Friday, October 31, 2014

تباين اميركي تركي يهدد تحالف واشنطن تضارب الاولويات في المسرح السوري


التحليل:
تباين اميركي تركي يهدد تحالف واشنطن
تضارب الاولويات في المسرح السوري

اميركا تهدد وتركيا تبتز:
اطلق نائب وزير الدفاع الاميركي، جون كيربي، تهديدا مبطنا لتركيا نهاية الاسبوع الجاري خلال سريان المحادثات المشتركة رفيعة المستوى في كل من انقرة وواشنطن، اذ قال: الاتراك "ليس لديهم مصلحة فحسب، بل هناك دور ينتظرهم" داخل ائتلاف واشنطن، مستدركا انه "تم ممارسة ضغط عليهم للعب دور" مميز.
          الموقف الاميركي اتى ثمرة لقاء عقد في واشنطن ليوم واحد ضم قادة عسكريين كبارا لـ 22 دولة مشتركة في الائتلاف، لبحث توحيد الرؤيا والجهود "لمحاربة الدولة الاسلامية في سورية، ترأسه قائد هيئة الاركان الاميركية، مارتن ديمبسي، كما حضر جلسة الافتتاح الرئيس باراك اوباما. لم يفلح اللقاء في زحزحة موقف تركيا التي تسعى للضغط على واشنطن انشاء منطقة عازلة داخل الاراضي السورية – مما يتيح لانقرة حرية الحركة وترحيل معظم اللاجئين السوريين اليها قسرا. بل ذهبت انقره الى اطلاق تمايز موقفها عن موقف واشنطن، التي بلورت نظرة مختلفة استنادا الى مصالحها الممتدة عبر العالم.
          توقعات الولايات المتحدة من اللقاء كانت شديدة التواضع. اذ اوضح الناطق الرسمي باسم قائد هيئة الاركان ان اميركا لا تتوقع ان يسفر عنه اتخاذ قرارات جديدة او التزامات متوقعة من الاطراف المشاركة. وقال ان الهدف "لقاء بعضنا البعض للبحث في الرؤيا والتحديات ومعالم المسيرة المقبلة."
          الرئيس اوباما ايضا استبعد التفاؤل وصرح بجملة لا تنم عن ترتيبات ينبغي اتخاذها داخل اللقاء. وقال "طبيعة الحملة ستكون طويلة الامد .. سنشهد فترات نحقق فيها انجازات واخرى تميزها الانتكاسات." كما جاء التوضيح على لسان مسؤولي ادارته بأن الاستراتيجية الاميركية الراهنة تنصب على "العراق اولا."
          الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان اشد وضوحا من نظيره الاميركي، اذ صرح امام طلبة جامعة مرمرة في اسطنبول ان اكبر تهديد تواجهه تركيا مصدره "لورانسات العرب الجدد" الساعين لزعزعة الاستقرار في الاقليم. واوضح ان "الصراع في هذه المنطقة تم تصميمه قبل قرن من الزمن .. وواجبنا يستدعي ايقافه." رمى اردوغان للفت انتباه كل من يعنيهم الأمر بأن بلاده تنوي العودة الى حدود وترتيبات الحرب العالمية الاولى – قبل تقسيمات سايكس – بيكو، واحياء حلم هيمنة الامبراطورية العثمانية.
          لخص معهد كارنيغي أس الخلاف الاميركي – التركي المعلن بالقول ان "يتبنى اعضاء الائتلاف مفاهيم متباينة فيما يخص آلية استتاب الاستقرار في الاقليم، بل لا تتوفر ارضية مشتركة بينهم حول تعريف التهديد الاساس" الذي ينبغي التركيز عليه. واضاف "لدينا كل هؤلاء اللاعبين الذين يتطلعون لتحقيق اهداف مختلفة وفي بعض الحالات تبرز مشاعر الكراهية العميقة بين طرف وآخر."
          بعد اشتداد حدة القتال في مدينة عين العرب – كوباني، نأت تركيا بنفسها عن التدخل لرغبتها في توفير الظروف المناسبة لمسلحي داعش السيطرة على المدينة وازاحة الكرد من موقع مميز بالقرب من الحدود المشتركة مع سورية. بيد ان صمود وعزم القوى الكردية واستماتتها في الدفاع عن مدينتهم مكنها من صد وتراجع المسلحين من معظم احياء المدينة ومشارفها.
من السابق لاوانه الجزم بصدقية وفعالية القصف الجوي للمقاتلات الاميركية والتحقق من ادعاءات الحاقها خسائر كبيرة بمسلحي داعش. بيد الثابت ان القوات الاميركية لم تضع مساندة القوى الكردية نصب اعينها منذ بدء الهجوم على المدينة نظرا للوجود الطاغي لحزب العمال الكردي وتشكيلاته الرديفة ممثلة في وحدات حماية الشعب في المنطقة، مقارنة مع تحركها العاجل ضد داعش في مشارف اربيل في العراق.
عين العرب – كوباني لم تكن ضمن اولويات السياسة الاميركية التي عبر عنها وزير الخارجية، جون كيري، بقوله ان المدينة "لا ترتقي الى هدف استراتيجي" ضمن اطر السياسة الاميركية. اما الغارات الجوية الاميركية في محيط المدينة استدعتها التطورات الميدانية لابقاء داعش ضمن الحدود المرسومة له كأداة هدم الدول الوطنية وتقسيم المجتمعات العربية وفق اسس طائفية ومذهبية.
          الحرب التي تقودها الولايات المتحدة، في سورية والعراق، لم تحقق نتائج ملموسة ضد الدولة الاسلامية في البلدين، بل ساهمت في  زيادة حدة التوتر في عموم المنطقة والذي من شأنه اشعال الحرب في عموم المنطقة. واقرت وزارة الدفاع الاميركية بعسر تحقيق الاهداف عبر الحملة الجوية، مما يعزز موقع ودور تركيا في الحملة الراهنة.
          مضت تركيا في ترتيب اولوياتها بمعزل عن الاهداف الاميركية، بما فيها الانخراط المباشر في الازمة السورية، مما وضعها في موقع مغاير لائتلاف واشنطن في هذا الظرف بالذات، وسعت لابتزاز الاخيرة بأنها على استعداد لدخول الحرب وانقاذ عين العرب – كوباني شريطة التزام الولايات المتحدة بهدف تدمير ليس الدولة الاسلامية فحسب بل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
استندت تركيا في قراءتها السياسية الى طبيعة فهمها لديناميات الجانب الاميركي، واعتقادها ان الولايات المتحدة غير جادة وينقصها العزم الضروري لشن حملة ناجحة في المنطقة، فضلا عن ضيق ذرع الادارة بقضايا الاقليم وتفضيلها بذل الجهود على المشهد الداخلي الاميركي في الفترة القصيرة المقبلة.
          كما تدرك تركيا محورية دورها في المعركة الحالية واشد ما تخشاه تحملها للجزء الاعظم من القتال ضد الدولة الاسلامية فيما لو انصاعت لرغبة واشنطن؛ فضلا عن تداعيات المعركة التي ستصب في صالح الدولة السورية ويحفزها استعادة السيطرة على اراضٍ فقدتها، الى جانب ادراكها استغلال سورية الاوضاع وتقديم الدعم لاكراد تركيا في قتالهم ضد انقرة "انتقاما" لدعم تركيا قوى المعارضة السورية.
          استشعرت تركيا غياب تماسك الاستراتيجية الاميركية حيال الدولة الاسلامية، وتشير تصرفاتها الى عدم الثقة بوجهة الاستراتيجية الاميركية التي تأرجحت في السنوات الثلاث الماضية بين هدف الاطاحة بالرئيس الاسد الى التكيف مع بقائه في السلطة، ومن توفير الدعم لقوى المعارضة السورية الى تفضيلها بقاء هياكل الدولة السورية على حالها.
الرؤيا الاميركية، بالمقابل، اوجزتها صحيفة "واشنطن بوست" حديثا انه "باستطاعة تركيا القيام بالمزيد. بل هي تريد من الولايات المتحدة حضورها وانجازها للمهمة" نيابة عنها. بينما حقيقة الأمر تدل على حث الادارة الاميركية لتركيا على الانخراط وانجاز المهمة بالتساوق مع استراتيجية الرئيس اوباما المعلنة، وليس استنادا الى ما تقتضيه المصالح التركية.
          سورية بقيت في عين العاصفة الاميركية ليس في بعدها المحلي فحسب، بل في بعد تحالفها مع ايران ودأب الاستراتيجية الاميركية على احداث الشرخ بينهما، او على الاقل ابعاد سورية عن دائرة النفوذ الايراني وترجيح كفة النظم العربية الموالية لواشنطن.
          القراءة الاميركية المفرطة في تسطيح المعادلة السورية اتى عليها بالفشل، واستطاع الرئيس الاسد كسب تأييد متنامي من الشعب السوري، وبالمقابل تضييق ساحة المناورة والدعم لقوى المعارضة السورية. وتدرجت حدة الحرب لتشمل اطرافا دولية هامة مثل روسيا ودول البريكس في مواجهة الصلف الاميركي.
          الخطاب السياسي الاميركي ادخل مصطلح "المعارضة السورية المعتدلة" عقب سلسلة هزائم تعرضت لها تشكيلات "الجيش الحر" وجبهة النصرة، والتنافس الحاد داخل صفوف المعارضة والدول الخليجية الداعمة، لضمان استمرارية دعم الشعب الاميركي للسياسة الرسمية.
في هذا الشأن باستطاعتنا القول ان السياسة الاميركية حيال سورية مرت في عدة مراحل: المراهنة على "الجيش الحر" في البداية؛ استحضار القاعدة ومن ثم داعش لتقويض سورية والعراق معا؛ بقاء المراهنة على تركيا وشهيتها لتقويض الدولة السورية واطماعها في ارض العراق؛ ومرحلة ربما قادمة تشير الى صيغة البلقنة في المنطقة. هذه "التطورات" فرضت نفسها على السياسة الاميركية التي لم تُسقط تشظي سورية من حساباتها، بل ادخلت تعديل على سبل واطر التعامل المطلوبة لتحقيق مصالحها العليا.
          يجمع الطرفين الاميركي والتركي على عدم التعرض لتنظيم داعش بغية القضاء عليه، فهو يخدم اجندة الطرفين في ابقاء فتيل الاشتعال ملتهبا وتوظيفه كادة ضغط على النظم والدول المعارضة للهيمنة الاميركية. ضمن هذا المنظار تتباين الرؤيا التركية مع واشنطن اذ لا تزال الاولى تضع اسقاط الدولة السورية على رأس سلم اولوياتها، بينما الاخرى اقضت مصالحها الآنية "التركيز على العراق اولا" لضمان استمرار الكيان الكردي باستقلالية عن الدولة المركزية – بصرف النظر عن هويتها الطائفية.
          استطاع تنظيم داعش وروافده التمدد مجددا في العراق، لا سيما محافظة الانبار المحورية، وبات يهدد مشارف العاصمة بغداد ومطارها الدولي. كما فاز التنظيم بمزيد من المعدات العسكرية والذخائر اميركية الصنع من الجيش العراقي. رغبة عدد من الاطراف وقف تمدد التنظيم تتطلب اتخاذ اجراءات وتدابير صارمة، تشمل خطوط الامداد الخلفية في تركيا وتدمير معداته باستخدام مكثف للطائرات المقاتلة، والأهم "اقناع" تركيا بفتح حدودها امام تدفق المتطوعين للدفاع عن عين العرب.

تقرير خاص وحصري

اميركا والسعودية تشتركان بانشاء سلاح جو للمعارضة السورية

        افادت مصادر موثوقة في واشنطن ان الولايات المتحدة تقوم بتدريب "طيارين من دول الشرق الاوسط" واعدادهم كنواة سلاح جوي مقاتل يتخذ مهامه في الاراضي السورية التي تستطيع المعارضة التحرك فيها بحرية خارج سيطرة الدولة. اجراءات التدريب تتم بسرية تامة ولا تخضع لقيود اتفاقيات بيع الاسلحة وتدريب الطواقم التقنية لدول اخرى.
          تجري التدريبات في حقل للرمايات تابع لسلاح مشاة البحرية في صحراء ولاية اريزونا بموازاة الحدود المشتركة مع المكسيك، يكنى بحقل "باري غولدووتر لرمايات سلاح الجو" للتدريب على عمليات قصف جو – ارض، باستخدام طائرات مقاتلة من طراز A-10.
          مقاتلات بريطانية الصنع من طراز "سترايك ماستر،" تستخدم لمهام التدريب بشكل حصري، والتي دخلت ترسانة سلاح الجو للسعودية ودول الخليج الاخرى بكثافة "وقد يتم تسليمها لاطقم طياري المعارضة السورية" في مرحلة لاحقة كجزء من سلاح الجو الذي يجري اعداده.
          يشرف على برامج التدريب طاقم من "المتعاقدين المدنيين مع وزارة الدفاع،" يمتلك الخبرة المطلوبة لقيادة تلك المقاتلات، قام بتوفير خوذات وبذلات عسكرية لا تحمل علامات تحدد هويتها للمتدربين الطيارين "الشرق اوسطيين،" الذين يقومون بطلعات جوية مساندة للمقاتلات الاميركية، في المرحلة الحالية.
(مرفق صورة للمقاتلة البريطانية على مدرج حقل الرمايات المذكور:
BAC Strikemaster light attack aircraft

        تعج معظم المدن الاميركية، الصغرى والمتوسطة، بمطارات خاصة بها تستخدم لاغراض التدريب وممارسة هواية الطيران على متن طائرات صغيرة.
        مدينة توسون بولاية اريزونا تضم "مطار رايان الجوي،" استخدم في السابق كأحد مراكز التدريب للطيارين خلال الحرب العالمية الثانية. وتجددت أهمية المطار حاليا والذي اصبح يستخدم للتدريب على مهام الدعم الجوي، وهي مهام مطلوبة لسلاح الجو الاميركي في غاراته المتعددة في كل من سورية والعراق، كما جاء في ادبيات شركة التدريب التي استقينا منها المعلومات المفصلة ادناه.

متعهد التدريب شركة محلية
        اوكلت مهام التدريب على الدعم الجوي لشركة خاصة محلية في اريزونا، بلو اير تريننغ Blue Air Training، والتي تعرف عن نفسها في موقعها الالكتروني بانها "رائدة في توفير التدريب على اعمال الدعم الجوي عن قرب في الولايات المتحدة .. تتميز اطقم تدريب الطيارين بالخبرة القتالية في افغانستان او العراق."
          الدورات التدريبية للدول الحليفة للولايات المتحدة تجري وفق ترتيبات معلنة مع سلاح الجو الاميركي. "الطيارين السعوديين،" مثلا، يجري تدريبهم في قاعدة ماونتين هوم بولاية ايداهو. اما "الطيارين من الشرق الاوسط يشرف على تدريبهم متعاقدين مدنيين مع وزارة الدفاع دون وضع علامات محددة على الخوذات او البذلات الخاصة بهم .. ونظرا لالتزام الولايات المتحدة بتدريب العناصر المعتدلة في المعارضة السورية، فالاحتمالات المرجحة انه يتم اعدادهم للقيام بمهام تشن اما في سورية او العراق."
          هناك 5 طائرات تدريب متوفرة لدى الشركة المذكورة  من طراز "سكاي ماستر .. كانت ملحقة بسلاح الجو السعودي والنيوزيلندي سابقا .. وجرى استخدامها على نطاق واسع في الشرق الاوسط."

No comments:

Post a Comment