Monday, April 18, 2016

Ferzli Blogإيلي الفرزلي: تفاهم "القوات" و"التيار" ضروري واستراتيجي معركة الرئاسة جزء من معركة الشراكة

Ferzl 



إيلي الفرزلي:
تفاهم "القوات" و"التيار" ضروري واستراتيجي
معركة الرئاسة جزء
من معركة الشراكة


حاوره: نجم الهاشم
ـ شارل جبور ـ جومانا نصر



يعلو صوت نائب
رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي ويهبط وفق إيقاعات حماسته لأفكاره السياسية.
عندما يتحدث ينخرط كليًا في المشهد الذي يمثله. حركات يديه تساعده في استكمال
الصورة ولا يتوانى عن أن يخبط على الطاولة كلما استدعى الأمر ذلك، ولا شك في أن
ذلك الأمر كان يتكرر كثيرًا. يصول ويجول في ملفات كثيرة يبدو أن موقفه حاسم فيها.
لا يتردد في التعبير عن رأيه بشكل مباشر وصريح مشددًا على أن أزمة الشراكة الوطنية
هي الأساس والأزمات الأخرى تأتي بعدها حتى رئاسة الجمهورية. لذلك يركز على أهمية
التفاهم الحاصل بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"
ويعتبر أنه استراتيجي، ولذلك تتم محاربته. ولكن على رغم ذلك لا يدعو الى كسر الجرة
مع الرئيس نبيه بري داعيًا الى التفاهم معه حول موضوع جلسات تشريع الضرورة.
في
"المسيرة" كان هذا اللقاء مع دولة الرئيس الفرزلي وكان هذا الحوار الذي
شمل ملفات كثيرة وقد بدأه متحدثاً عن أزمة الشراكة الوطنية انطلاقاً من استحقاق
جلسات تشريع الضرورة وطرح مشروع قانون الانتخابات النيابية على رأس جدول الأعمال.




هل يعاني لبنان
اليوم أزمة ملفات أم أزمة حكم؟

ما يعيشه لبنان
اليوم هو أكبر من أزمة حكم. إنه أزمة شراكة وطنية. لا شك في أن قضية قانون
الانتخابات أخذت أبعادها على مستوى الدول الكبرى الى درجة الحكي معنا حول ضرورة
التركيز على هذا القانون قبل الرئيس. بمعنى شو بدكم بالإسم؟ هذا على مستوى عالٍ
جدًا. لماذا؟ لأنهم مدركون أن هذا المطلب مطلب محق. لذلك أقول إن لا شيء إسمه أزمة
شغور رئاسي. هناك أزمة شراكة وطنية.

لهذا السبب أنت
خائف حول موضوع الشراكة؟
مش خايف. هيدي
القصة كلها.

كيف يجب التصرف
تجاه جلسات تشريع الضرورة؟ وهل يجب التمسك بطرح قانون الانتخابات أولاً؟
أعتقد أنه من
الأفضل أن يعطي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"
لنفسيهما حرية المناورة والحركة. معهم حق في أن إعادة تكوين السلطة المجسدة بقانون
الانتخابات مطلب مركزي وأساسي ولا يجوز اللعب فيه، ولكن خلِّينا نقول، نشارك في
تشريع الضرورة في القضايا المذكورة في الدستور وتحتاج الى الثلثين في مجلس
الوزراء. أما إذا كانت هناك مشاريع عادية حياتية، برأيي لا داعي لنجعل منها قضية
حتى لا ترتد سلبًا على الرأي العام بحجة تعطيل مصالح الناس. نشارك حسب جدول
الأعمال. المسألة التي لا نوافق عليها نخرج من الجلسة ولا تعود هناك ميثاقية بحيث
يمتنع الرئيس بري عن طرحها. لا يجب أن تكون حنبليًا في هذا المجال. يجب الربط بين
هذه المعركة ومعركة الرئاسة. الرئيس بري، شئنا أم أبينا، رئيس مجلس النواب وشرعية
الدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية محصورة برئيس المجلس. كيف يمكن أن تنعقد جلسة
لانتخاب الرئيس تتأمن فيها الأكثرية المطلوبة من دونه؟ يجب أن تترك شعرة معاوية.
أنا ضد أن نقطع هذه الشعرة ومع إبقاء خيط أكثر ليونة في العلاقة مع الرئيس بري.

هل تواصلت مع
الرئيس بري بخصوص هذا الموضوع؟
ليس في هذه
المرحلة. بحثنا هذا الموضوع كثيرًا سابقا. خلال مرحلة التمديد للمجلس النيابي.
بعدها ما عدت حكيت. كانت وجهة نظري أن يشارك تكتل التغيير والإصلاح في الجلسة وأن
يعارض وإذا لم ترد أن تعارض داخل الجلسة تنسحب وتعلن رأيك وموقفك وتطعن أمام
المجلس الدستوري وتمارس المقاطعة البرلمانية بدل مقاطعة الرئيس نبيه بري الذي كان
يعتبر أنه يخوض معركته لكسر المقاطعة. في النتيجة ماذا حصل؟ الرئيس سعد الحريري
أعلن وقتها أنه لا يشارك في جلسة تشريعية إذا لم يكن مشروع قانون الانتخابات
مدرجًا بندًا أول في جدول أعمالها. ماذا يحصل اليوم؟ الرئيس بري سيدعو الى جلسات
تشريعية والظاهر أن "تيار المستقبل" سيشارك.

لا شيء أكيد.
لم يقولوا "لا"
بشكل حازم. هناك أسلوب معتمد لا يوحي بالمقاطعة.

ألا ترى أن الرئيس
بري يتحدى إرادة المسيحيين في محاولة فرض جلسة تشريعية من دون البحث بقانون
الانتخابات واعتباره أن الميثاقية يحددها الرأي العام.
هذا القول للرئيس
بري، بحسب رأيي، يغلب عليه طابع رد الفعل وليس الفعل. أساسًا هو الذي حدد معيار
الميثاقية عندما حصرها بمشاركة الأحزاب التي تمثل العصب المسيحي وقال إنه إذا حضرت
"القوات" جلسة التمديد فيعني ذلك أن الميثاقية مؤمنة.

إذا قاطع
"التيار" و"القوات" و"الكتائب" هل تكون الجلسة
ميثاقية؟
تكون جلسة مصابة
بتشوّه كبير ولكن أنا مع تشريع الضرورة لأنه من المبررات القانونية لإنتاج
القوانين، ولكن يجب أن نجمع بينها وبين عدم تعطيل مصالح الناس. ماذا يمنع أن تكون
المرونة موجودة مع تحديد الموقف بحسب الجدول؟

السير بهذه
النظرية ألا يعني تأجيل موضوع تحقيق الشراكة؟
لا شك أن مسألة
الضغط تكون في هذه الحال أخف بكثير من حال المقاطعة. ولكن أسأل: افترض قاطعت
وراحوا عملوا جلسة بحضور النائب سليمان فرنجية ونواب مسيحيين من غير الأحزاب
الكبيرة وطلّعوا قوانين ورئيس الوزراء نشرها في الجريدة الرسمية، ماذا تفعل؟ أكثر
من ذلك. تتذكر عندما طلع المكوّن الشيعي من مجلس الوزراء. هل توقف المجلس عن اتخاذ
القرارات؟ طبعًا لا. أصدروا قوانين ومارسوا الحكم وكأن لا شيء حصل. لماذا أسمح لهم
بأن يصيبوا هيبة قراراتي؟

ما هي الطريقة
لعدم السماح بتجاوز التوافق المسيحي؟
افترض أنهم
تجاوزوه. هذا يكون أشدَّ إيلامًا. ولكن ليس عليك أن تفكر بما ستفعله أنت بل بما
يمكن أن يفعله الطرف الآخر أيضًا. حتى إذا غاب معك "حزب الله"، وهو لا
يستطيع أن يغيب لأنه يريد أن يتجنب أزمة داخل بيئته، ماذا تفعل؟ لا يجوز أن تعرض
نفسك لمثل هذا الموقف. بدك تخلي نبيه بري معك على الخط الأحمر وتعمل معه اتفاق: أمشي
بهذه الأمور ولا أمشي بتلك. في هذه القضايا تقاطع وأنت تسلم بعدم ميثاقية الجلسة.
في حال رفض وبدو يضل ماشي عندها أطلع الى الرأي العام وأقول إن النوايا تتجاوز
مسألة عقد جلسة لتأمين مصالح الناس وأحدد الخطوات التي يجب أن أتخذها.

هل أنت مع النزول
الى الشارع اعتراضًا؟
أنا مع كل شيء
يؤدي الغاية شريطة أن يكون مدروسًا دراسة محترفين لا دراسة هواة. مع كل شيء يؤدي
الى تحقيق الغاية. لقد أسقطوا الجمهورية الأولى بعدما استعملوا السلاح الفلسطيني
والسلاح السوري. نحن ماذا نفعل؟ مش عم نستعمل السلاح. نستعمل حقنا في التعبير
الديمقراطي بالمقاطعة، بالتعبير، بالتظاهر، بالعصيان، وكله تحت سقف الدستور. أي
جريمة أكون أرتكبها؟

مسألة جهاز أمن
الدولة تدخل ضمن نطاق تحقيق الشراكة وكيف يمكن أن تنتهي؟
لا أرى هذه
المسألة إلا جزءًا من أزمة الشراكة الوطنية بصرف النظر عن الحق مع من. هناك قصص
أخرى حصلت كانت أشد وأدهى ولم يتجرأ أحد على المساس بهذا الشخص المعني أو بغيره.

لماذا لا تطرح
مشاريع قوانين الانتخابات للتصويت عليها في الهيئة العامة كمخرج لهذه المشكلة؟
لنكن واقعيين.
بيحطوا القوانين. هناك أكثرية مؤمنة للقانون المختلط الذي يحسِّن التمثيل المسيحي،
ولكن يجب أن تكون هناك معايير واحدة. وأعتقد أن القانون الذي قدمه الرئيس نبيه بري
أفضل لأنه يعتمد معايير واحدة في تقسيم الدوائر. ولا يمكن توقع من سيفوز بالأكثرية
من خلاله لا لجهة 8 آذار ولا لجهة 14 آذار.

ولكن التحالف بين
"القوات" و"التيار الوطني الحر" ألا ينتج أكثرية مسيحية؟
عندما تم وضع هذه
المشاريع لم يكن قد حصل التفاهم بين "القوات" و"التيار".
اليوم هناك معطى جديد. ولكن لا يجب التفكير إلا من خلال مصلحة المكوِّن المسيحي.
مصالح الجماعة لا يجب أن تكون مرتبطة بأسماء أشخاص. مصالح الجماعة اليوم تلتقي مع
مصالح الأشخاص ولكن يجب أن تكون لها الأولوية.

الى متى يمكن أن
يظل العماد عون منتظرًا فتح الطريق أمامه نحو قصر بعبدا؟
حتى قيام الساعة.

لماذا؟
إذا رجعت للعماد
عون فهو لن يخرج إلا شهيدًا حتى لو اجتمع عليه الأنس والجن. ما يعذبوا حالن.

ما هو موقفه من
موقف "حزب الله"؟
مرتاح. القول إن
"حزب الله" يأخذ القرار ونبيه بري ينفذ غير دقيق. إذ توفرت معطيات معينة
تستوجب حسم الأمر، وليس حسم أن يكون ميشال عون رئيسًا، أعتقد أنه إذا كان هناك
استعداد للبحث في حل المسألة ككل لا شك أن للحزب دورًا مركزيًا وفعالاً في إنتاج
إنهاء هذا الوضع.

توقيت "حزب
الله" هل يتناسب مع توقيت العماد عون؟
من دون شك. حط
براسك.

لماذا لا يمون
"حزب الله" على النائب سليمان فرنجية بسحب ترشيحه؟
إذا طلب،
افتراضًا، "حزب الله" من فرنجية أن ينسحب، وإذا طلب منه الرئيس بري ألا
ينسحب فلماذا ينسحب؟ شو عارضين عليه مخترة؟ عارضين عليه رئاسة جمهورية. خيرات
الله.

هل اشتغل العماد
عون على موضوع تذليل عقبة فرنجية؟ أم أن فرنجية أقفل الباب أمام المراجعات؟
الظاهر لا تعرف
العماد عون. ما بيشتغل على حدا.

بعد التفاهم مع "القوات"
طرحت مسألة أن يزور فرنجية في بنشعي.
ما بيطلع. إذا
كانت الظروف غير ناضجة لاجتماع ينتج عنه خير وإيجابيات فلماذا تعقده؟ يجب تهيئة
الظروف لمثل هذا الاجتماع. حتى إذا انسحب فرنجية ماذا يمكن أن يحصل؟ هل يمكن تأمين
نصاب الثلثين؟ كيف؟

تضع الآخرين أمام
الأمر الواقع لدعم العماد عون.
هل يغيِّر هذا
الأمر موقف "تيار المستقبل"؟ لا شك أن مثل هذا الأمر ينقلك في اللعبة
الى موقع الهجوم من موقع الدفاع، ولكن عمليًا هل ينقلك الى تأمين الفوز؟ تكون
أفسحت المجال لصفقات أخرى.

هل حاولت التقريب
بين الجنرال عون والرئيس بري؟
طبعًا. آخر جلسة
نزعت القصة كلها. كانت عالغدا عند الرئيس بري وكنت أنا والعماد عون. قبل جلسة
التمديد.

لماذا انتزعت؟
لأن العماد عون
قاطع جلسة التمديد. انتزعت كل الجهود بعدما كنت اعتقدت أنني أنهيت القصة. كانت
لدية قناعة بذلك.

مع مسألة الرئاسة؟
طبعًا. كانت الأرضية
مهيأة لمثل هذا الأمر.

إذا 8 آذار غير
قادرة على أن تتوحد وراء مرشح فيها...
ليش بعدك عم تقول
8 آذار؟ لا 8 آذار ولا 14 آذار. هذا الانقسام لم يعد له معنى. ميشال عون ليس مع 8
آذار. 8 آذار هم الذين التقوا في رياض الصلح ليقولوا شكرًا سوريا ردا على المطالبة
بخروج السوريين. حضور "القوات" هو الذي يؤمن استمرار 14 آذار. إذا خرج
هذا المكوّن المسيحي من 14 آذار ماذا يبقى منها؟

إذا لم يؤدِ تفاهم
"القوات" و"التيار" الى نتائج في موضوع رئاسة الجمهورية
والمواضيع الأساسية، هل يستهلك شعبيًا مع مرور الوقت؟
أعوذ بالله. أنصح
ألا يكون التفكير بهذا التفاهم على أساس أنه علاقة ظرفية مرتبطة فقط بعلاقة تكتية
بأهداف ذات طابع استراتيجي كرئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات. يجب أن يكون
عنواناً لتعاون أوسع في لحظة إعادة تكوين المنطقة. لا يمكن أن تكون عاجزًا عن
تجاوز هذه العناوين في هذه اللحظة للتنسيق إذا كنت حريصًا على مستقبلك ومستقبل
أهلك.

هل ترك الوضع
معلقاً في لبنان من دون رئاسة ومن دون تفعيل عمل الحكومة يرتبط بانتظار ما سيحصل
في المنطقة؟
شو يعني بدون
رئاسة؟ عندما بدأ النازحون السوريون يصلون الى لبنان لم تكن هناك رئاسة؟ تورط
لبنان في الأزمة السورية لم تكن هناك رئاسة؟ عندما تدخل "حزب الله" في
هذه الأزمة لم تكن هناك رئاسة؟ عندما حصلت أحداث عرسال لم تكن هناك رئاسة؟ عندما
بدأت ملفات الفساد. عندما مدّد مجلس النواب لنفسه، لم تكن هناك رئاسة؟ الرئاسة لا
تتعلق فقط بملء الفراغ والمكان بل بالمكانة وهذه هي قضية الشراكة الوطنية. المعركة
معركة شراكة لا معركة رئاسة. معركة الرئاسة جزء من هذه المعركة. عندما أحكي عن
لحظة إعادة تشكيل المنطقة لا أربط الوضع بموضوع الرئاسة. إذا أتت هذه اللحظة وكان
هناك رئيس من ضمن مصلحة الشراكة الوطنية تستطيع طبعًا أن تثبت وجودك في هذه
المعمعة. ولكن إذا كان هناك رئيس كيفما كان، هل تقبل أن يغطي هذا الرئيس هزيمتك
وإخراجك من المنطقة نهائيًا؟ ما أريد قوله أن يكون تفاهم "القوات"
و"التيار" انعكاسًا لإرادة مسيحيي الشرق كلهم وهو ضروري وملح واستراتيجي
ووجودي ومصيري في هذه اللحظة.

من تسمي رئيسًا
لتعبئة المكانة لا المكان؟
ما في رئيس من
خارج الأربعة. خلينا نستعمل رئيس صاحب حيثية بدل تعبير قوي. شو يعني رئيس أخذت
صلاحياته وليس له وجود برلماني؟ لا شيء. أنا عشتها مع الياس الهراوي وإميل لحود
وبدعم سوري لهما. كان هناك خلل في لعبة الشراكة التي يجب أن تتأمن بين رئيس
الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. عندما يكون رئيس مجلس الوزراء صاحب
حيثية ورئيس مجلس النواب صاحب حيثية لا يمكن الإتيان برئيس للجمهورية لا حيثية له.

من داخل الأربعة؟
ميشال عون مؤهل
أكثر من غيره. سمير جعجع صاحب الحيثية الثانية وهذا ما كنت أقوله قبل أن يحصل
التفاهم.

كيف ترد على
النائب فرنجية الذي اعتبر أن الرئيس القوي يشكل خطرًا؟
أتمنى أن أجتمع
معه لأسمع منه تفسيره لوجهة نظره، حتى إذا صح هذا الكلام وأقنعني فهذا يعني عندها
أن هذا المنطق يجب أن يطبق أيضًا على رئاستي مجلس النواب والحكومة.

كيف يمكن كسر حلقة
الفراغ؟
هل المكوِّن الآخر
متمسك بالطائف؟ إذا كان كذلك أعتقد أنه قريبًا سيعيد النظر في موقفه من ترشيح
العماد عون لإعادة فتح قنوات التواصل.

لماذا؟
منطق الأمور يقول
إنه يجب الذهاب نحو مشروع اتفاق وحوار يبدأ في المنطقة وينعكس في لبنان خصوصًا على
مستوى حوار "تيار المستقبل" و"حزب الله". هذا الحوار سيثمر
شيئاً ما. هذا الشيء واحد من أمرين: إما التخلي عن ميشال عون وبالتالي التخلي عن
الحريري، أو تبني الاثنين. إما عون رئيسًا للجمهورية والحريري رئيسًا لمجلس
الوزراء وإما لا. الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"
يعكس الحاجة الى تخفيف حدة التوتر المذهبي بين السُنة والشيعة. أنظر لما يحصل في
سوريا. أعتبر أن لبنان من ضمن التفاهم الذي يمكن أن يحصل في سوريا. الاتفاق الدولي
مع "حزب الله" هو حول هذا الموضوع.

اتفاق ماذا؟
اتفاق على استمرار
الاستقرار في لبنان.

هل هناك اتفاق على
دور "حزب الله" في سوريا؟
إيييييييه...

اتفاق مع من؟
من قلب البيت
الأبيض. عندك شك؟ أعطني تصريحًا أميركيًا واحدًا ضد دور "حزب الله" في
سوريا. هات.

مسألة العقوبات ضد
الحزب؟
شو هالعقوبات؟ ما
هي كانت موجودة. هذه العقوبات ترتبط بصراع "حزب الله" مع إسرائيل لا مع
الأميركان.

سلاح الحزب ألا
يحمّل لبنان أكثر من طاقته؟ ألا يعرضه للانفجار؟
لا ننسى أن إيران
فارسية وأن السيد حسن نصرالله و"حزب الله" واجهتها العربية. عندما حصلت
القمة بين بشار الأسد وأحمدي نجاد وحسن نصرالله قبل الثورة السورية ماذا كان يعني
ذلك؟ كانت رسالة بأن إيران تقبل بما يقبل به العرب وهؤلاء العرب هم بشار الأسد
وحسن نصرالله. هذه المسألة حسمت داخل إيران بالنسبة الى موضوع الصراع العربي الإسرائيلي
ودعم الفلسطينيين. زار أحمدي نجاد جنوب لبنان وزار سوريا ليقول للأميركيين هؤلاء
هم العرب ونقبل بما يقبلون به. بعد ذلك بدأت الأحداث في سوريا.

الى أين تتجه
الأمور في سوريا؟
سوريا التي تحيط
بلبنان إحاطة مباشرة واضح أن أمرها بات محسومًا مع النظام. المناطق الأخرى يستمر
فيها الصراع. حدود "سايكس ـ بيكو" الدولية باقية. حدود مناطق النفوذ هي
نقطة الخلاف الكبرى ومحور الصراع. هل ستنشأ أوعية داخل هذه الحدود ذات سقوف متعددة
ضمن النفوذ الإقليمي؟ أم ستبقى سوريا دولة لامركزية مع سلطة مركزية؟ هذا هو السؤال
ولا نعرف في النهاية كيف تحصل الصفقات.

هل هناك تكامل بين
الروس والأميركيين حول مستقبل سوريا؟
أعتقد أن هذا ما
حصل منذ أول لقاء بين أوباما وبوتين. هناك اتفاق أميركي ـ روسي.

الحرب طويلة؟
لا أحد يعرف. ولكن
من المؤكد أن "داعش" لن يكون له دولة لا في العراق ولا في سوريا. المعركة
ماشية في طريق استئصاله. استقطاب التطرف الى هذه الساحة لتتم تصفيته تم. هناك
تفكير بالانتقال الى ساحة أخرى لاستكمال عملية استئصال التطرف وأعتقد أن هذه
الساحة ستكون شمال أفريقيا.

ألا تعتبر أنك
متشدد في موضوع الشراكة وليِّن في موضوع السيادة مع "حزب الله"؟
صح. وذلك لسببين:
أنا مع السيادة المطلقة وهذا موضوع غير قابل للنقاش. عندما كانت تتم المطالبة
بانسحاب الجيش السوري تحقيقاً للسيادة لم يكن هذا الانسحاب مطروحًا مقابل السيادة
الكاملة. لم تكن الصورة محسومة. إذا طرحت المسألة بين سيادة أو لا سيادة أقول
سيادة. أما سيادة والبديل هو الفوضى أو هز الاستقرار ماذا تختار؟ لا يجب أن نستقدم
النار الى لبنان. هذا ما قلته بعد أيام على اغتيال الرئيس الحريري. ولكن لا بد أن
تبقى الإرادة بالمطالبة بالسيادة الكاملة قائمة وهذه المسألة يجب أن تتأمن لها
ظروفها الدولية.

هل أنت مع تعديل
الطائف؟
لدي شكوك بإمكانية
تطبيق الاتفاق، ولكن أقول إنني مع الدستور ومع القانون ومنطق الدولة ومع اتفاق
الطائف. ولكن افترض أننا أردنا تطبيق الطائف، هل هناك إمكانية لذلك؟ لست ضد
التعديل في بعض القضايا. ولكن طالما أن هذا الاتفاق يحقق التوازن والمناصفة، فلماذا
أسعى الى تغييره؟

هل ستحصل
الانتخابات البلدية؟
نعم. والسبب
الأساسي أن المجتمع الدولي والأميركيين يريدونها. هذا ما سمعته مباشرة بأنه لا
يجوز أن يستمر البلد بالتمديد.

ماذا ستعطي هذه
الانتخابات لتفاهم "القوات" و"التيار"؟
يجب أن ينتصر
التفاهم في هذه الانتخابات، حيث يكون التوافق ممكناً يجب تحقيقه، أما في ما يتعلق
بترتيب أوراق البلد والساحة السياسية والجغرافيا المسيحية ومحاولة تأسيس حالات
تنقض على هذا التفاهم لإجهاض أبعاده، فأنا ضد. حطّوا براسكم الحرب على تفاهم
"القوات" و"التيار" استراتيجية لأن هذا التفاهم استراتيجي.
i Blog