Tuesday, March 15, 2016

البابا فرنسيس وتجديد الخطاب الدينى



البابا فرنسيس وتجديد الخطاب الدينى
إذا أردت أن تحدث تجديداً للخطاب الدينى فاقرأ هذا الحوار الذى أجراه أندريا تورنيللى مراسل الفاتيكان لدى أشهر جريدة فى ايطاليا «لاستمبا» مع البابا فرنسيس وأصدره مع بداية هذا العام فى كتاب تحت عنوان «الرحمة هى اسم الله». واللافت للانتباه فى هذا العنوان أن لله صفة واحدة هى الرحمة، واللافت للانتباه أيضا أن رؤية البابا فرنسيس لله ليست على غرار المألوف سواء فى علم اللاهوت المسيحى أو علم الكلام الاسلامى. فقد كانت الاشكالية السائدة لدى هذين العلمين محصورة إما فى القول بتعدد الصفات لله أو فى نفى الصفات برمتها عن الله. أما فى حالة البابا فرنسيس فليس ثمة تعدد للصفات أو نفى لها جميعا، إنما ثمة صفة واحدة هى الرحمة. وهنا لابد أن يثار سؤالان: ماذا يقصد البابا فرنسيس بهذا المصطلح؟ ولماذا اقتصر عليه دون غيره من الصفات؟

ولكن ليس فى الامكان الجواب عن هذين السؤالين من غير أن نكون على وعى بالحالة اللاهوتية التى يواجهها البابا فرنسيس منذ أن أصبح بابا روما فى 13 مارس 2013 إثر الاستقالة المفاجئة التى قدمها البابا بنديكت بعد مرور عامين على رسامته. وقد قيل إن سبب هذه الاستقالة المفاجئة مردوده إلى شعوره بالشيخوخة. ولكن الشيخوخة لا تأتى فجأة. وبناء عليه لابد من البحث عن سبب آخر غبر معلن. والسؤال اذن: ما هو هذا السبب غير المعلن؟

كان الفاتيكان يواجه إشكالية حادة هى على النحو الآتى: فى عام 1981 أصدر البابا يوحنا بولس الثانى قراراً بأن يكون الكاردينال جوزيف راتسنجر (الذى أصبح اسمه فيما بعد البابا بنديكت السادس عشر) رئيساً لمجمع عقيدة الايمان المكلف بادانة كل مَنْ يخرج على العقيدة . ومعنى ذلك أن رئيس هذه اللجنة هو بالضرورة مالك للحقيقة المطلقة. إلا أن هذه اللجنة لم تعد بلا منافس إذ أصدر البابا يوحنا بولس الثانى قراراً فى أول يناير 1983 بتأسيس المجلس البابوى للثقافة. وفى أول اجتماع لهذا المجلس أعلن البابا أن ثمة علاقة عضوية بين الثقافة ورسالة المسيحية لثلاثة أسباب: السبب الأول أن الثقافة وسيلة الانسان لتحقيق انسانيته، والسبب الثانى أن الثقافة لها تأثير على الحياة الدينية للمؤمنين، والسبب الثالث أن على المسيحيين فهم ثقافة الآخرين لتدعيم التفاهم الثقافى.

وفى 16 سبتمبر 1986 تسلمت خطاباً من الأب هيرفى كاربيه أمين عام المجلس البابوى للثقافة ينبئنى فيه بأن الكاردينال بول بوبار رئيس المجلس قد وافق على عقد مؤتمر مشترك بين المجلس والجمعية الفلسفية الأفروآسيوية التى شرفت بتأسيسها ورئاستها فى عام 1978. وأهم ما جاء فى الكلمة الافتتاحية للكاردينال بول بوبار قوله: «إننا اليوم أكثر من أى وقت مضى فى حاجة إلى الكشف عن عوامل الصراع بين الجماعات البشرية، وإلى البحث عن حلول تستند إلى العقل والعدالة والحب الأخوى خاصة أن مصر مازالت حتى يومنا هذا نموذجاً أصيلاً لملتقى الثقافات بين الغرب والشرق».

ومع بداية القرن الحادى والعشرين شاعت الأصوليات الدينية التى تتوهم أنها مالكة للحقيقة المطلقة، وبالتالى تكون مهمومة بإدانة الآخر. ويبدو أن المجلس البابوى للثقافة قد دخل فى صراع خفى مع مجمع عقيدة الايمان. ومن هنا كانت المفاجأة فى استقالة البابا الأصولى بنديكت السادس عشر وانتخاب اللاأصولى البابا فرنسيس إذ إن فكرته المحورية فى ذلك الحوار هى رفض الادانة إلى الحد الذى اكتفى فيه بأن اسم الله هو الرحمة ، وبأن الرحمة هنا تعنى أن ليس من حق أى انسان مهما تكن سلطته إدانة أى انسان آخر. وعندما سئل البابا فى الحوار لماذا البشرية فى حاجة إلى الرحمة؟ كان جوابه: لأنها مجروحة، ولا تعرف كيف تضمد جراحها. والجروح لا تكمن فى الأمراض الاجتماعية أو فى الفقر أو الاقصاء الاجتماعى، إنما تكمن فى أننا جميعاً خطاة ومع ذلك يدين كل منا الآخر.

ومع ذلك فإن البابا فرنسيس قال إن ثمة بشرا ليسوا على وعى بأنهم خطاة، إنما على وعى بأن الآخرين الذين ليسوا على شاكلتهم هم الخطاة. وهؤلاء البشر هم الذين يلتزمون بالشريعة ويطبقونها على الآخرين حرفياً بلا رحمة. وهؤلاء فى رأى البابا فرنسيس هم «الفاسدون» الذين لديهم احساس مزيف بأنهم مكتفون بأنفسهم ومن ثم فهم ليسوا فى حاجة إلى الرحمة. وبلغة العصر يمكن أن يقال عنهم إنهم «الأصوليون» أو «مُلاك الحقيقة المطلقة». وفى سياق هذا المعنى يقارن البابا فرنسيس بين الرحمة والعدالة فيقول بأن الله إذا كان محكوماً بالعدالة فإنه لن يكون الهاً بل يصبح مثل بنى البشر أجمعين لا يريد إلا تطبيق القانون. ومعنى ذلك أننا إذا اكتفينا بالعدالة فإن العدالة عندئذ تدمر ذاتها ولهذا فهى فى حاجة إلى الرحمة التى هى أساسية فى العلاقات الانسانية. والسؤال بعد ذلك: إذا لم يكن البابا فرنسيس أصولياً فمَنْ يكون هو؟

أستعين فى الجواب عن هذا السؤال بما ارتأيته منذ زمن من تناقض حاد بين الأصولية والعلمانية من حيث إن الأصولية بحسب تعريفى هى «التفكير فى النسبى بما هو مطلق وليس بما هو نسبى» وإن العلمانية بحسب تعريفى أيضاً هى «التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق». وفى هذا السياق هل يمكن القول بأن البابا فرنسيس إذا لم يكن أصولياً فهل هو بالضرورة علمانى؟ السؤال مثار للحوار إذا كنت تريد إحداث تجديد للخطاب الدينى. أما إذا كنت تريد إحداث هذا التجديد خارج هذا السؤال فأنت وما تشاء ولكن بشرط ألا تقوم بتجريح هذا السؤال. 

Friday, March 11, 2016

الفرزلي: المسيحيون ليسوا «تفليسة» معركتنا الحقيقية نخوضها اليوم فادي عيد


























الفرزلي: المسيحيون ليسوا «تفليسة»
معركتنا الحقيقية نخوضها اليوم
فادي عيد
كشف نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، أن عنوان المعركة الحالية هو الهيمنة على النظام السياسي ومنع المسيحيين من إعادة إنتاج دور متقدّم في النظام اللبناني. رافضاً التعاطي مع المسيحيين على أنهم «تفليسة». وقال: «نريد أن نسقط منطق اتفاق الطائف كما نُفّذ إبان الوصاية السورية وسنقاتله، لأننا نريده كما صُدّق عليه في وثيقة الوفاق الوطني التي تتحدّث عن فعالية التمثيل والمناصفة الفعلية». واعتبر أن ما يحصل هو شرذمة الشارع المسيحي بعد تفاهم عون ـ جعجع عبر إحياء زعماء ورموز يقولون أنها رموز عائلات بتمثيل عاجز عن المساعدة في بناء البنيان الوطني المسيحي ومشاركة المسيحيين في الدولة قيد أنملة. مؤكداً أنه إما أن يكون رئيس الجمهورية هو العماد عون ممثّل الأكثرية المسيحية، وإما سيعاد النظر بقضايا كثيرة ذات طابع استراتيجي، وغداً لناظره قريب.
التفاصيل في العدد 1550 الموجود في المكتبات

Thursday, March 10, 2016

مقال في اللوريان - لوجور بقلم الصحافية سارليت حداد

Scarlett HADDAD مقال لسكارلت حداد في اللوريان -لوحور
Deux lectures de l’attitude saoudienne à l’égard du Liban
Scarlett HADDAD مقال لسكارلت حداد في اللوريان -لوحور
La petite phrase du ministre de l'Environnement Mohammad Machnouk, lundi, après sa rencontre avec le ministre saoudien des Affaires étrangères Adel al-Jubeir à Djakarta, a suscité des réactions contradictoires dans les milieux politiques libanais. Machnouk avait en effet annoncé aux Libanais qu'il n'y aurait pas de nouvelles mesures saoudiennes à l'égard du Liban et que la tension dans les relations entre les deux pays faisait désormais partie du passé. Les milieux proches du courant du Futur ont aussitôt estimé que Machnouk s'est voulu rassurant, mais la réalité est bien différente. Preuve en est le refus des Émirats d'accueillir une délégation libanaise du ministère de la Jeunesse et des Sports ainsi que les nouvelles dispositions prises par la compagnie officielle d'aviation des Émirats, Etihad, à l'Aéroport de Beyrouth. Ces mêmes milieux reprennent l'annonce faite par le ministre de l'Intérieur Nouhad Machnouk il y a deux semaines lorsqu'il a déclaré que « le pire est encore à venir » et précisent que les décisions saoudiennes à l'égard du Liban vont aller crescendo et qu'aucun apaisement n'est en vue, contrairement aux affirmations du ministre de l'Environnement.
Par contre, certaines parties libanaises ont une autre lecture. L'ancien vice-président de la Chambre Élie Ferzli considère ainsi que les mesures saoudiennes contre le Liban ont une double dimension. La première est régionale et s'inscrit dans le cadre de la lutte d'influence qui oppose le royaume saoudien à l'Iran, dans le monde arabe. Sur ce plan, les dirigeants saoudiens sont déterminés à poursuivre l'affrontement, au Liban et dans les autres scènes arabes, et la tension n'est donc pas appelée à baisser. Mais il faut toutefois faire une distinction entre cette détermination saoudienne à contrecarrer l'influence de l'Iran dans la région et les décisions prises à l'encontre du Liban qui, elles, seraient inspirées par des parties libanaises elles-mêmes. Ferzli est ainsi convaincu que, dans ce domaine, les Libanais vont souvent plus loin que les Saoudiens, et ce serait donc des parties libanaises qui auraient conçu le plan d'adopter des mesures contre les Libanais pour encercler le Hezbollah et le pousser à cesser d'appuyer le général Michel Aoun à la présidence.
Le plan serait simple : ce qui entrave actuellement l'élection d'un président, c'est l'alliance entre Michel Aoun et le Hezbollah et le fait que « le général » est déterminé à maintenir sa candidature à la présidence. Il faudrait donc trouver une formule de rechange pour pousser le Hezbollah à renoncer à appuyer cette candidature en exerçant suffisamment de pressions sur lui pour le pousser à changer d'avis. Et cela ne peut se faire qu'à travers l'adoption de mesures qui touchent son environnement populaire chiite, ainsi que les Libanais en général. C'est dans ce contexte que l'idée de soutenir la candidature de Sleiman Frangié à la présidence aurait germé dans certains esprits libanais qui ont estimé qu'il s'agit d'une proposition qui ne peut que séduire le Hezbollah, et s'il est coincé par des mesures drastiques économiques et politiques, il pourrait finalement lâcher la candidature du général Aoun. À ce moment-là, il sera toujours temps de négocier la candidature de Frangié, ou éventuellement une troisième possibilité.
Les déclarations qui ont suivi l'annonce du gel du don de trois milliards de dollars en équipements français à l'armée libanaise seraient donc à mettre dans ce contexte. Les Saoudiens ne voulaient peut-être pas aller plus loin, mais certains Libanais auraient poussé vers plus d'escalade. D'ailleurs, pour l'ancien vice-président de la Chambre, il n'y a aucune différence importante entre la position du ministre des Affaires étrangères Gebran Bassil à la réunion du Caire et celle du ministre de l'Intérieur Nouhad Machnouk à la réunion de Tunis. Pourtant, le ministre Bassil a été victime d'une véritable cabale alors que le ministre de l'Intérieur a été salué comme un héros. La seule différence serait donc dans le timing. L'abstention du Liban au sujet de la mise du Hezbollah sur la liste arabe des organisations terroristes aurait pu être utilisée dans le cadre d'une négociation avec ce parti pour le pousser à renoncer à la candidature du général Aoun. Mais en adoptant si naturellement cette position, le ministre Bassil aurait donc privé certaines parties libanaises d'une carte de pression et de négociation.
En donnant sa couverture à la position de Bassil, le Premier ministre Tammam Salam n'était évidemment pas au courant des manœuvres de certaines parties appartenant à son propre camp politique, n'ayant qu'un souci : préserver la cohésion de son gouvernement à une période aussi délicate de la vie de ce pays. Mise dans ce contexte, la déclaration du ministre saoudien des Affaires étrangères au ministre Mohammad Machnouk portant sur le fait qu'il n'y aura pas de nouvelles mesures de rétorsion contre les Libanais dans le Golfe devient logique. Pour Ferzli, dès le départ, les dirigeants saoudiens n'auraient pas été si loin si des Libanais n'étaient pas intervenus auprès d'eux pour qu'ils le fassent. Les Saoudiens savent que les Américains ne veulent pas que la scène libanaise plonge dans le chaos. Ils savent aussi que le rapport de force actuel au Liban est en faveur du Hezbollah. Par conséquent, toute tentative de déstabilisation viserait à renforcer l'emprise de ce parti sur le pays et à affaiblir leurs alliés. Dans une sorte de confirmation indirecte de cette version, la délégation parlementaire qui s'est rendue récemment à Washington est revenue avec l'impression que l'administration américaine ne souhaite pas ébranler le secteur bancaire libanais, sachant que cela pourrait entraîner une déstabilisation du pays. Si ces éléments sont mis bout à bout, une conclusion s'impose : des parties libanaises utiliseraient leurs relations régionales et internationales pour obtenir des acquis dans les négociations internes...