Monday, February 9, 2015

الموارنة وتحدي إنقاذ المشروع اللبناني بقلم ميشال نجم صحافي و باحث

   الموارنة وتحدي إنقاذ المشروع اللبناني

  "لبنان حول كالأفاعي تحيط والجغرافيا المجتمعات وزلازل التاريخ وهديرُ شفيعهم بعيد الموارنةيحتفل

الكبير" الذي أسسوه وأسقطوا القيم التي حملوها على دولته ودستوره.

  ورئيسها متعدد مجتمع في لها دين لا دستورية دولة تنشأ أن عابراً ليس الكبير". "لبنان مشروع تفصيلاًليس

  للحريات واحة وتكون للدولة، واحد دين على وشرائعها دساتيرها تقوم عربية دول في الوحيدالمسيحي

  الغرب، في حتى المتعددة والمجتمعات الهويات صراع انفجار عصر في تعد ولم والعامة.الشخصية

  القسم بأن شكَّ ولا إنشائي. خطاب أو شعار مجرد الرسالة" و"الوطن- اللبناني" "النموذج نوع منعبارات

الأكبر من الطوائف الإسلامية يدرك قيمة هذا التميّز والتفاعل الحضاري الذي منحه إياها الكيان الصغير.

  السياسية علاقتهم بسبب حتى ولا العسكرية الموارنة قوة بسبب ولا عارضاً تأتِ لم الهائلة، التجربةهذه

  ولمسار طويل لنضال نتيجة أتى حدوده وتكبير لبنان لجبل الذاتي الإستقلال تكريس فمشروع فقط.بالغرب

  ونثروا أطلقوه الذي الثقافي الحضاري المشروع وجوهره والإنسان. المعتقد حرية عن دفاعاً الموارنةقاده

  سيدة مجمع وقرارات والمطبعة بالتربية وأيضاً بالأرض، بالتعلق زرعوه الكبير". "لبنان كل فيبذوره

  اقتصادية عوامل سلسلة مع وأدت، اعتنقوها التي التحررية وبالأفكار العربية الثقافة وحفظاللويزة

  واختلال لبنان جبل في السياسي الإجتماع تركيبة وتغيير الإقطاع على الإنتفاض إلىوديموغرافية،

  منحتهم التي هي الناعمة"، "القوة هذه كانت الكبرى. المارونية – الدرزية الفتن اندلاع إلى قاد ماالتوازنات

الريادة والمقومات في اتجاه تأسيس وطن يحافظ على القيم التي آمنوا بها. 

  الدينية قياداتهم بين الشديدة وصراعاتهم انقساماتهم لهم. قاتلة ثغرة الجوهرية معضلاتهم بقيتبالتوازي،

  الأمور سير لقلب الفرصة خصومهم ومنحت قوتهم نقاط ألغت الأزمات أوقات في خاصةوالسياسية

  الخصوم إلى اليد مد فضّل ممن العديد نجد اليوم إلى المقدمين أيام ومن عدة. تاريخية محطات فيلمصلحتهم

  في كثيرة مارونية بدماء امتزجت التي المميتة الجبلي الصراع عقدة إنها الداخل. في منافسيهلمحاربة

  كثيرة، متميزة بصمات تركهم جانب وإلى وحزبية، سياسية كنخب ساهموا، الكبير، لبنان دولة وفيالحرب.

  في اندماجها في والطبقات المجموعات لبننة مشروع وتدعم للجميع عادلة دولة لبناء عدة فرص تقويضفي

منظومة الدولة وخدماتها. بالتحديد مشروع فؤاد شهاب الذي أجهز عليه الحلف الثلاثي.

  فماذا الصعد، كل على الحداثة من مسار في الإستراتيجية المشاريع حملوا عشر التاسع القرن في كانواوإذا

  اليوم لكن بعيد. زمن منذ صلاحيتها انتهت بوصفات الجديدة التحديات مواجهة بإمكانه أنَّ البعض يعتقدقد

  لمنظومة عملي سقوط تاريخه: في ربما الأقوى الزلازل أمام ماروني، وحلم كمشروع ولبنان المنطقة،تقف

  من عقود قيح وظهور والعراق سوريا في القومية المركزية الدولة انهيار والحدود، بيكو" – "سايكسنفوذ

  التكفيري الغول وأبرزها قبل من يواجهوها لم مخاطر ومذهبياً، قومياً متنوعة مجتمعات إدارة فيالفشل

  فهل العظمى. القوى وتداخلات الكبرى الإسلامية الدول بين الإستراتيجي الصراع لعبة ضمن من كبرالذي

تحمل اليوم القيادات السياسية والدينية والقوى الحزبية، في ظلّ تفجر عنيف لمجتمعات المشرق؟؟

لدى القوى والنخب في البيئة المارونية نهج ومشروع في حجم المخاطر والتحولات؟ 

  من أكبر ليست مكاسب على والتصارع "النكنكة" سياسات ريفية، محلية سياسات باعتماد استمرار أيَّإنَّ

  تدريجياً تناقصت "المراقد" أن بل لا الشهير... العنزة" "مرقد حتى يُبقي ولن مميتاً سيكون ضيعة،حجم

  الصراعات، طبيعة أن كما ومارونية. مسيحية قيادات وشخصانية أخطاء بسبب الحرب فيوخاصة

  وأحلام تمنيات خلال من قراءتها يمكن لا الدولية، القوى وسلوك مجتمعاتهم، وتركيبة اللاعبينورهانات

  كالمشروع ملفات قراءة كيفية في التخصص عن اليوم السؤال طرحنا إذا الماضي. منظار منوتفسيرات

  التركية الدولة وتفكير سوريا، في السلطوية سقوط وأسباب الإسرائيلي، المجتمع وتحولاتالكردي

والرهانات الإيرانية، وفُرَص الإصلاح الديني في الإسلام، هل سيكون الجواب وردياً؟؟

  فحسب والمسيحيين بالموارنة تنحصر لا قيم منظومة انهيار مسألة وفي الداخل. في يكمن الأخطرالتحدي

  مفهوم ووضع والثقافي، الخلقي الفراغ وبالتالي والسوق الإستهلاك قيم بانتشار يرتبط عالمي مسار هيبل

  من أكبر إلى السياسة تحتاج وقت في والتصدر، والأضواء البهرجة سنابك تحت و"الواجب""الإلتزام"

  يحتاج المقبلة. الأجيال أمام الوجه ماء أقله والمسيحية المارونية والنخب القوى تنقذ أن أجل من فعليةمقاومة

  الأساسية المرتكزات نبني بأن نحلم لكي السياسية والقوى الأحزاب بنية في حداثة من أكثر إلى العامالشأن

لوجود يبقى ويشعّ دوراً وحضارة.

  الموارنة دماء عليه تشهد الذي الغني، التراث وحي من نهج اليوم اللبناني المشروع على الحفاظ يحتاجهما

  الحداثي بالفكر بالأرض، بالتعلق بالقيم، الغني التراث والإنسان. والتعددية الحرية عن دفاعاًوالمسيحيين

والمعرفة بالمحيط، بالنهج النضالي القيَمي، واقتران كل ذلك بفكر استراتيجي. 

نضال وقيَم، وإلا... "تشبحتو لمريو"!

 صحافي وباحث

No comments:

Post a Comment