Monday, October 7, 2013

ما هي الخريطة الجيوسياسية التي تؤسس لها ثنائية موسكو واشنطن؟


ما هي الخريطة الجيوسياسية التي تؤسس لها ثنائية موسكو واشنطن؟

الجمعة 14 حزيران 2013، آخر تحديث 08:46 أنطوان الحايك - مقالات النشرة



من المسلم به، بحسب دبلوماسي عربي يعمل في الأمم المتحدة، أن المنطقة برمتها تسير بثبات نحو خريطة جيوسياسية جديدة عنوانها اقتسام الأدوار وحماية المصالح واسقاط الاحادية الأميركية التي تحكمت في العالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، ولهذا فأنه من الغباء السياسي البناء على تطورات الساعات الأخيرة الماضية أو ما سيليها من محطات أمنية أو ميدانية أكان في سوريا أم في لبنان، فالمنطقة برمتها مقبلة على متغيرات لن توفر الدول الخليجية ولا العربية ولا حتى تركيا العازمة على الدخول في منظومة الاتحاد الأوروبي.
ويستند الدبلوماسي إلى معلومات يصفها بالأكيدة ليعتبر أن الدول العربية والاسلامية ستشهد متغيرات كبيرة على مستوى الأنظمة والحكام أكان ذلك من خلال السبل السلمية والسياسية أو عبر الضغط الأمني والعسكري، خصوصاً أن قطار التغيير انطلق بتوافق كامل بين واشنطن من جهة ودول البريكس من جهة ثانية، ولن يتوقف الا بعد أن يصل إلى محطته الأخيرة التي حددتها واشنطن وموسكو بالتكافل والتضامن بحسب التعبير، فصحيح أن الرئيس السوري بشار الأسد لم ولن يسقط، الا أن الصحيح أيضاً أن نظامه سقط منذ أن أعلن التعديلات الدستورية في أيار العام الماضي، وبالتالي فأنه بات ملزماً بالتعديلات التي تسقط حكم نظام البعث وتقارب الديمقراطيات المعتمدة في دول الشرق الأوسط عموماً، وهي ليست على مستوى الديمقراطية في دول القرار.
ويكشف أن النظامين السعودي والقطري على أبواب متغيرات أساسية من شأنها أن تبصر النور بالتزامن مع الانطلاق بتنفيذ المتفق عليه بين كبار اللاعبين، الأول من خلال متغيرات على صعيد المناصب الحساسة والمؤثرة على غرار تعديلات على مستوى القيادات السياسية والأمنية، والثاني عبر تحضير ولي العهد لاستلام زمام المبادرة في قطر واستبعاد الصقور التي خرجت كثيراً عن توجهات الادارة الأميركية وتفردت بأمور استراتيجية على غرار دعم وتمويل تنظيمات كانت واشنطن قد أدرجتها على لائحة الارهاب أو المنظمات المحظورة نظراً لخطورتها التكفيرية.
ويعود للحديث عن سوريا ولبنان فيكشف أن الأولى تسير بخطى ثابتة على طريق الخروج من عنق الزجاجة وإن كان هذا لا يعني بالطبع عودة الأمور إلى ما كانت عليه، بل تظهير المشهد بشكل عام، لاسيما أن القضاء على المزيد من البنى التحتية للتنظيمات التكفيرية لا يزعج واشنطن، ولا أي من حلفائها الاقليميين والأوروبيين بل على العكس تماماً، فإن استمرار حرب الاستنزاف الأمنية والاستخبارية مطلوبة لاضعاف الأفرقاء كافة بما يسهل عملية الجلوس إلى طاولة الحوار المفترضة، وذلك في ظل ارباك عارم لدى الدول الأوروبية من عودة رعاياها التي كانت قد شاركت في الحرب على سوريا، خصوصاً أن الوثائق التي بحوذة موسكو تؤكد على مشاركة كوادر عسكرية وخبراء استراتيجيين من التابعية الأوروبية في الحرب على سوريا، أما لبنان فان شيئا جذرياً لن يحدث قبل جلاء الموقف العام والاتفاق الكامل بين المحورين الأميركي والروسي، خصوصاً أن الاستحقاقات التي ينتظرها هي استراتيجية بامتياز ولا يجوز التفريط بها، فالتركيبة اللبنانية لا بد أن تأتي استكمالا لتلك التي ستحكم في سوريا، ولا يمكن عزلها عن كل تحولات المنطقة مهما تغنت الحكومة بسياسة النأي بالنفس أو ما شاكلها، فالمطلوب في هذه المرحلة استكمال الوقت الضائع بالفراغ المطلق بانتظار الدخان الأبيض الذي سيحدد شكل الاستحقاقات وما يليها

No comments:

Post a Comment