Friday, December 6, 2013

راهبات معلولا «متراس» المسلحين و«امتحان الأرثوذكس»

راهبات معلولا «متراس» المسلحين و«امتحان الأرثوذكس»

غراسيا بيطار
دخلت مسألة خطف راهبات دير مار تقلا في معلولا دهاليز «الملف». ملف ثانٍ ينضم الى ملف أول لم نشهد خواتيمه بعد والمتعلق بخطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي في حلب. لا شيء جديداً في ملف المطرانين سوى «كلام فيه أمل» ولكن لا ترجمة عملية بعد. الحقيقة الثابتة ان الراهبات والمطرانين، وكل المخطوفين المعلن عنهم وغير المعلن عنهم، باتوا في أحضان «70 ألف مقاتل من 83 دولة»، وفق ما تشير تقارير دولية.
في ملف الراهبات، تتردّد معلومات عن أن «الهدف الأساس للخاطفين هو تحويل الراهبات الى متراس لحماية أنفسهم من أي هجوم في يبرود». الغريب أن لا معلومات لدى المرجعيات الأرثوذكسية في لبنان وسوريا عن هوية الراهبات الاثنتي عشرة والسيدة المخطوفة معهن التي تعمل في الدير. وكأنهن «طلّقن العالم ليكرّسن حياتهن فقط للعيش في الدير قولاً وفعلاً». لكن الثابت ان الملعب الآن ملك لمسلّحي «أحرار القلمون» و«جبهة النصرة». أما الكرة فقذفها الخاطفون إلى ملعب الحكومة السورية: «تحرير الراهبات مقابل الإفراج عن ألف معتقلة في السجون السورية وفك الحصار عن مناطق يحاصرها النظام في ريف دمشق». أما من أوصل الكرة ــ الرسالة إلى الجانب السوري الرسمي فهو الفاتيكان. في هذه القضية يمكن تسمية الفاتيكان بـ«عمّ الصبي». فالراهبات أرثوذكسيات، وهذا يدعو الى التساؤل المشروع عن «أم الصبي».. الكنيسة الأرثوذكسية.
بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر صاحب الجرح الأكبر باختطاف شقيقه، عقد مؤتمراً صحافياً يناشد فيه المجتمع الدولي التحرك لإنقاذ الراهبات. لكن صرخة الفاتيكان كانت سباقة الى رفع الصوت وبعدها التحرك.
إذا كانت الظروف الصعبة والمصيرية التي تعيشها الطائفة الأرثوذكسية بحكم انتشارها مشرقياً وفي ساحات التوتر قد جعلت وجودها ودورها قيد التساؤل، فالكثير من المراقبين يتحدثون عن «عجز المطارنة وتخلّيهم عن دورهم». ويسأل هؤلاء عن دور العوام، أي العلمانيين، في الكنيسة مع رجال الدين في مواجهة التطورات المتلاحقة. فدور هؤلاء مغيّب كلياً عما يجب أن يكون في «الشراكة الكاملة معها، إذ لا مطران من دون عوام في إدارة شأن الطائفة وأوقافها وأوضاعها ككل.
يكشف نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي عن عبارة قالها له أحد المطارنة خلال مجمع انطاكي شهير، كان في مقدم المشاركين فيه البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم: «أعلمك أن الكنيسة قد انهارت بعد تعيينات ذات طابع مصلحي وخطير لوكلاء لم تؤخذ الكفاءة ولا الدور لديهم أي اعتبار».
«لماذا هذا التخلي المقصود من المطارنة عن دورهم، وكأني بهم مكلفون كي يتحولوا وكلاء تفليسة؟ وما هي الروادع الأخلاقية التي تجعل من بعضهم عنواناً لأحاديث الصالونات؟». يطرح الفرزلي سلسلة تساؤلات ــ أجوبة واضعاً «الأمل الكبير في دور البطريرك اليازجي في قمع هؤلاء المطارنة ووضع حد لسياسة إدارة الظهر لطائفتهم عبر إغلاق مطرانياتهم، أو تصويب مسلكياتهم واعادة إعطاء الدور للعوام كما نصت القوانين الانطاكية». والأمل أيضاً في اليازجي كبير، برأي الفرزلي، في «وضع حد نهائي لبعض الأرثوذكسيين المرتبطين بأجهزة، ويعملون في الغرف المظلمة لإنتاج دور في جنيف لإلباس الطائفة لباساً يتناقض مع تراثها وأصالتها ووجودها القيادي في الشرق».
ولكن ماذا يمكن أن تفعل الطائفة إزاء خطف الراهبات؟ يجيب: «لماذا هذا السكوت؟ إذا كانوا عاجزين عن فعل أي شيء فليذهبوا الى بيوتهم». وبلغة الدين يتوجه الفرزلي الى رجال الدين: «مَن لا يعمل يتخلَّ عنه الروح القدس».

No comments:

Post a Comment