Thursday, June 5, 2014

فؤاد دعبول في جريدة الانوار بتاريخ 6-6-2014

فؤاد دعبول  في جريدة الانوار بتاريخ 6-6-2014

خطوة بين مختلفين!!
الأميركان يعرفون ما يريدون.
إلاّ أن يمثلهم في لبنان، يتخاطفه روّاد المنافع والمصالح.
لغاية في نفس يعقوب يفعلون ذلك!
ربما خدمة لأهوائهم.
وأحياناً لقطف الشهرة ليس أكثر.
من أجل ذلك، قطع السيد جون كيري جولة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعرج على بيروت.
أربع، أو خمس ساعات أمضاها وزير الخارجية الأميركي بين عين التينة والسراي الحكومية.
وغادر للالتحاق بمهمته، بعد لقاء كاردينال لبنان.
عتب عليه الكبار والصغار لأنه أدلى بمواقف غير متطابقة.
إلاّ أن التطابق الأهم في أقواله، هو ان بلاد العم سام، لا مرشح عندها للرئاسة، وليست ضد أحد أو مع أحد!!
شكراً للأميركان لأنهم يريدون الاستحقاق بسرعة.
إلاّ أنهم مع مستحق غامض الهوية الى حين.
لكنهم يستدركون بأنهم مع رئيس قوي، ولا فيتو عندهم ضد أحد.
غطّ السيد كيري في بيروت وطار.
والشغور في المقر الرئاسي الأول، هو البديل من الفراغ.
إلاّ أن الأميركان، عندهم الآن مشكلة أكبر، من الترادف بين الشغور والفراغ.
وقريباً يودّع الرئيس أوباما البيت الأبيض ويبدأ الديمقراطيون معركتهم مع الجمهوريين لايصال السيدة هيلاري كلينتون الى الرئاسة الأولى.

***
طبعاً أمامهم معركة صعبة.
والسيد كيري قد لا يعود الى منصبه، مع وزيرة الخارجية الأميركية، الاولى في عهد الرئيس أوباما.
إلاّ أن الجمهوريين هدفهم، استعادة المنصب الذي شغله الجنرال ايزنهاور، والذي شغله بعده نائبه ريتشارد نيكسون، وأودت به فضيحة ووترغيت.
... وانتزعه لاحقاً الديمقراطي جيمي كارتر وزوج الست هيلاري بيل كلينتون.
المتاعب الأميركية كبيرة.
والمصاعب اللبنانية جليلة.
وعندما حطّ مستر كيري في بيروت لم يأخذ راحته عند الرئيس بري، كما أخذها عند الرئيس تمام سلام.
ذلك ان الأستاذ استضاف قبيل وصوله، الرئيس العماد ميشال عون، الى غداء عمل، بحضور نائبه السابق ايلي الفرزلي.
منذ ربع قرن كان بري يتّكئ على جهود النائب السابق لرئيس مجلس النواب، الذي كان يخلق له مناخات حوارية صعبة، مع رهبان الطائفة المارونية.
والصعب يصبح سهلاً عند أرباب العقول والذكاء، وطبعاً، فان العلائق بين رئيس المجلس ورئيس التيار الوطني الحر ليست سهلة.
بيد أن الخلاف بين بري وعون أشدّ مضاضة وصعوبة، من التفاهم بين زعيم المستقبل وقائد التيار.
والمصارحة بين الأقوياء، أصعب من المصالحة وأدهى.
إلاّ أن ما فعله الرئيس الفرزلي، كان خطوة تفاهم بين مختلفين في الاداء كما في الأسلوب.
والحوار اللبناني، جدير بالاهتمام، لأن الكبار يتحاورون ولا يتباعدون.
وهذه مهمة لا يقوم بها وينجح إلاّ الناجحون!!
أرسل هذا المقال لصديقإطبع هذا المقال
قرأ هذا المقال 2318 مرة

No comments:

Post a Comment