراً، وسنواصل القيام بذلك. وهذا الأسبوع فُجعنا برحيل إحدى هذه الشخصيات، خريجنا وعضو مجلس أمنائنا عبد المحسن القطان (بكالوريوس في ادارة الأعمال 1951)، وهو كان نموذجاً للعناية والمسؤولية الاجتماعية وقُبول الآخر. وهو، مثل آخرين كُثُر، حلم بفلسطينَ مزدهرة ومستقلة يمكن أن تتحقّق عن طريق العقلانية، والتعليم، والعمل الجاد.
نحن نتّفق مع الرئيس ترامب على أنه من الحماقة تكرار أخطاء الماضي. ولكن لا يسعنا الموافقة معه على أن حق إسرائيل في تحديد عاصمتها هو شرط ضروري لتحقيق السلام فيما يُمنع هذا الحق ذاته عن شعب فلسطين. إننا نرى أن هذا لا يتّفق مع القِيَم الأساسية الأميركية للعدالة بالمساواة للجميع، ونخشى أنه سوف يُبعدنا عن هدف الجامعة الأميركية في بيروت "بأن تكون لشعوب المنطقة الحياة وتكون حياة  أفضل." كرئيس للجامعة الأميركية في بيروت، أتبنّى هذه المبادئ الشاملة وأكرر مطالبة سَلَفي بشكل أفضل من المواطنة والحكم، ينبثق من المبادرة والإرادة الحرّتين للشعوب نفسها.



Wednesday, June 7, 2017

أقباط مصر ومسيحيو لبنان: ملاحظات بقلم جهاد الزين

تاريخ النشر June 6, 2017 03:14
A A A
أقباط مصر ومسيحيو لبنان: ملاحظات
الكاتب: جهاد الزين - النهار
في الشعور القوي الذي تثيره إعادة “اكتشاف” تعبير ولو غير جديد مثل تعبير “المسيحيين الأوائل” لوصف المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط هناك حقيقة أن النزيف الهائل المتواصل لهؤلاء لا يمكن تعويضه: ليس فقط بالنسبة للمسلمين بل أيضا للمسيحية الغربية نفسها التي لم تستطع دولُها الكبرى أن تنفي شبهة تأثير سياساتها العربية، إن لم يكن تواطؤ هذه السياسات، في تفعيل نزوح هذه البيئة التي استقبلت، بل أسست، المسيحية الأولى.
لست هنا في مجال تأملات أنتروبولوجية إلا بقدر ما يصح التأمل في أنتروبولوجيا المستقبل أو في الانتروبولوجيا كأداة مستقبلية!
المنطقة تشهد منذ 2003 ثم 2011 تحولات من تلك اللاعودة فيها. لكن الذي أثار موجة جديدة من الذعر، ولا أقول المخاوف، هو ظهور التركيز مؤخَّراً على إيذاء وترهيب الأقباط في مصر بشكل ليس مُركَّزاً فقط بل عبثيٌ أيضا بحيث يبدو جميع المتضررين، وعلى رأسهم الدولة المصرية، وكأنهم أمام قدَر لا يمكن ردُّه بسبب تداخل الفاعلين والمشبوهين حتى لو كانت الأداة الطاغية، الواضحة الغامضة معاً، هي أداة النوع الأكثر توحّشاً من الاسلام الأصولي، وهو تيار حديث (مودرن) وليس قديماً.
حتى لا أسمع تعليقاتٍ منتظرةً عن أن “الإكزودوس” ليس مسيحيا فقط بل هو من كل المكونات الدينية والطائفية، وهي تعليقات صحيحة إنما تُستخدم لتهميش الحالة المسيحية الخاصة في هذا الوضع الانهياري، ألفت النظر إلى أننا بصدد التوقف عند هذه الحالة لا لأنها الوحيدة بل لأنها الفريدة. طبعا علينا أن نضيف فورا هنا ان الوجود المسيحي كوجود أقلاوي يحمل معه كل مسألة الأقليات المسلمة الآتية من التراث الإسلامي للمنطقة كالدروز والعلويين والاسماعيليين، أو غير المسلمة وغير المسيحية كما العديد من الأقليات العراقية السابقة للإسلام والمسيحية.
خسارة المنطقة التي لا تعوّض تشمل بل تبدأ طبعا بخسارة يهودها، الخسارة التي أصبحت مكتملة عبر انقراض الحي اليهودي في المدن العربية والمسلمة منذ بدأ ثم نُفِّذ مشروعُ تأسيس إسرائيل في فلسطين. لذلك مسألة الوجود اليهودي اليوم كعنصر قوة في تكوين المجتمعات العربية والمسلمة أصبحت غير قائمة عمليا وهي لا تعني مطلقا وجود المجتمع الإسرائيلي بيننا الذي هو مسألة “جديدة” كليا ومختلفة حتى مع التنامي المتزايد للتسليم العربي والمسلم بهذا الوجود. لكن دولة إسرائيل والعلاقات معها موضوع مختلف عن “الحي اليهودي” الداخلي في مجتمعاتنا.
الضرب على الشرايين القبطية للجسد المصري هو لا شك ضرب ليس فقط لمعنى مصر بل ضربٌ لمصر بذاتها. صحيح أن إمكان استعادة مشروع ديموقراطي تحديثي لمصر ضد النزوع المحافظ الرجعي والتكفيري للإسلام الأصولي، خصوصا بعد موت مشروع ولادة اسلام تركي ديموقراطي على غرار التيار المسيحي الديموقراطي في أوروبا،، المشروع الذي ذبحه في السنوات الأخيرة “حزب العدالة والتنية” بقيادة رجب طيِّب أردوغان…
صحيح إذن أن التحديث المصري مرتبط بتحولات وطاقات النخبة المسلمة وغير منفصل عن المساهمة العضوية للنخبة القبطية فيه. لكن الموضوع يتخطّى ذلك من حيث أنه بات مسألة خطر حقيقي يهدد وجود التنوع المصري.
هكذا تبدو النخبتان “البارزتان” المسيحيتان وبمعنى ما “الباقيتان” (مع كل الاعتذار عن هذا التعبير المجازي بين هلالين من مسيحيي الدول المشرقية الأخرى) هما الكتلة العددية القبطية والكتلة السياسية المسيحية اللبنانية. الأولى تواجه مسألة وجود رغم ضخامتها العددية والثانية تواجه مسألة قلق وتوتر الصيغة السياسية للدولة اللبنانية.
إذا كانت زيارة البابا لمصر قبل أسابيع تعبيرا موفّقا عن رسالة دعم للأقباط وللدولة المصرية تلقّفَتْها الدولة في ظروفها الصعبة باحتضان رصين، فإن انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية كقوة مسيحية شعبية أولى في لبنان ( بمعزل عن متاهة النِسب) كان تعبيرا أيضا عن وعي النظام الإقليمي والدولي بضرورة العودة إلى ترجيح سياسي مسيحي جدي داخل الدولة بعد إهمال طويل! لكن مشكلة هذه “العودة” التي يمثلها ميشال عون عدا انسداد آفاق الإصلاح العميق أمامها في ظل نظام وطبقة سياسية قويين وفاسدين، هو انشغال أجنحة المسيحية السياسية العائدة بما أسميه الضعف المبكر أمام الرأسمال الداخلي والخارجي. وهذا ما يجعلها تسقط في فخ الأجنحة الأخرى المتمرسة بلعبة استخدام الرأسمال والنائمة على إرث معروف وذكي من الصفقات ولكنه إرث مكشوف.
لكي أكون صريحا، أنا لا أعترض على الميل الاستراتيجي أو البعيد المدى في طرح مسألة الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة لدى بعض ممثلي العونية السياسية التي تذوق طعم الصدارة الدستورية للمرة الأولى بعد نضال طويل، فهذا الميل أجده حيويا بمعزل عن التوافق أو الاختلاف على طروحاته هنا أو هناك ولو كنتُ أظن أن وسائل جديدة لتعزيز الحضور المسيحي في لبنان، بما يخدمنا جميعا اليوم كلبنانيين، يجب أن تظهر أما استعادة بعض مفاهيم “المسيحية المقاتلة” فقد استهلكتها حرب 1975 – 1990.
إذن الذي أعترض عليه في المشهد المسيحي اللبناني بعد الانتخاب البالغ الدلالة لميشال عون رئيسا للجمهورية ليس هذا النزوع الاستراتيجي المسيحي، خلافا لكثير من الانتقادات التي لا أعيرها أهمية خارج المماحكات التقليدية، وإنما أعترض على الانجراف الذي يظهره البعض ودون مبرر كاف للقبض السياسي على الصفقات الرأسمالية. طبعا أعرف أنه من السذاجة مطالبة قوة حاكمة بعدم وجود صلة لها بالرأسمال الكبير. هذه الصلة بديهية في كل أنحاء العالم. ولكني مُفاجَأ بحجم الانطباع عن اندفاع للسيطرة أو الشراكة الاقتصادية يعطيها بعض من يُفتَرَض أنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك، خصوصا أن المستنقع اللبناني يجعلهم يقفون إلى جانب عديدين متنوِّعي الطوائف والطائفيات من هم أكثر تمرُّساً منهم بذلك خبرةً ووقاحة. أتحدث هنا عن المبالغة في الارتباط مع الرأسمال الكبير ولا أتهم أحدا في هذا السياق بالضرورة، إذْ قد تكون هناك ربما افتراءات في التهم ولكن الأكيد أن مناخا “ماليا” غير صحي أو مشوّشاً يواكب انطلاقة العهد الجديد.
الموضوع المسيحي في لبنان هو اليوم موضوع قيادة مسيحيي المنطقة والمساهمة في قيادة إعادة صياغتها إذا أحسن العهد الجديد التخطيط لهذه القيادة، دون السقوط في وهم إمكان “إعادة بناء الدولة”، التعبير الذي بات يكرره كثيرا الرئيس ميشال عون وأنصحه بعدم تكراره لصالح سياسة تثبيت الاستقرار اللبناني ومكافحة ما أمكن من الفساد المسلم المسيحي.
على عاتق مسيحيي لبنان، من حيث هم قوة نوعية (أوسع من ناعمة) تتعلق بالمؤسسات الثقافية والجامعات والليبرالية الاجتماعية والاقتصادية المتأثرة بتقاليد تحديثية، تقع قوة إعادة إنهاض لبنان معنى ودورا بمشاركة الجزء الحيوي الواسع من نخب المسلمين المتمكنة تحديثيا في الداخل والخارج.
لبنان الدولة صعبةٌ إعادةُ بنائه بل المستحيل ذلك. فمعادلة الدولة التافهة – النظام القوي باتت نهائية في الجيل الراهن من المنطقة والبلد. لكن باستطاعة الرئيس عون أن يعطي مثالا لرئاسة غير مشوشة ونظيفة وأن يكشف أو يردع ما أمكنه ذلك. هذا ليس مجرّد كلام إنشائي في البلد الذي تقع على عاتقه اليوم قيادة عملية إنقاذ المعنى السياسي الثقافي للوجود المسيحي في كل المنطقة.
*
** راجع مقال جهاد الزين . السبت 3-6-2017: حذار الانفجار المصري المقبل لأنه سيكون ضد المنطقة.

Tuesday, March 14, 2017

كلمة منصور بطيش حول كتابه المالية العامة - ايرادات الدولة اللبنانية

إنَّـهــــــا الأرقــــــــامُ وتـعـقـيـــــداتُـهــــــــــا، وبَـعــــضٌ مــــن حُـــلــــــــول.
طـِـــــوالَ أكـــثَــــــــرَ مــــــن رُبــــــعِ قَــــــــرنٍ، كـنـــــتُ أســتَـمِــــــعُ إلــــــــى الـنِـقـــاشـــــــاتِ، العَـقـيـمَــــــــةِ فــــــــــي أكــثـــــــرِ الأحــيــــــــان، حَــــــــــولَ الاقـتِـــصـــــــــادِ اللُّــبـنــــانـــــــي بِــشَــكــــــــــلٍ عــــــــام والـمــــالــيَّـــــــة الـعــــامّــــــة بــشَـكـــــــــلٍ خـــــــــــــاص.
نـقـــاشـــــاتٌ كــانَـــــتْ تَــحـتَــــــدِمُ أحـيـــــانـــــــاً، لَـكِــــــن دونَ جَــــدوى، بَـيـــــــنَ اقــتِـصـــــاديّــيــــــن مَـعـــــروفــيــــــــنَ، أصـــــــدِقــــــــــاء.
وأنـــــــا الـعــــامِــــــلُ فــــــي القِـطــــــاعِ المَــصـــرِفـــــي مــنـــــذُ ثـــــلاثــــةٍ وأربـعـيــــــنَ عــــامــــــاً، وَقَــــــــــد تآلفـــــــتُ مَــع دِقَّــــــــةِ الأرقــــــــامِ ومَـدلـــولاتِــــــها، قَــــــــــرَّرتُ أَن أتَـعَـمَّــــــــقَ بتِلـــــكَ العــائـــــــدَة للقِطــــــاعِ العـــــــام مِن مَنظورٍ مُـتَــجَــــــــرِّدٍ عِلمــــــي.
فَــتَــــبَــيَّـــــنَ لـي أنَّ أبـــــــــوابَ الهَــــــــدْرِ مُــتَـــــنَـــــوِّعةٌ ومُــتَـــعَـــــدِّدةُ الأَوجُـــــهِ، أَذكـــــــرُ مِنهــــا علــى سَبيــــلِ المِثـــــــالِ لا الحَصـــــر: 
-      بـــــــــابُ إيــــــرادات الخَــزيـنـــــــة C.G.R.
-      بـــــــــابُ الكَهـــرَبـــــــــاء
-      بـــــــــابُ النَّـفَــقــــــــــــات
-      وبـــــــــابُ الـفَـســــــــــادِ المُسْتَــــشْــــــري في الإدارة
وعــنــدَمـــــا انْـــجَــــلَـــــــت الصـــــورة، إخــتَـــــــــرْتُ بــدايَـــــــةً مَـــوضــــوعَ الـكَـهــــرَبـــــــــــاء مُــنــــــــذُ عـــــامَــيـــــــنِ ونـــيِّــــــف، لِمـــــا يُــشَــكِّـــــــلُــــهُ مِــــن عِـــــــبءٍ إقــتِـــصــــادي ومُجـتَــمَــعــــــي.
ومُـــؤَخّـــــــراً، انــكَـــَبـبَـــــــتُ علـــى قِـــــراءةِ إيـــــــراداتِ الدَولَــــــةِ اللُّبـنــــانيّــــةِ وتَحليــــــلِ بُنْــــيَــتِهـــــــا، وُصـــــولاً إلـــى استِخــلاصـــــــاتٍ ومُــقْـــتَـــــرَحــــــاتٍ، عَــلَّـــهـــــا تُسْــهِـــــــمُ فـــــي تَصـويـــــبِ مَســـــارِ اقــتِـــصادِنـــــا الوَطَنــــــي.



لقــــــد تَوَضَّــــــــح لــــــي أولاً، أنَّ مُشكِلَــــــــةَ الكَهرَبــــــــاء أثَّـــــــــــــرَت سَلبــــــاً علـــــــى الاقتصـــــــــــاد اللبنانـــــــــي ونُمــــــوِّهِ مُـنـــذُ أوائــــلِ التِسعينـــات، والتـــــي نَجــَـــــــــمَ عَنهــــــا عـَجــــــــزٌ مُتَــــــــراكِــــــــــم بَــــلَــــــــــغَ مَجمُوعُـــــــــــــــه أكــثــــــرَ مـــــــــــن ثَـلاثــــةٍ وثــــلاثــيــــــــنَ 33 مـلـيــــــــار دولار، يُمَثِّـــــــــلُ حـَـوالـــي 44٪ مـــــن إجمــالـــي الـدَيـــــــنِ الـعـــــــام.

وأنَّ الهــَــــــــدْرَ كَــبيـــــرٌ فــــــي قِـطــــاع الكَهــرَبــــــــــاء، وهــــــــوَ هَـــــــــدْرٌ فــنّــــيٌّ مـــن جِهَـــة وغَـيــــــــرُ فنّـــيٍّ (سَــرِقـــــة) مــــن جِهَــــــةٍ ثـــانيــــة. كــمـــــا وأنَّ التَـعـــرِفَــــــة مُنخَفِـضَــــةٌ وهــــي دونَ الكُــلـفَــــــــة، وقـــد جَــــــــرَت مُحـــــاولاتٌ مُتَـكـــــرِّرَة لِــرَفعِــهـــــا، جـوبِــهَـــت بالـــرَفـــــضِ مِـــن قِـــبَــــل بـعـــــضِ المســـؤولـيــــــن.

وأنَّ الدَعــــــمَ عَلـــى فاتـــــورة الكَهرَبــــاء الرَّسـمـيّــــــة مُعــمَّــــــــمٌ، يَطــــــالُ الجَميــــــع، أثــريـــــــــاءَ وفُـقَـــــــراء، عِــــوَض أن يَكـــونَ الــدَّعـــــمُ مُوجَّـــهـــــــاً لأصحــاب الدَخــــلِ المَحــــدود وللصِّـنــــــاعـــة الوَطـنـــيَّـــة. كَــمـــــا وأنَّ إمـكــــــانـــيَّــــــةَ الإصــلاح فـــــــي قِــطــــاع الكَهـــــرَبـــــــاء مـَـــوجــــــودةٌ إذا مـا خَــلُـصَــــــت الــنَـــــوايــــــــــا.

وتَـبَيَّـــنَ لي ثـــانِـيــــــاً وبالأرقـــــــام، وهُــنــا بَـيـــتُ القَصــيـــد، أنَّ الهَــــدرَ كَـبـيـــــــــرٌ فـــــي إيــــــــراداتِ الـــــــدَولــــــة اللبنانيّـــــة ويَتجــــــاوزُ الهَـــــــــدرَ فـــــــي النَّفَـــــقــــــــات، وهـــــــــو نــــاتـــــــجٌ عــــن التهــــــــرُّبِ الضَّريبـــي الـــذي أقَــــــدِّرُه بِمــا لا يَــقــــــــــلُّ عـــــــن 1,7 مـلـيـــــــــار دولار سَنَويّـــــــاً، وعـــــن المُمــــاطَـلَـــة فــــــــي استِصــــــدارِ القــــــوانيــــــــن لتَطبيــــــــقِ الضَّريـبــــــــة علــــــى البُيــــــــوعــــــــــــات العَقــــاريــــــــــة، عِــلـمـــــــاً أنَّ مـَجـمــــــــــوع الإيــــــــرادات عـــــــام 2016 كـــان بـِحُـــــدود العَــشــــــرَة (10) مـلـيــــــــــارات دولار.



وَظَهَــــــــــــرَ جَليــّـــــــاً أنَّ إيــــراداتِ الـدَّولَـــــةِ فـــــي لُـبـنــــــان هـــيَ بِـحُـــدود الــ 20٪ فقــــط مــــن إجمـالــي الـنـــاتِـــــج المَـحَــلّــــــي GDP، بَينَمــــا تَبلُــــــــغ هــــــــذه الـنِـســبَــــة:
  41٪                 في دُوَل مِنـطـقـــة الـيــــــورو Euro Zone الـ 19 
               (وتَـصِـــل إلى 43٪ فـــي فَــرنـســـــا)
و 27٪        وفي الــدُوَلِ المُـتَـوَسِّـــطَـــةِ الــدَّخْــــل مِـــنَ الشَـريـحَــــةِ الـعُــلـيــــا
               (مِنهــــا لُـبـنــــــان)  Upper Middle Income
فَــلَـــــــو كـــانَـــــت هَــــــــــــذه الـنِــسبَـــــة فــــــــي لبنــــــان 28٪ فـقـــط، لَـكـــــــان حَـجــــمُ إيــــرادات الخَزينــــــة اللُّـــبـنـانــيَّـــــــــة ازدادَ بأكثـــــر مـن 4,5 مـلـيـــار دولار أَميـــــــركــــــــي وغـــطّــــــــــى كـــامــــــــلَ العَـــجـــز السَــنَـــوي، مــع كـــــــلِّ مـــــا يَــستَـتـبــــع ذلـــــــــك مـــــن انـعـكــــــاســــــــاتٍ إيـجـــــابـــيَّــــــــــة عـلـــــــى الاقــتِــصـــــادِ بــشـكــــــلٍ عــــــام والـمـــالـــيَّــــــةِ العــــامّــــة بــشكـــــلٍ خـــــاص.
وأنَّ هَـــــــذِهِ الإيــــــرادات العـــائِـــدة للخَـــزيـنَــــة هــــــيَ بِـنـسـبَــــــــــةِ حَــوالـــــي 75٪ ضَــــــرائـــــــبٌ ورُســــــومٌ غَــيــــــــرُ مُـبـــاشـــَـــــرةٍ، الـتـــي تُــمـــثِّـــــل فـــــــــي دُوَل مِـنـطــقـــــــــة الـيـــــــــــورو 39٪ مــــن مُجـــمَــــــــــل الإيـــــــــرادات.
أمّـــــــــا الضَّـــــــرائِـــــــب والــرُّســـــــوم المُبــــاشــَــــرة فـــــــي لـبـنـــــان Direct Revenues، فقــــــــد مَثَّـــلَــــــت حَـــوالــــي 25٪ فَقــــط مِــن مُجــمَــــــــل الإيـــــرادات، يُــقـــابـِـلُــهـــــــا فــــي دُوَل مِـنـــطَــقـــــة الـيـــــــــــورو zone Euro 61٪ مِــــن إيــــــرادات الخَـــزيــنَــــــة.
وبالتــالــــــــــي، فهُـنـــــاكَ تَـــــــوزيـــعٌ غَــيـــــــرُ عــــــــادلٍ للضَّــرائِــــــــــب الـمَـفـــروضَـــــة عــلـــــــــى الــمــــواطِــــــن اللُّـبـنــــانــــــــي، وهُــنــاكَ إمكـــــانــيَّـــــــةٌ كَـــبـيـــــرةٌ للتصحـيـــــحِ الـمــالـــــــــي دونَ إِرهـــــــــاقِ كــــاهِــــــــلِ الـطَـبَــقــــــــــاتِ المَـحــــــــــدودةِ الـــــدَّخــــــــلِ بـضَــــرائِــــــــبَ جَـــديــــــــــدةٍ، ودونَ تَحميــــلِ الــمـــؤَسَّــســــــــاتِ المُنـتِجَـــــــــة أعبــاءً إضافيَّـــة.



وتَــبــيَّــــــــنَ لـــــي أيضــاً بأنَّ الـعــامِـلـيــــــــن فــــــي الـقـِطــــــــاع الـخـــاص والمُسجَّــــــليــــن فــــــــي الصُـنـــــــدوق الوَطنــــــي للضَمـــــان الاجتماعـــــــي CNSS يَـبــلُـــــغ عَـــدَدُهُــــم حَــوالــــي الــ600 ألــــــف، وهـــــــــم مَحـــــــرومــــــــون مـــِــــــن أمــــــــــورٍ بَـــديــهــــيَّــــــــــة كضَــمــــــــانِ الــشَــيـخــــــوخـــــــة بِـمـــــــــا فــيــــــــــه الـطـبـــــــابَــــــــة، بَـعــــــد إحـــالــتِــهــــــــم إلـــــــى الــتــقـــــــاعُـــــــــد. كَمــــــا وأنَّ بَعضَهـــــــم مَحــــــرومٌ مـــــِن حَقِّــــــهِ الكامِـــــل في تعويـــــــضِ نِهايــــــة الخِدمــــة، اذ أنَّ جُـــــزءًا مِــــن راتِبــــــه لا يُسجَّـــــل رَسميّــــــاً وَفـقــــــــاً للأصول، كَـي يتَهَـــــــرَّبَ المُستخـــدِم صاحِـــــب المؤسَّســــــــة – مــــن دَفـــــــعِ كــــلِّ مـــــــا يــتَــــرتَّـــــــــــب عـلـيــــه مِـــــــن اشـتـــراكــاتٍ ورُســــــــوم.
فــي المُــقـابِــــــــــــل، هُــنـــــــــــاك حَـــوالـــــي 330 ألــــــــف لبنــانـــي يَـقـبِــضــــــــونَ مِـــــــنَ الـــدَّولــــــــةِ مَـعــــاشــــاتٍ شهـــريَّــــــــةً، ثُــــــــلـــثُـهــــــم مــــن المُـتـقـــاعِــــديـــن.
أيُّـــهـــــــــــا السّـــــــــــــادة،
مِـــــنَ البَـــديـــهـــــــي القَــــــــول إنَّ مُـكــــافَـحـــــةَ الــتَـهَـــــــرُّب الضَّـــــريـبـــــــي Tax Evasion سَـــــوف تَـــنـعَــــــكِــــــسُ عــلـــــــى حــــجـــــــمِ الــعَـــــجـــــــــــزِ المـــالـــي السَــنَــــــوي Fiscal Deficit وَتُــخَـــفِّــــــــف بالتـــالــــي مِـــــن خِـــــــدمـــــةِ الدَّيــــــــنِ العــــــام الــتــــي سـتُـقـــــــــارِب الــخـمـســـة 5 ملـيــــــارات دولار أمـيـــــركـــــــي سَــنَــويّــــــاً، واستِطـــــراداً مِـــــــن كُــلـــفَــــــــــــــة الـفــــــوائِـــــــــــــد فــــــــي السّــــــــوقِ المَحَلّـــــــــــــي.
وأنَّ الحُــــلــــــــولَ لِـمُــشـكِـــلــــــــةِ تَــفــــــاقُــــــــمِ الـــــدَيــــــنِ الـعـــــــــام، مُمـكِــــنَـــــــةٌ مِــــن خِـــلال سِـلـسِــلــــــــةِ إجـــراءاتٍ تُخَــــفِّــــــفُ إلـــــــى حَــــــــدٍّ بَعـيـــــــــــدٍ مـــــــــن الــتَهــــــــــرُّب الضَّـــريـبـــــــي ولا تَــطـــــــالُ أصحــــــابَ الــــدَّخــــــــــلِ المَحـــدود.




فــي هَــــــــــذا الـسـيــــــــــاق، نَـقـــتَــــــــرِح:
أوّلاً  :  التَــشـــــدُّدُ بتـطـبـيــــقِ قــــانـــــونِ مُكـــافَـحَــــــةِ تَـبـيـيــــضِ الأَمــــــــوال وَتَـمـــويـــــــلِ الإِرهــــــــاب رقـــــــــــــم 44 الـــــــذي يَــعــتَـــبِـــــــــــرُ "الـتَــهَــــــــرُّبَ الضَّـــــريـبـــــي Tax Evasion وَفـقــــاً للـقــــوانـيـــن اللُّبـنـانــيَّــــة" بِمـثــابَــــةِ أمـــــوالٍ غَــيــــر مَـشـــروعَــــــة، وبـالـتــالــــــي، جَــريـمَــــــةً مـالــيَّـــــةً يُـعـــاقَـــــبُ عـلـيـهـــــا كُــــلّ مــــن ارتَـكَــبَـهـــــــا أَو حـــاوَلَ ارتِــكـــابَـهــــا أَو اشــتَـــرَك فـيـهـــــــا. وعَليــــــــه، يَـجِــــبُ أن تَـتَـضَمَّــــــنَ مَـــلَـــفّــــــــــاتُ التَسـلــيـــــف لــــــدى المَصـــــارِف العــائـــدَة للشَـــــــرِكات، وَضعِيّـــــــــاتٍ مالـيّــــــةً مُـــدَقَّــــــقــــــــةً يُرتَــــكَــــزُ عليهــــا فــــي الدِّراســــــاتِ الائـتــمــــانيـــــــة، وأن يَـــتَـحَـــمَّـــــــل المُـــدَقِّـــقــــــــون  Auditors مَــســؤولـــيَّــــة أعـمـالِــهــــم عَـــــــن أيِّ حـســـــــابــــاتٍ غَــيـــــــــرِ صَـحـيـحَـــــة.
ثـانيـاً   :    إنــشـــــاءَ نِـظـــــــام داتــــــــا مَـعـلــــومـــــــات لــــدى مَـصــــرِف لُـبـنـــــان، يُخَصَّــــــص للشَـــــرِكــــــــــات المُحـــــدَّدَة وَفـــــــقَ تعــــامـيـمِــــــه، عـلـــــى غِـــــــــرار مـــــا هـــــــو مَـعـمـــــــولٌ بــهِ فـــــي فــــرنـــســـــــا Fichier Bancaire des Entreprises FIBEN وفــي دُوَلٍ أُخـــــــرى، يَــكـــــــونُ مَــرجَــعـــــاً أســــاســــيّــاً لِـتَـصـنـيــــــفِ هــــــــذه المــؤَسَّــــســــــات استِـنـــــاداً لِـبَـيـــانـــــــاتٍ مـــالـيَّــــــة مُـــدقَّـــقَـــــــة. فـتَـتَـــوحَّـــــــد بالتــالـــــــي المَـعـايـيـــــــر ويُـلجَـــــــم الـتَـهَــــــــرُّب الضَّــريـبــــــي فـــي هــــــــذا المِضـمـــــــــار إلـــى حَــــــــــدٍّ كَـبـيـــــــر.
ثالثــــاً   :    أن تُـطَـبَّـــــقَ الضَّـريـبــــــةُ علـــى الرِّبــــــح العَـــقـــــــاري دونَ إبطـــــاء، وأن تَستَــنِـــدَ الـــرُســــومُ عـلــى البُيـوعــــات العَـقــاريَّــــــة إلـــى تَـخـمـيـنـــاتٍ رسـمـيَّـــة تُـــقـــارِب أسعـــارَ الســـوق، والضَـريـبَـــةُ المُـتَــكـــرِّرة عـلـى الأمـلاكِ المَــبْــنِـــيَّــــة إلــى مَــعــايـيــــــر تُــــؤَمِّـــــــنُ الحَــــــدَّ الأدنــــــى مِـــنَ الـعَـــدالـــــــــةِ بَـيْــــــــنَ الشِـقـــــــق والأَقــســــــــامِ.
رابعــاً:  أن يُصــــار إلــــى تــأمـيــــــــن الـــرِعـــايــــــــةَ الصِــحــيَّــــــــة لِـكـــافـــــــةِ شَــــرائــــــحِ الـمُجــتَــمَـــــــــعِ اللّبنـــانــــي، تَـــدريجـيّــــــــــاً ابــتِــــــداءً مـــــــن الـعـــــام 2018، وتــأمـيــــــــن مُســــاعــــــدة مـاليَّـــــة لِقـطـــــــاع الـتَـعـلـيــــــــــم الخـــاص ضِـــمـــــن نِـظـــــــــامِ الـفَـــوتَــــــــــرة Voucher، دونَ إغـــفــال أهــمـيَّــــــة تطـويــــــر الـمــدرسَـــــة الـرَسـمـيَّــــة والجــامعَـــــة اللّبنــانـيَّــــــة ومَـعـــاهِـــــد التَـعـلــيـــــــم المِـهَــنــــي والـتِّــقَــنـــــــــي.



خِــتــــامـــــــــاً

إنَّ الأسـئِــلــــــــــةَ الــمَــطـــــــروحــــــــةَ الــيَـــــــــوم هِــــــــــي:
أوّلاً   : كَــــم يُـفــتَــــرض أن تَــكــــــونَ حِصَّــــةُ الـــدَّولَــــة مـِـــن إجـمـالـــي الـنــاتـِــــج المَحـلّـــي GDP ؟
ثــانيــــاً : كَيــــــفَ يُفتَـــــــــــرَض أن تَــتَــــــــوزَّع إيـــــــــراداتُ الخَـــزينَــــــة
× بَـيــــــن ضَـــرائِــــــبَ ورُســـــــومٍ مُـبــــــــــاشَـــــرة Direct Revenues
× وضَــــرائِــــبَ ورُســـــومٍ غَـــيـــــرِ مُـبــــــاشَـــــــرة Indirect Revenues
× وايـــــــراداتٍ أُخـــــــــــرى Other Revenues
وبـالـتــــــالــــــي، بَــيـــــــــــن مُخـــتَــــــلِــــــف شرائِـــــــح المُجـتَــمَــــــــــع؟
ثـــالــثـــاً  :   كَــيــــــفَ يُـمـكِــــــــنُ لَجْـــــــمُ الــتَـهــــــــــرُّبِ الضَّـريـبــــــــــــي؟
رابــعـــاً : كَيــــــفَ يُمكِـــــنُ تكـبـيــــرُ حَــجـــــــــمِ الاقـتِـصـــاد وزيـــادةُ الإنـتـــاجِ فيـــه، بُـغيَــــةَ تـخـفـيــــفِ الإستـيــــراد وزِيـــــادةِ فُـــــــرَصِ العَـمَــــــلِ للُّـبـنـــانـيّـيــــــــنَ فــــي بَـلَــــــدِهــــــــــم، فيـمـزِّقـــــونَ سِـمــــاتِ الهـــجـــرةِ إلـــى الخــــارج؟



منصــــور بطـيــــش

Friday, March 10, 2017

الفرزلي : لا انتخابات بلا قانون جديد. خليهم يجربوا يجب تدمير "الستين"

الفرزلي : لا انتخابات بلا قانون جديد. خليهم يجربوا يجب تدمير "الستين" والحل بالمختلط مرحليا
في حديث الى مجلة "النجوى – المسيرة" قال نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي إنه "بعد تفاهم القوات والتيار الوطني الحر لم يعد باستطاعة هذه الجماعة إلا ان تخرج بقانون انتخاب. عدم الخروج بقانون انتخاب هو بدء رد على الاتفاق سيرتد مع الوقت سلبا عليه وقد يفجره. لماذا؟ لأن قوة الدفع التي يحملها الاتفاق لجهة تحديد اهداف استراتيجية له، سواء على مستوى انتخاب رئيس أو على مستوى إنتاج قانون انتخاب يشكل مدخلا حقيقيا لإعادة إنتاج الدور المسيحي الذي اضمحل وكاد ان ينتهي حتى مع وجود قيادات اساسية عند الموارنة والمسيحيين". اضاف الفرزلي: ممنوع ما يصير قانون انتخابات. ليس المهم اليوم إنتاج القانون المثالي. المخرج الحقيقي اليوم قانون جديد لقتل قانون الستين. يجب قتل الستين كعدو فعلي ونظري. عندما تقتله تكون حققت انتصارا يدخل في ثقافة الناس. تقتله وتدخّل النسبية كثقافة وتكون تؤسس لفكرة القانون المختلط"... سئل: ألا يؤدي الارثوذكسي الى زيادة حدة الخطاب الطائفي والمذهبي؟ أجاب: "بالعكس. الارثوذكسي ينقل المنافسة الى داخل الطوائف بحيث لا تعود هناك مزايدة بين الطوائف في الخطاب التحريضي. من ينتخب نواب كسروان؟ اليس الموارنة؟ دلوني وين الخطاب الطائفي بكسروان؟ النبطية من ينتخب فيها؟ الشيعة. أين الخطاب الطائفي؟ في ايران من ينتخب النواب الأرمن والمسيحيين؟ الأرمن والمسيحيون. في قبرص من ينتخب النواب الموارنة؟ الموارنة. سئل: أي حدود للمناورات يضعها تاريخ 21 آذار كاستحقاق لدعوة الهيئات الناخبة؟ أجاب: "أهم موقف اعلنه الرئيس ميشال عون عندما أعلن أنه بين التمديد والستين وبين الفراغ يختار الفراغ. لو لم يفعل ذلك ولو لم يكونوا مدركين لالتزامه بما يفعله، لما كنا حتى ذهبنا في اتجاه المختلط".
واذا ما صار في قانون جديد؟ قال: "بدو يصير. ممنوع". لماذا: "لأنو بتصرش انتخابات. خليهم يجربوا". عن استمرار المجلس الحالي حتى لو لم تحصل انتخابات وفقا لآراء دستورية. قال: "هذه نظرية استمرار المرفق العام. حتى إذا استمر بهذه الصيغة يبقى مشكوكا فيه. التمديد وتمّ التشكيك فيه، فكيف في هذه الحالة. بيضل موجود بالقوة مش بالفعل. أضف الى ذلك لا تنسوا ان العماد عون هو رئيس الجمهورية اليوم". هل هو مع تحالف شامل في كل لبنان بين "التيار" و "القوات"؟ اجاب: "ليش لأ. شو بيمنع... شو بدي بالاسماء. صرت مؤمنا أن الحياة السياسية وخصوصا عند المسيحيين لم تعد صالحة وما عادت تخدم هدف الدولة في لبنان من دون أحزاب لها حضور شامل. السبب بسيط. من خلال التركيبة الموجودة في الطوائف الاخرى لا يمكن لشخص على مستوى قضاء أو حي أو عائلة أن يعمل حوارا مع حزب ممتد على كامل الساحة اللبنانية. عند الشيعة انتهت العائلات السياسية وعند السنّة أيضا. وعند الدروز عائلة سياسية واحدة تقريبا. ليش بدك عند المسيحيين 500 عائلة؟ مش منطقية القصة. أنا لست حزبيا. ولكن تهمني المصالح العليا للجماعة التي أنتمي اليها. هذا لا يعني أنني أطلب من المسيحيين أن يكونوا "قوات" أو "تيار". أنا أحكي مبدئيا".